عروبة الإخباري – يضع المخرج الأردني بسام المصري لمساته الأخيرة على جديده التلفزيوني، الذي يصوره الآن في سلطنة عُمان؛ بعنوان «سمرة عيدة»، وهو من تأليف الكاتبة العُمانية أمل السابعية، وتنفيذ الانتاج والتوزيع لشركة الوشاح للانتاج الفني، وانتاج الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون العُمانية، وتعرض حلقات هذا المسلسل في شهر رمضان المبارك المقبل، وعلى مدى ثلاثين يوما على القناة العامة لتلفزيون سلطنة عُمان.
«الرأي» التقت المصري الذي تحدث ل»لرأي» عن رسائل المسلسل، وأحداث حلقاته، ورؤيته الإخراجية، والفريق المشارك من التقنيين والفنانين، ومواقع التصوير النختارة، واهمية هذا المسلسل للمصري من بين أعماله. وتاليا الحوار.
ما هي رسالة المسلسل الأساسية؟
المسلسل يتحدث عن علاقات شخوص ارتبط ماضيهم بحاضرهم، ورسم ملامحهم ما بين المأساة والأمل، وغابت عن هذه العلاقات مودة ودفء القربى التي تربطهم، وطغت عليها المصالح الشخصية من جهة، ومن جهة اخرى أخذت هذه الشخوص تخفي تلك العلاقات قصدا لحماية أنفسها من ملاحقة الماضي لها ودرءا للمآسي التي يحملها هذا الماضي، وباتت تلك الأحداث لها تاثير مباشر على الحاضر الذي نعيش، ولكن سياق هذه الأحداث يكشف في النهاية أن المكتوب في القدر سيقع بغض النظر عن ما تفعله هذه الشخوص من مجريات لتحمي نفسها.
وقصة المسلسل تبدأ قبل عشرين عاما من انطلاق الأحداث في الحلقة الأولى، من خلال علاقة حب بين شخصية حميد؛ الشاب الشهم صاحب الأملاك والأراضي الشاسعة، وفتاة بمنتهى الجمال تدعى عيدة، وحين قرر خطبتها يوافق الأب، ولكن شقيقها هلال يرفض ويقف حجر عثرة في طريق هذا الزواج، وفي سياق الأحداث الدرامية، وطغيان شدة الحب بينهما يتزوجا سرا ويهجرا قريتهم، وينجبا طفلا أسمياه سيف، ولكن أمورهما تسوء بسبب استمرار ملاحقة وبحث أخو عيده هلال عنهما لينتقم منهما لعدم الإذعان لرأيه، فضلا عن احتراق عيدة نفسها بحريق عابر شب في بيتها، يذهب بهيئتها الجميلة المعهودة وتظهر بشكل بشع بعد ذلك.
وبإزاء هذه الظروف يقرر حميد ان يعود للعيش وسط املاكه بعد ان يعطي جزءا منها لهلال حتى يكف عن ملاحقته هو وأهله، ولو مؤقتا، وبعد رجوع حميد وأهله تطرأ متغيرات بفعل أوبئة تجتاح منطقتهم تترك أطفالا بدون معيلين يتبناهم حميد ويعيشوا ضمن أسرته. وتختفي عيدة من ذاكرة الناس، لتظهر بدلا منها إنسانة مخيفة وسمها الناس بالمشعوذة.
تلك المعطيات السابقة هي أحداث جرت في الماضي، أما الحاضر فهو أصعب واشد، فقد زادت وتائر جبروت هلال ورجاله، يُظهر ذلك الصراع اللاحق الذي يبدو ككرة الثلج المتدحرجة مع تقدم الأحداث إلى الأمام، بين أهل الخير وقوة الشر التمثلة بهلال، وبخاصة تغييب حميد عن الأحداث، الى أن تحين ساعة يتعاضد فيها الجميع لوقف هلال وظلمه وكشف المستور ليعود الحق لأهله.
