عروبة الإخباري – يجب أن يكون الخطاب الموجه إلى الأمة خطاب تبصير بأخطائها وتبصيرا بالواجب الذي فرضه الله سبحانه وتعالى عليها فإنها مسؤولة عن وحدتها ومسؤولة عن أسباب عزتها ليس لها أن تتخلى عن هذه الأسباب ولا أن تفرط في شيء منها أو تأخذ بالأسباب المعاكسة التي تؤدي بها إلى الوهن والضعف والقلة والعجز والتشتت والتشرذم عليها أن تدرك ذلك وبجانب ذلك عليها أن تدرك قيم هذا الدين الحنيف الذي يجمع ولا يشتت ويؤلف ولا ينفر ويقرب ولا يبعد هذا الدين الحنيف الذي يدعو إلى التراحم والتلاحم حتى تكون الأمة فيما بينها كالشخص الواحد إذا اشتكى منه أي عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر عليها أن تدرك ذلك وأن تأخذ بأسباب القوة وعليها أن تستلهم نهجها الذي تسير عليه من قول الله سبحانه وتعالى (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) فإن ما وقعت فيه من فشل وذهاب الريح مصدره هذا التنازع الذي كان بينها وهذا الذي أطمع عدوها فيها حتى أصبح الآن هو في غنى عن مقاومتها لأنها يقاوم بعضها بعضا وقد عاد البأس فيما بينها شديدا مع الأسف الشديد والعياذ بالله.