عروبة الإخباري – واصل المنتخب البرازيلي المضيف زحفه نحو تعويض خيبة 1950 والفوز باللقب السادس في تاريخه بعدما تجاوز عقدة الدور ربع النهائي بفوزه على نظيره الكولومبي 2-1 ليل الجمعة السبت على ملعب “استاديو كاستيلاو” في فورتاليز في النسخة العشرين من نهائيات كأس العالم لكرة القدم.
ويدين اصحاب الضيافة بتأهلهم الى قلبي دفاع باريس سان جرمان الفرنسي تياغو سيلفا ودافيد لويز اللذين سجلا هدفي السيليساو في الدقيقتين 7 و69، فيما سجل خاميس رودريغيز هدف كولومبيا في الدقيقة 80 من ركلة جزاء.
لكن البرازيل تلقت ضربة موجعة بتلقي قائدها سيلفا انذارا هو الثاني له في البطولة وسيغيب عن نصف النهائي.
وضرب “سيليساو” الذي يحلم بتعويض ما فاته عام 1950 حين خسر النهائي على ارضه امام جاره الاوروغوياني، موعدا ناريا في مباراة دور الاربعة المقررة الثلاثاء المقبل في بيلو هوريزونتي مع نظيره الالماني الذي تغلب اليوم على فرنسا 1-صفر.
وستكون مواجهة دور الاربعة بين صاحب الرقم القياسي بعدد الالقاب (5) ونظيره الالماني الباحث عن لقبه الرابع اعادة لنهائي 2002 حين خرج “سيليساو” فائزا بثنائية نظيفة سجلها “الظاهرة” رونالدو في المواجهة الوحيدة بينهما في العرس الكروي الى جانب تلك التي جمعت البرازيليين بالمانيا الشرقية في الدور الثاني من مونديال 1974 (1-صفر سجله ريفيلينو).
وحققت البرازيل المطلوب منها اليوم دون ان تقدم اداء مختلفا عما كان عليه الوضع مع جارتها الاخرى تشيلي التي اجبرت “سيليساو” على خوض الوقت الاضافي ثم مشقة ركلات “الحظ” الترجيحية من اجل ان يحجز بطاقته الى ربع النهائي، وهو الدور الذي توقف فيه مشوار ابطال العالم اربع مرات في المشاركتين الاخيرتين عامي 2006 و2010.
ويأمل المنتخب البرازيلي ان يكرر السيناريو الذي اختبره في المناسبات الثلاث الاخيرة التي تجاوز فيها حاجز ربع النهائي، اي عامي 1994 و2002 حين توج باللقب على حساب ايطاليا والمانيا وعام 1998 حين خسر امام فرنسا المضيفة.
واكدت البرازيل تفوقها على كولومبيا التي يعود فوزها الاخير على “سيليساو” الى عام 1991 في كوبا اميركا حين كان رودريغيز يبلغ من العمر يوما واحدا فقط وتحديدا في 13 تموز/يوليو 1991 بنتيجة 2-صفر في دور المجموعات.
وتواجه المنتخبان في 20 مناسبة رسمية، مناصفة بين تصفيات كأس العالم وكوبا اميركا، اضافة الى 5 مباريات ودية.
ولم تخسر البرازيل ايا من مبارياتها العشر في تصفيات كأس العالم، ففازت في خمس وتعادلت في خمس، بينها في المواجهات الثلاث الاخيرة التي انتهت بنتيجة صفر-صفر، فيما فازت في 8 من مبارياتها العشر في كوبا اميركا وخسرت في واحدة (1991 في دور المجموعات) وتعادلت في اخرى (1998 في دور المجموعات).
اما بالنسبة للمباريات الودية، فكانت الاخيرة بينهما عام 2012 وتعادلا (1-1) للمرة الثانية، مقابل انتصاريان للبرازيل وفوز لكولومبيا الذي لم تحقق بالمجمل سوى فوزين على جارتها من اصل 25 مواجهة، مقابل 15 هزيمة و8 تعادلات.
وواصلت البرازيل تألقها في معقلها حيث لم تخسر في المسابقات الرسمية منذ 39 عاما، وتحديدا منذ عام 1975 حين سقطت في بيلو هوريزونتي امام البيرو 1-3 في ذهاب الدور نصف النهائي من كوبا اميركا (اقيمت البطولة حينها بنظام مسابقات الدوري) قبل ان تفوز ايابا 2-صفر دون ان يجنبها ذلك الخروج من المسابقة، علما بان خسارتها الاخيرة على ارضها على الصعيد الودي تعود الى عام 2002 ضد الباراغواي في مباراة خاضها المدرب الحالي سكولاري بتشكيلة رديفة لان “اوريفيردي” كان قد توج للتو بلقب مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان.
وبدأ سكولاري اللقاء بتعديلين مقارنة مع مواجهة تشيلي حيث فضل دوغلاس مايكون على حساب دانيال الفيش في مركز الظهير الايسر، فيما عوض غياب لويز غوستافو عن مركز لاعب الوسط المحوري بسبب الايقاف بباولينيو.
