عروبة الإخباري – بتناوب بين روح الشعر المنثور ووميض القصة ومرافئ سردها، وعبر مرافقة موسيقية، قرأت القاصة كوليت أبو حسين مساء في بيت تايكي عدداً من نصوصها القصصية والنثرية المشتبكة مع أكثر من جنسٍ أدبي.
الأمسية التي قدمت أبو حسين فيها الشاعر مهند السبتي مركزاً على خصوصية تجربتها وتمرد تلك التجربة، ومطالباً بتنحية التجنيس الأدبي جانباً لحين انبلاج نقاد ما يزالون غائبين، رافق القراءات فيها العازفون: معن السيد على الإيقاعات، وفاء التاجي على الفلوت، وإيهاب أبو حماد على الجيتار الكلاسيكي.
في بيت تايكي الذي تدير شؤونه القاصة بسمة النسور، وضع خالد شلبية، لمسته في الأمسية وغنى: «طلّي اضحكيله يا صبية/ ضوي بقلبو غنية».
أبو حسين استهلت قراءات الأمسية بنصها «أحمر وأسود» المتكون من أربعة مقاطع:
«في دَرسِ المحاسبةِ الأوّل
كان القانونُ واضحاً؛ هامشُ الاستهلاك= القيمة/ الزمن
صَديقي مُستَهلك وَقلبي كذلك..
الزَّمن بلا قيمة.. وَأنا على الهامش».
أبو حسين قرأت في الأمسية 12 نصّاً راوحت بين السرد والنثر والوميض وصولاً إلى أعلى مرافئ الشعر، وإضافة إلى «أحمر وأسود»، قرأت: «حرية»، «عابرون»، «الحُـلم نهــاراً»، «طلي اضحكيلو..» التي تخللها أداء الأغنية من قبل خالد شلبية بمرافقة موسيقية نوعية، «إعاقة عاطفية»، «نجوم صغيرة»، «ولدتني امرأةٌ عجوز»، «امرأة ممتلئة.. عالم ضيق»، «كــيس أســود»، «يُعرض حصرياً»، «ضَجر» و»منكي برين».
في «كيس أسود» تصل أبو حسين حدّاً موجعاً من البوح والشفافية ومحاكاة الذات، وبما يرتقي إلى مرافعة وجدانية للحياة ومعانيها، وفي نصّها المفتوح على التأويلات جميعها، تغوص في اللحظة الممتدة للمعنى، بما يشبه (مونولوجاً) طويلاً لا ينتهي:
«يَنظُر إلى تَفاصيلِِ الأَشْياء حَوله دُون أن يَراها تماماً..
يَتَأكَّد أنَّ كلَّ شئٍ عادَ إلى مَكانِه
كأَّن شَيئاً لمْ يَكُن
كأنَّها لمْ تَكُن هُنا مِن قَبْل..
في «منكي برين»، ترسم أبو حسين لوحة الضجر، تعيد خلالها بناء منظومتها الإنسانية بطريقة سوريالية كوميدية سوداء:
«أحشو رأسَ الشاعر القَلقِ دائماً في رَقبةِ صديقهِ قليل الكلام
أعيد خلقَ تشوّهاتهم من جديد.. لألتقطَ صوراً معها..
ثُمّ.. أقطف القَصائد التي تَنبتُ في مُخيّلتاهم وأزرعها في رأسي..
أصدقائيَ الشعراء..
أنتم.. ضروريون من أجل اكتمال قصيدتي!!».
أبو حسين تقرأ في بيت تايكي نصوص الوجد
12
المقالة السابقة