عروبة الإخباري – أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أن “توفير أمن السفارات وكافة موظفيها، يقع على عاتق الدول المستضيفة”، في معرض تعليقه علي قيام عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) بخطف موظفي القنصلية التركية، في الموصل بالعراق، بعد سيطرتهم على المدينة مؤخراً.
وقال أردوغان في كلمة خلال اجتماع الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية الحاكم: “إن كل دولة مكلفة بتوفير الحماية لأرواح وممتلكات الدبلوماسيين العاملين على أراضيها، والحكومة المركزية في العراق فشلت في ذلك. إن مواطنينا الرهائن في الموصل، سيعودون بسلام إلى تركيا، ويجري عمل كل ما يلزم لتحقيق ذلك. إننا نواصل العمل بشكل مكثف وحساس للغاية”.
وأشار أردوغان، إلى أن عناصر (داعش) حاصروا القنصلية التركية في الموصل، بعد سيطرتهم على المدينة، وطلبوا فتح أبواب القنصلية، حيث لم يبق أمام حراسها سوى تجنب الاشتباك من أجل سلامة الموظفين، في ظل انسحاب كافة قوات الأمن العراقية من المدينة، لافتا إلى اختطاف التنظيم 31 سائق شاحنة تركي من العاملين في المنطقة.
وانتقد أردوغان استغلال بعض أحزاب المعارضة وأوساط سياسية حادثة الرهائن، كأداة في السياسة الداخلية، متابعا: “حزب الشعب الجمهوري (المعارض)، يعرض حياة مواطنينا هناك – الرهائن في العراق- للخطر بصورة جادة، عبر تصريحات رئيسه من جهة، والأخبار والآراء التي يبثها الإعلام المؤيد له من جهة أخرى، هذا تصرف غير مسؤول لايمكن القبول به”.
.وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، قال أردوغان: “لم نضع بعين الاعتبار معيار المذهبية في سياستنا، بل تبنينا معيار الجيرة، ووقفنا بصف الحق في العراق”، مضيفا: “لم نفرّق بين علي وعمر، هكذا عشنا على مدى العصور،على الجميع في هذه المنطقة أن يحكّم ضميره”.
ولفت أردوغان إلى أنه من النادر رؤية أزواج أسماؤهم علي وعائشة، خارج تركيا في هذه المنطقة، إضافة إلى مصادفة أسماء، محمد، وعلي، وحسن، وحسين، وعمر، وعثمان، وبكر ضمن أسرة واحد . منوها بأن الأتراك يأتون في مقدمة الذين استقوا العبرة من حادثة كربلاء.
وتابع أردوغان “نحن لم نكن أبدا أمة تثير الفرقة عبر استغلال استشهاد سيدنا الحسين حفيد رسول الرحمة، ولم نكن من الذين يكررون الحادثة الأليمة في كربلاء، على مر عصور، ويزهقون أرواحا جديدة لتضاف إلى الدماء المسفوكة هناك، لقد اعتبرنا كل من يقول لا إله إلا الله، مسلما ومؤمنا بغض النظر عن مذهبنا”.
ومضى رئيس الوزراء قائلا: “نحن صوت العقل والحكمة في المنطقة، منذ عصور، إن شاء الله سنبقى للأبد أمة تدعو للحق والصبر”.