عروبة الإخباري -أكد جلالة الملك عبدالله الثاني أن الإصلاح الشامل والمتدرج والمستمر ركن أساسي في النهج الديمقراطي للدولة الأردنية، وثابت تجمع عليه مختلف مكونات المجتمع.
وشدد جلالته، خلال لقائه اليوم الأثنين في قصر الحسينية رئيس وأعضاء كتلة الوسط الإسلامي النيابية، على ضرورة تعزيز العلاقة بين السلطات الثلاث بما يخدم مسيرة التحديث والتنمية الشاملة، التي تعتبر ثقة المواطن الأردني بمؤسسات الوطن، هي الأساس في نجاحها.
وأكد جلالته، خلال اللقاء الذي يأتي في إطار سلسلة لقاءات يعقدها جلالة الملك مع أعضاء مجلس النواب والكتل النيابية وحضره رئيس الديوان الملكي الهاشمي ومدير مكتب جلالة الملك، أهمية تعزيز مبدأ التكامل والتعاون بين جميع السلطات، على أسس الشراكة والتشاور والتوافقية حول مختلف قضايا الوطن.
وأشار جلالته، في هذا الإطار، إلى أهمية الدور المناط بمجلس الأمة، بشقيه الأعيان والنواب، في مناقشة جميع القوانين المطروحة في الدورة البرلمانية الاستثنائية، وتسريع إقرارها بما يخدم الصالح العام.
وشدد جلالته، خلال اللقاء الذي تناول مجمل قضايا الشأن الوطني، على أن التعامل مع الوضع الاقتصادي الصعب ومختلف التحديات التي تواجهها المملكة نتيجة الظروف الاقليمية، يبقى في مقدمة الأولويات، لافتاً في هذا الإطار إلى الخطة الاقتصادية للعشر سنوات القادمة، التي تعكف الحكومة على إعدادها، بالشراكة مع جميع الجهات المعنية، الحكومية منها والخاصة.
واستعرض اللقاء مختلف التحديات التي يعانيها الاقتصاد الأردني، خصوصاً في مجالات الطاقة والفقر والبطالة وعجز الموازنة والمديونية، مؤكداً جلالته ضرورة تسريع تنفيذ المشاريع الكبرى في مجالات الطاقة البديلة والمتجددة، ومشاريع تنمية المحافظات.
وأشار جلالته، في هذا الإطار، إلى أن تشجيع وجذب الاستثمارات إلى المملكة تشكل أولوية في المرحلة الحالية، بما يساعد في تنمية المحافظات عبر إقامة مشاريع تولّد فرص عمل وتساهم في التخفيف من مشكلتي الفقر والبطالة وتحسين مستوى معيشة المواطنين.
كما تم التطرق إلى مختلف قضايا الشأن العام، إضافة إلى التطورات على الساحتين العربية والإقليمية، خصوصا جهود تحقيق السلام، ومستجدات الأزمة السورية.
وفيما يتعلق بجهود تحقيق السلام، أكد جلالته أن الأردن على تواصل مستمر مع الأطراف المعنية، ومطلع على جميع تفاصيل مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بما يكفل الحفاظ على مصالحه الوطنية العليا.
وحول مستجدات الوضع السوري، حذر جلالته من تداعيات استمرار الأزمة على المنطقة وشعوبها، خصوصاً تدفق اللاجئين السوريين، مشيراً في هذا الصدد إلى الضغوط التي تتعرض لها البنية التحتية وقطاع الخدمات، لاسيما في محافظات شمال ووسط المملكة.
بدورهم، ثمـّن رئيس وأعضاء كتلة الوسط الإسلامي النيابية نهج جلالة الملك في التواصل مع أعضاء مجلس النواب والكتل النيابية، والاستماع إلى طروحاتهم، بما يعكس حرص جلالته على الاطلاع على مختلف وجهات النظر ترسيخاً لمبدأ الديمقراطية والتعددية.
وهنأوا جلالة الملك بمناسبة الأعياد الوطنية التي تشهدها المملكة هذه الأيام، من عيد جلوس جلالة الملك على العرش وذكرى الثورة العربية ويوم الجيش.
