شركة مناجم الفوسفات الأردنية .. نتائج الربع الاول من عام 2014 ارتفعت 100%..
أجور العاملين في الفوسفات هي الاعلى من مثيلاتها في العالم العربي ..
عروبة الاخباري – خاص- سلطان الحطاب
حين دخلت عليه وكان مستغرقا في النظر الى ملفات عديدة.. كان يخرج من اجتماع ليدخل في اخر..
كانت السنة الماضية صعبة ولكن العمل الموصول والهادف والذي يؤمن بالاهداف ويضع الوسائل المناسبة لخدمتها هو الذي كان ينقص الشركة في الفترة الماضية التي اتسمت بالاضطراب والتشكيك .
كان عليه ومن معه من طاقم خبيران يشتغل بصمت ليدفع واقعا صعبا ويبدد اشاعات تكاثرت حتى اصبحت وكانها هي صورة الشركة التي جرى شن مختلف الحملات عليه وكانها عدو، فقد كثرت السكاكين ولم يميز البعض بين نقد الاداء – وهو الحق – وبين اصابة هذا المرفق الاقتصادي الحيوي وتشويهه وشن الحملات عليه و بالتالي اللعب بالمقدرات الوطنية .
اصبحت الفوسفات تاخذ المكانة الاولى على الالسنة واصبح حتى اولئك الذين لم يروا مادة الفوسفات في حياتهم يقطعون الفتاوى ويضعون الوصايا..
لم يشكو ولم يتذمر ولم ياتي على الساعات الطويلة التي لم يعرف فيها الراحة او النوم ولا الجهود التي بذلت لاقناع الكثيرين من ابناء الفوسفات ان هذه شركتهم وان عليهم ان لا يعقروها بل يعطوها لتعطيهم ..ويصبرو عليها لتؤتي اكلها طيبا ولو بعد حين .وقد جاء الحين سريعا عندما جرى اعادة بناء واقع جديد ومناخ جديد اعتمد على العودة الى الانتاج والى تسويق هذا الانتاج بشكل جيد والبحث عن اسواق جديدة وملائمة والدخول في شراكات نوعية وتوسعة واستثمار اوسع للصناعات والمشتقات الفوسفاتية اذا جاز التعبير كان على المجالي الذي كان يحدثني وينظر الى شريكه الاساسي في الادارة المدير التنفيذي الدكتور “شفيق الاشقر” ان يتناسى المرحلة الصعبة بعد ان اخذ العبرة وان يقنع “جيش الفوسفات ” ان يد واحدة لا تصفق وان مجموعة قليلة من الايدي لاتصنع احتفالا وان على الجميع ان ينخرطوا في العمل وان يعيدوا لشركة الفوسفات تاريخها وامكانياتها الهائلة .
كان يحدثنا وهو يتذكر الرعيل الاول حين ذكرته باني رايت صورة والده الراحل عبد الوهاب المجالي الذي تحمل ادارة شركة الفوسفات في سنوات مبكرة من بداية تطور الاقتصاد الاردني في زيارتي للمغرب ..كان الراحل قد قام بزيارة شهيرة يرافقه مجموعة تعرفت على احدهم في الصورة وهو المهندس ثابت الطاهر ..ما زالت هذه الصورة موجودة على جدار وزارة الصناعة والتعدين المغربية يوم كان الاتفاقيات تنفذ والزيارات العامة تحمل معان ودلالات .
شركة الفوسفات الان تخرج الى النقاهة فقد كثرت في ضربها السكاكين التي كادت ان تقضي عليها لولا المخلصين من ابناء هذا الوطن ..
كنت استمع اليه وكان يطلب من الرئيس التنفيذي ان يصحح ولكني ادركت انه كان يحفظ درسه وان مهمة الرئيس التنفيذي الجالس معنا لم تكن عسيرة ولم يكن بحاجة ان يذكر فعامر المجالي يتذكر كل رقم جرى نحته لادخاله في قوائم الحسابات وفي التقرير السنوي الذي كتب بعناية وفي نتائج الربع الاول من عام الانفراج 2014..
عمل المجالي على خفض التوترات واطفاء اية حرائق يمكن ان تشتعل داخل الشركة وبصّر الكثيرين بواقعها وضرورة ان يوفروا كل الاسباب لتعود الى حيويتها .
لم يكن الحديث مع العمال والمستخدمين سهلا ولكنه كان يراه ضروريا لانه الاقصر في الوصول الى الحقيقة نفسها .
كان يستعرض الوقائع كما لو انه كان يتلو لائحة دفاع عن شركة ظلمت او مرافعة لانصاف اولئك الذين تعبوا وعرفوا ولم تتخلى عنهم الشركة بل اعادت توجيههم قال لي ان عام 2014 يشكل بداية دورة انتعاش جديدة تحققت اولى شواهدها بارتفاع نتائج الربع الاول من السنة بنسبة 100% قياسا بنفس الفترة من العام الماضي . ولانه تربطه جذور بالشركة منذ كان والده في سدة ادارتها فقد استذكر الشركة قبل ستين سنة ونيف وقال “اضطلع بلدنا بالريادة الاقليمية في انتاج وتصنيع الفوسفات ليصبح الاردن الان سادس دولة من حيث الانتاج في العالم وثاني اكبر دولة من حيث التصدير” ، ولان الشركة حماها الله بهذا الانتاج وظلت مدفوعة له بواجب وطني لما يترتب عليها من مسؤوليات في التنمية ” فقد نهضت بامانة حمل الراية الوطنية في الاسواق الدولية كما جعلت من تنمية المجتمعات المحلية في مناطق المناجم هدفا اساسيا للخدمات الاجتماعية التي تستلهم مبدا توزيع عوائد الثروات الوطنية وجعل التنمية مفهوما مستداما يحقق الاستقرار ويحفز على العطاء والشراكة الاهلية في البناء والاصلاح ” .
