عروبة الإخباري – حضر سمو الامير الحسن بن طلال حفل اختتام المرحلة الاولى من اعمال ترميم قصر المشتى الصحراوي الممولة من الحكومة الالمانية ونفذت من قبل فريق اردني – الماني مشترك .
واشار سموه في كلمة له خلال الحفل الذي اقيم في الموقع اليوم الاحد وحضرته سمو الاميرة سمية بنت الحسن وسمو الاميرة وجدان الهاشمي ووزير العمل ووزير السياحة والآثار الدكتور نضال القطامين والسفير الالماني في عمان رالف طراف، الى ان قصر المشتى ياخذنا من فضاءات الحاضر ليذكرنا بالماضي الذي ندين له بالكثير لينقلنا الى مستقبل يتوجب علينا ان نصنعه من ماض بكل اهتمام وتقدير .
واكد سموه ان حماية التراث الثقافي هو جزء حيوي من حماية الناس في اوقات الازمات في وقت يلف الصراع اجزاء من الامبراطورية القديمة التي اوجدت هذه التركيبة الجميلة .
ولفت الى انه ولصون التراث الثقافي للامة والذي يزود المواطنين بموارد لا تقدر بثمن لبناء المجتمعات ولاستعادة الروابط الثقافية المقطوعة ، فانه يجب علينا ان لا ندع الشكوك والاضطربات تحرم الأجيال الحالية والمستقبلية من هويتهم ، مشيرا سموه الى ان هذه اللحظات من اللحظات السعيدة لنا كاردنيين ان نشارك اصدقائنا من جميع انحاء العالم هذا الانسجام الرائع للجمال الطبيعي والبشري لارثنا الثقافي .
وتساءل سموه ” ماالذي حققته الحضارة عندما اشاهد مدينة تدمر تلو مدينة ؟” ، مقدما سموه الشكر لمتحف بيرغامون في برلين والذي يحوي بين جنباته احدى قطع المشتى ليكون شاهدا على ثراء التاريخ البشري وهندسة العمارة الاسلامية التي الهمت العديد من السياح لزيارة الاردن .
واشار القطامين الى ان البادية الاردنية تحوي العديد من القصور والقلاع والاستراحات مثل قصر عمره وقصر الحلابات وقصر الخرانة اضافة الى العديد من المواقع الاثرية الاخرى والتي بنيت خلال الفترة الاموية ، حيث اعتقد بعض الباحثين ان الخلفاء الامويين بنوها كاماكن استراحة لهم وللهروب من ضوضاء المدينة فضلا عن حرصهم للتواصل مع المجتمعات البدوية وتاكيدا على دورها في حماية طرق التجارة .
واكد حرص الوزارة على تجسيد رؤية جلالة الملك بتعزيز دور دائرة الاثار العامة لمواصلة دورها في الحفاظ وحماية جميع المواقع التراثية والتاريخية على امتداد المملكة ، اضافة الى الاماكن المقدسة في القدس .
واشار القطامين الى ان التعاون القائم ما بين الاردن والمانيا في مجال الاثار والذي يرجع الى وقت طويل ، حيث عمل ما يقرب من 13 بعثة استكشاف اثرية المانية في اكثر من 20 موقعا اثريا في المملكة ، معربا عن اعتقاده ان موقع قصر المشتى يعتبرا واحدا من اهم مشاريع الترميم التي تم تنفيذها في الاردن .
وقال نائب وزير الخارجية الالمانية ستيفان شتاينلاين ان احتفال اليوم ذو اهمية رمزية اذ ان ترميم هذا الموقع الاثري التحفة يعد بارقة امل واشارة سلام قوية ضد الكراهية والتفكير الطائفي ، مشيرا الى الاحداث الاليمة القائمة في سوريا والتي تم فيها تدمير اجزاء كبيرة من المدينة القديمة لحلب .
واشار شتاينلاين الى انه ” في المشتى اصبحت العلاقة ما بين السياسة الخارجية والثقافة امرا جليا ” ، لافتا الى ان البحث عن السلام في عالم تسوده العولمة يتطلب ادراكا منا حول ماهية كل منا ، وفهما لكيفية صيرورة الامم ولتاريخ كل امة والذي اصبح جزءا من التاريخ باكمله .
بدوره ، اكد رئيس مؤسسة التراث الثقافية البروسية الدكتور هيرمان بارزنجر اهمية التعاون القائم ما بين المملكة والمانيا في مجال الحفاظ على التراث ، معربا عن سعادته بهذه اللحظات التي يتم فيها تسليم الموقع الاثري بعد ستة أعوام من العمل والتعاون الوثيق بين البلدين الصديقين حيث يعد نموذجا يحتذى للعديد من مشاريع الترميم في المواقع المختلفة .
واعتبرت الامينة العامة لمؤسسة البحوث الالمانية دوروثي زونيك ان قصر المشتى يعد تحفة فنية ومعمارية في العصر الاسلامي وفي الفترة الاموية على وجه الخصوص ، مشيرا الى ان العمل في هكذا مشروع يعد جسر ما بين الشرق و الغرب ، ما يشجعنا جميعا على بناء ما يمكن من جسور اخرى من المعرفة وتعزيز القيم المشتركة فيما بيننا .
يشار الى ان تسليم قصر المشتى يعتبر ذروة فعاليات الأسابيع الالمانية الجارية حاليا في الاردن، والتي يتم من خلالها إظهار التعاون الوثيق ما بين الأردن والمانيا – خاصة في مجالات التعاون الجامعي والحفاظ على الثقافة وشراكات التحول والتعاون التنموي والطاقات المتجددة.