وعرض نواب الكتلة، في مداخلاتهم أمام جلالة الملك، جملة من الأفكار والمقترحات للتعامل مع مختلف القضايا، والمساهمة في تعزيز مسيرة العمل البرلماني ودور مجلس النواب في دعم مسيرة التنمية الوطنية.
وأكدوا أن ثوابت كتلة الوسط الإسلامي النيابية تتفق جملة وتفصيلاً مع رؤية جلالة الملك بخصوص مسيرة الإصلاح الشامل وتطوير دور الكتل البرلمانية في أداء مجلس النواب ككل، لافتين إلى أهمية ما طرحته الأوراق النقاشية الملكية، والتي وضعت خارطة طريق واضحة للإصلاح السياسي برؤية استشرافية مستقبلية بكل حكمة وحنكة، لتشكل مساراً واضحاً في عملية الإصلاح الشامل التي تنتهجها المملكة بقيادة جلالة الملك.
واستعرضوا مشاريع القوانين المعروضة على الدورة الاستثنائية البرلمانية، مشيرين إلى أن مجلس النواب يوليها الأهمية القصوى في النقاش بالشراكة مع مختلف الجهات المعنية، لاسيما قانون تشجيع الاستثمار، الذي يعد من أهم القوانين اللازمة لتحفيز البيئة الاستثمارية لما له من أثر في خدمة الاقتصاد الوطني.
وثمنوا دور جلالة الملك وقدرته الكبيرة بالتواصل مع كافة القوى والجهات الدولية، لطرح القضايا العربية بكل قوة وكسب التأييد الدولي لها وللمواقف الأردنية حيالها، وسعيه الدؤوب لتعزيز العمل العربي المشترك وتعزيز التضامن العربي بما يخدم قضايا الأمة العربية ومصالح شعوبها.
وعبروا، في هذا الإطار، عن تقديرهم لجهود جلالة الملك ودور الهاشميين التاريخي في حمل القضية الفلسطينية في كافة المحافل الدولية والوقوف إلى جانب الاشقاء الفلسطينيين وقضيتهم العادلة، ودور جلالته في الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ورعايتها.
ولفتوا إلى أن زيارة قداسة البابا مؤخراً إلى المملكة والنجاح الكبير الذي لقيته عالمياً، جاء نتيجة جهود الأردن الكبيرة بالترتيب لهذه الزيارة وإعطائها الأهمية الكبرى التي تستحق، وما نتج عنها من خطوات ملموسة على صعيد تعزيز نهج الحوار والعيش المشترك بين الأديان.
وعلى الصعيد التنموي، أكدوا أهمية اللامركزية كأسلوب إدارة في المحافظات، داعين إلى ضرورة التدرج في تطبيقه بالاستناد إلى رؤية واضحة ودراسة مستفيضة تراعي المتطلبات، وبناء القدرات اللازمة لذلك على مستوى المحافظات والبلديات، وأن يتم تنفيذ المشاريع التنموية في المحافظات وفق الأولويات وجدول زمني واضح.
واستعرضوا المعيقات التي تواجه القطاع الزراعي، خصوصاً الانعكاس السلبي لأزمات الإقليم على تصدير المنتجات الزراعية، ما أضر بعوائد المزارعين، ويتطلب دعمهم على مختلف الصعد.
وتناولوا التحديات التي يعاني منها قطاع التعليم في المملكة، بالرغم من الخطوات الإيجابية التي قامت بها الحكومة فيما يتعلق بامتحان الثانوية العامة، لافتين إلى أهمية تطوير المناهج الدراسية ودعم مكانة المعلم وتعزيز تأهيله بما يساعد في الحفاظ على المخرجات النوعية لهذا القطاع الهام.
وحول التحديات الاقتصادية التي تواجه المملكة في مجال الطاقة، دعا نواب الكتلة إلى ايجاد خليط نوعي من مصادر الطاقة البديلة والمتجددة والنووية، يضمن استدامة مصادر الطاقة وتنوعها.
يشار إلى أن كتلة الوسط الإسلامي، تضم 16 عضواً، ويتراسها النائب مصطفى العماوي.