ثم حرك مجموعة من الاوراق بيده وقال ” اننا نفخر بان معدلات الدخل الشهري لعمال شركة مناجم الفوسفات الاردنية تعتبر من اعلى مثيلاتها في الدول العربية الشقيقة قياسا بالدخل الوطني .. واضاف بقدر ما نستعيد مواقعنا في التسويق والانتاج والجودة وتنطلق في مرحلة توسعية جديدة بقدر ما نؤدي واجبنا في تحديث التشريعات العمالية برفع الحماية الاجتماعية وتعزيز مكانة العامل وتحديث قوانين العمل تعظيما للمكاسب الكلية وحفاظا لتوازن المصالح بين العاملين واصحاب العمل وتحقيقا لمبادىء الشراكة بين اطراف الانتاج ..
كنت استمع اليه وقد سالت عن ارقام جديدة كسرت حاجز الركود فاعطاني التقرير الذي يحمل الرقم ستين . فاستوقفتني الرسالة الموجهة الى المساهمين وادركت وانا اقراها ان مجلس ادارته يقول ” اللهم اني قد بلغت ” ففي الرسالة ورقة الاعتماد التي تقدمها ادارة الشركة لمساهمتها لتعيد زرع الامل في نفوسهم ولتكون هي المادة التي تخمد الاشاعات واي مؤشرات وعوامل واعراض لاضعاف الشركة ففي الرسالة انه مضت ست عقود على بدء عمل الشركة وقد صادق ذلك عام 2013 وكانت العقود الستة عملا متصلا فيه نجاحات باهرة لن يغطيها التعثر المؤقت او التشكيك ..
في الرسالة ان الشركة واجهت تحديات كبيرة حتى في العام 2013 وهذه التحديات تمثلت في تدني الطلب العالمي على مادة الفوسفات والاسمدة الفوسفاتية وما تبعه من انخفاض في اسعار بيع هذه المشتقات عالميا ..
وفي الرسالة تشخيص دقيق لما حدث وتاثيرات ما حدث بالقول ” انه على الرغم من التقلبات التي شهدتها اسواق الاسمدة بانحسار الطلب وتدني الاسعار وقرارات الحكومة برفع اسعار الطاقة وزيادة رسوم التعدين وبدلات ايجارات الاراضي ( وهنا سالت المجالي عن هذه المسالة فعرفت ان الفوسفات كان يجري تأجيرها ارضاً لا تستعملها وتدفع عنها الرسوم لسنوات دون مبرر الى ان جاء وقت المسائلة وفتح الملف ) ..
تركنا هذه النقطة التي مازالت خلافية ومثارة مع الحكومة وواصلت قراءة رسالة المساهمين فرايت بداية لسطور ايجابية ومبشرة ” اذ بلغ اجمالي كميات المبيعات من الفوسفات نحو 5.1 مليون طن ثم تصدير نحو 3.2 مليون طن مقارنة مع مبيعات عام 2012 ومقدارها 6.2 مليون طن والمصدر منها 4.3 مليون طن وهي نتائج جيدة مقارنة بما حققه كبار المنتخبين والمصدرين الاخرين في العالم ..
كما استطاعت الشركة وهذه من النقاط المضيئة في الرسالة بيع (483) الف طن من السماد مقابل 532 الف عام 2012 ..
امام جملة هذه الحقائق من ” رائد لا يكذب اهله ” سلم راية الفوسفات ليدفع عنها الظلم والرجس ويعيد تحريك ما ركد وما تعطل وينهي مرحلة من التبرير والتسويغ وقرأت ” ان هذه النتائج ( والخطاب للمساهمين ) كما في عنوان الرسالة ” جاءت ثمرة لجهد ادارة الشركة التي حافظت على زبائنها التقليديين وسعت لفتح اسواق جديدة والعودة لبعض الاسواق التي كانت تتعامل معها في السنوات السابقة ( نيوزيلندا / استراليا / بنغلادش ) ولجهودها في تنفيذ الخطط الانتاجية والتسويقية التي اعدتها وحتى يطمئن المساهمون جاءت الرسالة على ذكر الادارة المالية بالقول ” فقد حققت الشركة خلال العام 2013 ربحا صافيا بلغ 2.6 مليون دينار وبلغ صافي قيمة المبيعات 574.4 مليون دينار كما وارتفعت قيمة الموجودات لتصل الى 1112.5 مليون دينار مقارنة مع 994.8 في عام 2012 وبلغت حقوق المساهمين 762.3 مليون دينار مقارنة مع 778.1 مليون دينار عن عام 2012 .
قلت ماذا ايضا .. هل توقفتم .. قال المجالي ” تعني الهيكلة ” قلت نعم ” هي الاهم لترشيق الشركة وتمكينها من الصعود “..
قال اذن اقرأ من التقرير كلمتي . فقرأتها على عجل واصطحبت التقرير السنوي معي ووجدت اجابتي في قوله في الكلمة التي بوب بها التقرير ” لقد مضت الشركة في تنفيذ مشروع الهيكلة واعادة التنظيم على اسس حديثة والارتقاء بانظمة شؤون الموظفين وعلاقة العاملين بالشركة . وعملت على رفد الادارة التنفيذية بالكوادر ذات الكفاءة والخبرات اللازمة “..