11
عروبة الإخباري – ما زالت ذكرى نكبة شعبنا الفلسطيني التي ما زلنا نستذكر فصولها سنة بعد سنة ، منذ صنعها العالم الاستعماري الظالم بهدف تشريد شعبنا وإزاحته عن أرضه لصالح شعب آخر جاءها مستعمرا مستوطنا من بلاد شتى الذي لم يكن يملك يوما لا الحقوق الوجودية ولا التاريخية ولا القانونية ولا الشرعية لوجوده واحتلاله فلسطيننا أرضا وحقا ووطنا ، لتسطر حروفا مؤلمة بذاكرة شعبنا الذي لا ينسى حقوقه وتاريخه وجلاديه ، ولتطلق من حقيقة وجوده الجديدة كجموع وأرقام لاجئين ، ومن وحي نضاله وضميره وفكرة الوطني الخاص ثورته المجيدة مقاتلين من أجل الحرية والاستقلال وتقرير المصير ، واستعادة كافة حقوقنا الوطنية المشروعة كاملة غير منقوصة بمقدمتها العودة وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
لم تكن نكبتنا الفلسطينية التي أرادها صانعوها لتبخر حقوقنا ووجودنا ولتسهم بإذابة شخصيتنا الوطنية الفلسطينية في مجتمعات الشتات الجديدة التي دفع شعبنا تجاهها وهجر لها ، وما تبقى منه في المجتمع الإسرائيلي الجديد ، لم تكن لتسهم أبدا بتحقيق ما أرادوه وطمعوا به وخططوا له ، فقد حظي شعبنا ومنذ انطلاقة ثورتنا الرائدة الخلاقة الجديدة ، بقيادة شريفة صادقة آمنت بربها وبعدالة قضيتنا وبقدرة شعبنا على نيل كافة حقوقه الوطنية المشروعة بفضل وعيه ونضاله وصبره وقدرته القصوى على الصمود والتحدي .
الرئيس الفلسطيني الأخ محمود عباس ( أبو مازن ) كواحد من أهم القيادات الفلسطينية الثورية المناضلة الواعية المتمكنة من قواعد السياسة بأشكالها المختلفة ومن مقومات وأساسيات الثقافة والوجودية والدولة ، الذي عاصر انطلاق ثورتنا الفلسطينية المجيدة بل هو من أوائل واهم مطلقيها ومؤسسيها منذ بداياتها ، لم يكن ومنذ قراره الثوري الالتحاق بالأساس الثوري كمناضل عادي ساهم بإطلاق الثورة مع نخبة متميزة من رفاق الدرب والسلاح ، أو كحركي له مهامه التنظيمية والرسمية في حركة فتح أو في منظمة التحرير الفلسطينية ، أو كرئيس للوزراء على عهد الشهيد الرمز ياسر عرفات أو كرئيس دولة منذ العام 2004م وحتى اليوم ، لم يكن يدر بخلده أو يفكر يوما أن يقدس بطولات ليصنع من نفسه بطلا من أجل رسم شخصه ، بل كان كل همه أن يكتب تاريخا مشرفا لوطنه وقضيته ولشعبه ليضيف صفحات ناصعة مضيئة ذهبية في تاريخ النضال والوجود الفلسطيني الثوري والحاضر والمستقبلي .
وبالتحدي وبالإصرار على الحقوق والثوابت ، وبفهمه ووعيه للمتغيرات والسياسات والموازين الدولية التي تحيط بنا ، وللظروف والخصوصيات العربية المتبدلة وغير الثابتة أو المبدئية المؤثرة سلبا أو إيجابا على مسار قضيتنا ومستقبل ووجود شعبنا ، تمكن سيادة الرئيس محمود عباس ( أبو مازن ) من الحفاظ على قضيتنا مركزية في عالمنا العربي المتغير والمتقلب ، وحية بضمير ووعي شعبنا الثابت على ثوابته ، متقدة في قلبه النابض باسم فلسطين ، مهمة وأساسية في ضمير ووعي العالم وحالته القائمة على إدراك مصالحه مهما كان الثمن المدفوع من الغير الذي ما زال يرى بدولة إسرائيل قاعدة متقدمة لمصالحه وغاياته .
فكثيرين هم القادة العظام الذين أضافوا على تاريخ شعوبهم صفحات مجد خالدات ، ومنهم وبالتأكيد الرئيس محمود عباس أبو مازن ، الذي وبالمحطات الأخيرة ومنذ تسلمه رأس القيادة كرئيس لدولة فلسطين ، واجه الكثير من الضغوطات والمصاعب والمحطات التي كانت تهدف لإنهاء قضيتنا الفلسطينية ، بل نجح بتذليلها بجعل الكثير من المواقف المحيطة والإقليمية والدولية تصب مباشرة في صالح شعبنا وقضيته .
/عطالله خيري سفير فلسطين لدى الاردن