عروبة الإخباري -أكد جلالة الملك عبدالله الثاني، خلال محاضرة ألقاها اليوم الاثنين في الكلية الملكية للدراسات الدفاعية، في العاصمة البريطانية لندن، أن الأردن، ورغم الظروف التي مرت بها منطقة الشرق الأوسط، استطاع المضي بثبات في تحقيق الإصلاح الشامل كخيار استراتيجي، وبما يتوافق مع تطلعات الأردنيين والأردنيات في مستقبل أفضل.
وشدد جلالته، أمام نخبة من أساتذة وطلبة الكلية التي تحظى بسمعة عالمية كونها تعنى بإعداد قادة المستقبل وتزويدهم بقدرات معرفية وتحليلية عالية في مجالات الدفاع والأمن الدولي والتخطيط العسكري الاستراتيجي، على أن الأردن وأمام التطورات الإقليمية التي عانت منها شعوب المنطقة، يسعى لنشر ثقافة التسامح والحوار والتعايش المشترك كبديل عن التشدد والتعصب والانغلاق، الذي طالما عانت منه شعوب الشرق الأوسط.
وحول مسيرة الإصلاح في الأردن، استعرض جلالته الخطوات الإصلاحية التي حققتها المملكة بتدرج وثبات في مجالات تعديل الدستور والقوانين الناظمة للحريات والحياة السياسة والحزبية في الأردن، وبمسار يوازي بين الإصلاح السياسي والاقتصادي والتشريعي وتفعيل المواطنة المبنية على أسس الديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية في صنع القرار.
وقال جلالته إن الأردن، وفي سياق توفير نهج إصلاحي متكامل، قد قطع أشواطاً كبيرة ومتقدمة في إنجاز منظومة وطنية شاملة للنزاهة والرقابة والشفافية، بما يعزز ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة، ويحمي حقوقهم ويلبي تطلعاتهم.
ولفت جلالته في هذا الإطار إلى أن الحكومة ستعمل بالشراكة مع البرلمان لتعزيز نهج الحكم والإدارة المحلية، بما يضمن زيادة مشاركة المواطنين في عملية صنع القرار وفق خارطة طريق لتطوير نهج اللامركزية.
وأكد جلالته على أن الأردن مستمر في تطوير القوانين والتشريعات التي تعزز الإصلاح السياسي، بما فيها قوانين الانتخابات البلدية والنيابية واللامركزية، بعد كل دورة انتخابية نيابية وبلدية.
وفيما يتعلق بالمستجدات الإقليمية، جدد جلالة الملك موقف الأردن الداعي والداعم للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة السورية، يضمن وحدة سوريا أرضا وشعبا، محذراً من مآلات استمرار الأزمة على الشعب السوري ودول الجوار والمنطقة ككل.
واستعرض جلالته، في هذا الصدد، الأعباء المتزايدة والكبيرة التي يتحملها الأردن نتيجة استمرار تدفق اللاجئين السوريين إلى أراضيه، بما يفوق إمكاناته وموارده المحدودة، داعيا المجتمع الدولي للقيام بمسؤولياته، ومضاعفة مساعدته للمملكة لتتمكن من القيام بدورها في هذا المجال.
ولفت جلالته إلى المسؤولية التي يجب أن يتحملها المجتمع الدولي والقوى الإقليمية المؤثرة لمنع انتشار التوتر والفوضى كبديل عن السلام والاستقرار التي تأمل بها شعوب الشرق الأوسط، وما يتطلبه ذلك من تغليب لصوت الحكمة والعقل والمنطق في التعامل مع قضايا المنطقة.
وحول جهود تحقيق السلام، شدد جلالته على ضرورة عدم إضاعة فرص دعم المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وصولا إلى إحياء حقيقي لعملية السلام، وبما يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني، والتي تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، وفق حل الدولتين.
وعلى هامش المحاضرة، التقى جلالته التلاميذ الدارسين في الكلية، التي أنشئت عام 1927، وتعد من أشهر الكليات على مستوى الدراسات الدفاعية في العالم، ومن بينهم أردنيون وعرب.