عروبة الإخباري – أجرى الإبراهيمي لقاء مع مجلة دير شبيغل الألمانية قارن فيه سوريا بالصومال وأفغانستان وأوضح أن الحكومات أخطأت تقدير الموقف تجاه الأزمة السورية
قال المبعوث العربي الأممي المستقيل الأخضر الإبراهيمي إن سوريا تتجه لأن تصبح دولة فاشلة يديرها زعماء مليشيات على غرار الصومال، مما يمثل خطرا جسيما على مستقبل الشرق الأوسط.وأضاف الإبراهيمي في مقابلة مع مجلة دير شبيغل الألمانية أن هناك خطرا جديا لانفجار المنطقة بأسرها في حال عدم تضافر الجهود للتوصل إلى حل سياسي لما وصفها بالحرب الأهلية الوحشية في سوريا، مشددا على أن الصراع لن يبقى داخل هذا البلد.وأضاف أن الكثير من الدول أساء تقدير الأزمة السورية حيث توقعوا انهيار حكم الرئيس بشار الأسد مثلما حدث مع بعض الزعماء العرب الآخرين، وهو خطأ تسببوا في تفاقمه بدعم “جهود الحرب بدلا من جهود السلام”.
وقارن الإبراهيمي بين سوريا الآن وأفغانستان تحت حكم حركة طالبان في الفترة التي سبقت هجمات 11 سبتمبر أيلول2001 على الولايات المتحدة، وقال “لم يكن لمجلس الأمن الدولي أي مصلحة في أفغانستان، وهي دولة صغيرة فقيرة وبعيدة، قلت ذات يوم إن الوضع سينفجر في وجوهنا، الوضع في سوريا أسوأ بكثير”.وقارن سوريا أيضا بالصومال التي تعاني منذ أكثر من عقدين من الصراع، وقال “سوريا لن تنقسم مثلما توقع كثيرون، بل ستصبح دولة فاشلة ينتشر فيها زعماء مليشيا في كل مكان”.وقال الإبراهيمي إن كلا من القوات الحكومية السورية ومقاتلي المعارضة ارتكبا جرائم حرب يوميا، وإن الجوع استخدم سلاحا في الحرب واحتجز المدنيون دروعا بشرية واستخدمت الأسلحة الكيميائية في المعركة.وأشار الإبراهيمي إلى أنه “لم يمكن لروسيا ولا الولايات المتحدة إقناع أصدقائهما بالمشاركة في المفاوضات بنية جادة”، وأضاف أن مجيء الطرفين الحكومي والمعارض كان تحت الضغط وعلى غير إرادتهما.
وذكر أن فريق التفاوض الحكومي لم يذهب إلى جنيف إلا لإرضاء موسكو، معتقدين أنهم يكسبون الحرب عسكريا؛ فيما فضلت أغلب فصائل المعارضة أيضا تسوية الصراع في ميدان المعركة ووصلوا غير مستعدين على الإطلاق.وتركزت جهود الإبراهيمي مبعوثا للسلام قبل استقالته على محاولة إقناع الولايات المتحدة وروسيا بالجمع بين الحكومة والمعارضة في جنيف، لكن في النهاية لم يسفر جلوس الطرفين في قاعة واحدة عن أي نتائج.
وقال الإبراهيمي إن السعودية وإيران وهما القوتان الرئيسيتان على جانبي الانقسام الطائفي بين السنة والشيعة في المنطقة يجب “أن تشرعا ليس في بحث كيفية مساعدة الأطراف المتحاربة وإنما في كيفية مساعدة الشعب السوري وجيرانه”.
ورغم الإشارات على حدوث تقارب ما تزال القوتان على حذر تجاه بعضهما البعض. ورفضت السعودية أيضاً مقابلة الإبراهيمي مما جعل مهمته في تحقيق توافق في الرأي شبه مستحيلة.
وقال الإبراهيمي “أعتقد أنه لم يعجبهم ما كنت أقوله عن تسوية سلمية ومن خلال التفاوض مع تنازلات من الطرفين”.
كما حذر الابراهيمي الحكومات الغربية من مخاطر هذه الحرب عليها وقال “هناك ما بين 500 و600 فرنسي واجمالا العدد ذاته من البريطانيين. وهناك آلاف الرعايا غير السوريين يحاربون هناك”، واضاف “يا الهي كل هؤلاء الناس يتدربون في سوريا ويعتقدون ان مهمتهم اقامة دولة اسلامية في العالم. هذا تهديد كبير لكم، اليس كذلك؟”.