اما بالنسبة لكولومبيا التي تصل الى ربع النهائي للمرة الاولى في تاريخها بعد فوزها بمبارياتها الثلاث في الدور الاول ثم على الاوروغواي (2-صفر) في الثاني، فادخل المدرب الارجنتيني خوسيه بيكرمان تعديلين ايضا على التشكيلة الفائزة على الاوروغواي، وذلك باشراك فريدي غوارين وفيكتور ايباربو بدلا من ابيل اغويلار وجاكسون مارتينيز.
واستهل المنتخب البرازيلي اللقاء بشكل جيد حيث اظهر نيته الوصول الى الشباك باكرا من اجل اراحة اعصاب جماهيره الغفيرة، وقد نجح في تحقيق مبتغاه منذ الدقيقة 7 اثر ركلة ركنية نفذها نيمار من الجهة اليسرى ووصلت الكرة الى القائد تياغو سيلفا المتواجد على القائم البعيد وحيدا ودون رقابة فحولها بركبته في الشباك الخالية، مستفيدا من تراخي لاعب وسط التشي الاسباني كارلوس سانشيز.
واصبح سيلفا اول قائد للمنتخب البرازيلي يسجل في النهائيات منذ ان حقق ذلك راي ضد روسيا (2-صفر) في مونديال 1994 التي توجت به بلاده في نهاية المطاف.
وكاد ان يأتي رد رجال بيكرمان سريعا من تسديدة صاروخية اطلقها خوان غييرمو كوادرادو من حدود المنطنة لكن محاولة لاعب وسط فيورنتينا الايطالي هزت الشباك الجانبية بعدما تحولت من تياغو سيلفا (11).
وعاد البرازيليون لفرض هيمنتهم مجددا بحثا عن توجيه ضربة قاضية لجيرانهم وحصلوا على فرصة مزدوجة لهولك ثم اوسكار اللذين اصطدما بتألق الحارس دافيد اوسبينا (20) الذي تعملق مجددا في الدقيقة 28 بوجه هولك ايضا.
وحصل المنتخب المضيف بعدها على عدد من الفرص لتعزيز تقدمه خصوصا في ظل المساحات التي خلفها رجال بيكرمان خلفهم في مسعاهم لادراك التعادل لكن لاعبي “سيليساو” افتقدوا الى التركيز في تمريراتهم والى اللمسة الاخيرة “القاتلة” لتبقى النتجية على حالها حتى صافرة نهاية الشوط الاول.
وجاءت بداية الشوط الثاني مخيبة من الطرفين حيث عجز اي منهما عن الخروج بهجمة منسقة نحو منطقة الخصم بعدما انتهت جميع المحاولات عند اقدام المدافعين، وكان الحدث الاهم في الدقائق الاولى حصول سيلفا على انذار هو الثاني له في البطولة، ما يعني غيابه عن لقاء المانيا (64).
وتوقفت قلوب البرازيليين لثوان معدودة بعد ان سجل القائد ماريو ييبيس في شباكهم لكن الحكم الاسباني كارلوس فيلاسكو كاربايو الغاه بداعي التسلل على اكثر من لاعب عندما نفذ رودريغيز ركلة الحرة (67).
ثم جاء الفرج من حيث لم يتوقع احد ومن ركلة حرة رائعة لدافيد لويز من حوالي 25 مترا اسكن بها الكرة في الزاوية اليسرى العليا لمرمى اوسبيانا (69)، مسجلا هدفه الثاني بعد ان احتسب له هدف الافتتاح ضد تشيلي في الدور الثاني.
لكن الفرحة البرازيلية لم تدم طويلا لان كولومبيا عادت الى اجواء اللقاء من ركلة جزاء تسبب بها الحارس جوليو سيزار على البديل كارلوس باكا، وانبرى لها خاميس رودريغيز بنجاح (79)، رافعا رصيده الى ستة اهداف في خمس مباريات ومعززا موقعه في صدارة لائحة الهدافين.
واصبح صانع العاب موناكو الفرنسي اول لاعب يصل الى الشباك في المباريات الخمس الاولى منذ ان حقق البرازيلي ريفالدو ذلك عام 2002، علما بان الفرنسي جوست فونتان (1958) والبرازيلي جرزينيو (1970) هما اللاعبان الوحيدان اللذان وصلا الى الشباك في في المباريات الست الاولى افي النهائيات.
وكان رودريغيز اول لاعب يشارك للمرة الاولى في نهائيات كأس العالم ويسجل اربعة اهداف في اربع مباريات منذ ان حقق الايطالي كريستيان فييري اربعة اهداف في باكورة مشاركاته في مونديال 1998.
لكن رصيده سيتوقف عند ستة اهداف رغم محاولاته ورفاقه في الدقائق الاخيرة من اجل الابقاء على امال بلادهم بمواصلة هذه المغامرة الحالمة من خلال ادراك التعادل، لكن النتيجة بقيت على حالها ولم يطرأ اي تطور جديد في اللقاء سوى اصابة نيمار في الدقيقة 88 وخروجه على الحمالة من ارضية الملعب