وماذا عن رؤيتك الأخراجية، ومقترحاتك في البناء السمعي والبصري للعمل؟
بمجرد تكليفي باخراج هذا العمل التراثي والذي يحكي عن جانب مهم من منطقة في زاوية من الخليج العربي، كان لا بد من رسم المعالم الأساسية للرؤية الإخراجية بدءا من رسم السيناريو الإخراجي لأحداث العمل وربط الماضي بالحاضر المعاش وتعزيز ملامح عامة للخليج العربي وخاصة لمحافظة البريمي الواقعة شمال شرق سلطنة عمان، وإضافة الأشعار والأهازيج المناسبة مستعينا بالشاعرة والأديبة العمانية نورة البادي والفنان إبراهيم البلوشي، وتأمين أماكن التصوير والاكسسوارات المناسبة وتصنيعها واختيار الممثلين المناسبين لأدوار هذا العمل وقد تم الاستعانة بالفريق الفني من الأردن وهم الفنانين علاء ربابعة مخرجا منفذا، ولورانس الزواهرة مساعدا للمخرج، وشكيب الجيوسي مهندسا للصوت، ومحمد العبادي فنيا للشاريو والكرين، وبدرالزواهرة مديرا للتصوير والاضاءة، واشرف العبادي للمونتاج والجرافيك.
وماذا عن الفريق المشارك واختيار مواقع التصوير ؟
تم اختيار عدد من ألمع النجوم والفنانين لهذا العمل من المخضرمين صالح زعل، وطالب محمد، وسعود الدرمكي، بالاضافة لإبراهيم البلوشي، ومحمد الفارسي، ووليد الغداني، وخالد عيد، وعلي حمدان، وشما البريكي، ومن الشباب الفنانين خالد الحديدي، وخميس الرواحي، ولنا العلي، وعلي العامري، وجمال الساعدي، وسالمين الشيدي، ووليد البادي. فضلا عن مشاركة هدى الغانم من الامارات العربية، وعلي السعد من السعودية، وشيخة زويد من البحرين.
أما الأطفال فقد كان لها أدوار بطولية في هذا المسلسل، فقد شارك عبد الله اليعربي، وشوق الحوسني، وسيف اللمكي، واليازية المقبالي، الذين اثبتوا موجودية واحترافا بفضل مشرفتهم الشاعرة والأديبة وفاء الشامسي، التي كان لها الدور الأساس في تنفيذ ازياء المسلسل.
جرى التصوير في أكثر من ولاية من السلطنة، حيث تم تصوير المزارع في ولاية صحار وتم بناء مدينة العود بجانب البحر في ولاية اشناص بالإضافة إلى بناء القرية الرئيسة في ولاية محضة، ثم جاء اختيار باقي المواقع في ولاية البريمي، وقد تم الاستعانة بمهندس الديكور الفنان حبيب ابراهيم الذي قام بالتصميم والاشراف على كافة مواقع التصوير مستعينا بالفنان خالد البادي، في التنفيذ وتأمين الاكسسوارات المناسبة وفق الضرورة الفنية والحقبة التاريخية للعمل.
أسلوب استخدام لقطات الكاميرا كيف جاء، ولماذا؟
تم التصوير وعلى مدى ثلاثة أشهر بالكاميرا المحمولة حيث تم الدمج بين الأسلوبين التلفزيوني والسينمائي وإخراج العمل بالشكل المطلوب والاشتغال على الصورة البصرية الناطقة بالأفكار والأحداث والحقبة التاريخية والعلاقات بين الشخوص ومكامن الصراع والهدوء الذي يسبق العاصفة.
أين هذا المسلسل من بين سلسلة أعمالك المحلية والعربية؟
هذه التجربة نوعية ومميزة ومختلفة عن كل أعمالي السابقة، فمسلسل «سمرة عيدة» يعد اضافة نوعية من حيث الشكل الجديد للعمل التراثي الخليجي، والتعامل مع إداريين وفنانين، ومواقع تصوير جديدة، متمنيا لهذه الأسرة الكبيرة لمسلسل سمرة عيدة الرقي ومزيد من الإبداع وتعميق أسس الاخوة والتكامل بين أبناء الوطن العربي الكبير، وتجيء هذه التجربة بالنسبة لي كباقة جميلة أزين بها قائمة أعمالي بعد مسلسل نمر بن عدوان، وعودة ابو تاية، وعطر النار، والمرقاب، وتوم الغرة./الراي