عروبة الإخباري – قال الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي، فيتالي تشوركين الاثنين، إن “هناك تقارير مقلقة للغاية بشأن قدرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” على تصدير النفط العراقي وحصوله (التنظيم) علي تمويلات هائلة لأعماله الإرهابية”.
وأضاف تشوركين (وهو المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة)، الذي كان يتحدث للصحفيين الإثنين عقب انتهاء جلسة مشاورات المجلس حول الشرق الأوسط، إن “جلسة المجلس شهدت نقاشا مهما للغاية اليوم حول أنشطة الجماعات الإرهابية العابرة للحدود الوطنية للدول في الشرق الأوسط”.
وأشار إلى وجود مخاوف حقيقية من قدرة داعش علي إضافة أموال الي خزائنها من خلال سيطرتها على بعض آبار النفط في العراق وتصديره بشكل غير مشروع.
وقال إن “قدرة داعش على بيع النفط العراقي هو أمر مقلق للغاية، ويضيف إلى خزائنها، وبالتالي يغذي بوضوح قدرتها على الانخراط في أنشطة إرهابية”.
ومنذ العاشر من الشهر الجاري، تسيطر مجموعات سنية، يتصدرها تنظيم “داعش”، على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى (شمال)، وتكريت، مركز محافظة صلاح الدين (شمال)، إضافة إلى مدن في محافظات أخرى، بينها الأنبار (غرب)، وتقول إنها تزحف نحو العاصمة بغداد.
ويصف رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، نوري المالكي، تلك المجموعات بـ”الإرهابية”، فيما تقول شخصيات سنية إن ما يحدث ثورة عشائرية سنية ضد سياسات طائفية تنتهجها حكومة المالكي الشيعية.
في الوقت نفسه، أعرب تشوركين، الذي تتولي بلاده الرئاسة الدورية لأعمال المجلس خلال شهر يونيو/ حزيران الجاري، عن استنكاره من مواقف بعض الدول المؤيدة للجماعات الإرهابية في سوريا (لم يسمها)، بينما تتخذ موقفا مغايرا ازاء تلك الجماعات في العراق، علي حد قوله.
وقال تشوركين إن “الجميع يعرفون أن تلك الجماعات تجري عملياتها معا، ولذلك نحن (المجتمع الدولي) يتحتم علينا أن نعمل معا وفقا لذلك”.
وأشار رئيس المجلس إلى إعلان البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، في وقت سابق اليوم الأثنين، عن الانتهاء بنسبة 100% من ازالة كافة مخزون سوريا الكيماوي.
ومضي قائلا “لكن روسيا لاتزال تشعر بالقلق من وقوع المواد الكيماوية في أيدي الجماعات الإرهابية في سوريا، واستخدامها في أغراض عدائية، ومع ذلك فنحن سعداء بالإعلان الذي تم اليوم، ونأمل في أن نتمكن في مجلس الأمن من اصدار بيان بشأنه في وقت لاحق “.
وبعد تهديد الولايات المتحدة بشن هجوم عسكري ضد النظام السوري على خلفية اتهامه بارتكاب الهجوم الكيميائي “الأكبر” على ريف دمشق أغسطس/ آب الماضي، وافق نظام بشار الأسد على مقترح حليفته روسيا بتسليم ما بحوزته من أسلحة كيميائية إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتدميرها.
وبدأت البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية عملها في سوريا في أكتوبر/ تشرين الأول 2013.
كما بدأت عمليات نقل تلك الأسلحة، التي تقدر بنحو 1300 طن، بحسب ما أعلنته دمشق العام الماضي امتلاكها، عبر ميناء اللاذقية على البحر المتوسط مطلع العام الجاري، وتم تسليم غالبية الكمية المصرح بها على دفعات.
ومنذ مارس/آذار 2013 تشهد سوريا احتجاجات شعبية تحولت إلى صراع مسلح بين قوات النظام والمعارضة أودت بحياة أكثر من 150 ألف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، وشرد حوالي 9 ملايين آخرين، وفقا للأمم المتحدة، من أصل تعداد سوريا البالغ حوالي 22.5 مليون نسمة.