عوبة الإخباري – وقّع الروائي عبد الناصر رزق في نادي أسرة القلم في الزرقاء روايته الثالثة «مرافعة الشيطان» الصادرة قبل أيام عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في عمّان.
حفل التوقيع الذي أدارت فقراته الشاعرة نور تركماني وحضره عدد غير قليل من كتّاب الزرقاء ومبدعيها والمهتمين بالشأن الثقافي فيها، تضمن تقديم القاص والإعلامي الزميل محمد جميل خضر ورقة نقدية حول الرواية حملت عنوان: «الرفض في أعلى تشظياته» قال فيها: «إن الرفض دلالة أولى، بعيداً عن إيقاع الزمن، فالزمن يتوقف بفعل فاعل منذ الصفحة الثانية في رواية لم يتعد عدد صفحاتها 180 صفحة من القطع المتوسط، ولكنها مزدحمة الأفكار، مشتتة الوجهات، مركبة المستويات النفسية والدلالية والواقعية والتجريدية والتمردية والجمالية».
خضر بيّن أن اللعبة الحقيقية في الرواية التي أتقن رزق حبك خيوطها، هي لعبة الزمن المنفلت من عقال الوقت، الممسوك بخيطان خلبية لا تكاد ترى، فيما يستطيع القارىء التقاط روح سبعينيات القرن الماضي وثمانينياته وحتى مطالع تسعينياته، حيث العديد من الأسئلة الضائعة إجاباتها بين مطرقة الواقع وسنديان الذات في خضم اضطرابها مع هذا الواقع.
خضر ختم ورقته بالإشارة إلى أن رواية «مرافعة الشيطان» تعد نقلة نوعية على صعيديّ المعنى والمبنى، وهي رواية جديرة بالقراءة والتقليب وتعدد مستويات التلقي وإخصاب أفق التوقع، رائياً أنها بحق مرافعة تاريخية من أجل عالم أفضل.
من جهته قال الروائي عبد الناصر رزق «إن العمل في الرواية استغرق سنوات عديدة، وكانت من من المحاولات الصعبة، حيث يتعلق الأمر بمحاولة تحويل نظريات علم النفس لعمل فنيٍّ جاذب، إلا أنني قررت خوض هذه المغامرة».
ولفت إلى أن موقفه من الرواية والأدب عموما يمكن تلخيصه في أن الأدب والرواية فعل تمرد على الرواية الرسمية للتاريخ الذي يكتنفه الكثير من التزييف والتحوير، فالرواية محاولة لوضع تصور آخر مغاير للتاريخ في مسعى لسبر أغوار الواقع الاجتماعي والسياسي والفكري.
الشاعرة نور تركماني وصفت «مرافعة الشيطان» الثالثة لرزق بعد روايتيه: «أشباح الجياد» و»ليلة عيد الأضحى»، أنها رواية سيكولوجية بامتياز وهي مغامرة حقيقية بالغة التعقيد. قبل توقيع رزق روايته، دار بينه وبين حضور الحفل، نقاش وحوار حول مضمون الرواية وأبعادها النفسية والاجتماعية والذهنية والمعرفية والجمالية.