عروبة الإخباري – أعلن وزير الداخلية الجزائري الطيب بلعيز فوز الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بولاية رئاسية رابعة بحصوله على 81% من أصوات المقترعين، لافتا إلى أن نحو 23 مليون ناخب سجلوا للاقتراع في الانتخابات الرئاسية، موضحاً أن نسبة المشاركة بلغت 51.7 في المئة. وأشار إلى أن بعض المناوشات التي حصلت أثناء الحملات الإنتخابية أمر طبيعي يحصل في أعرق الدول.
وقد أعلن المرشح بن فليس أن النتائج مزورة وأنه لا يقبل بها، وذلك بعد أن استبق مساعد بارز للرئيس الجزائري الإعلان الرسمي لنتائج الانتخابات. وأوضح أنه سيعمل بكل الوسائل السياسية والطرق الشرعية لاستعادة «حق الشعب»، داعيا القوى السياسية «للتشاور حول المقاومة السياسية من أجل إخراج الجزائر من المحنة الخطيرة التي تجتازها».
وقد أكدت مصادر من حملة بن فليس في باريس قطع الهاتف والإنترنت عن مقر الحملة بالجزائر العاصمة، مضيفة أن ذلك جاء لمنع المكتب الرئيسي للحملة والمكاتب الفرعية المنتشرة عبر الولايات من جمع النتائج.
كما أوضح الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني (حزب الأغلبية) عمار سعداني أن النتيجة محسومة لصالح بوتفليقة، وذلك استنادا -حسب حديثه- إلى عملية سبر آراء وتقارير وردت من مختلف مناطق الجزائر، وهي التقارير التي أكدت -حسب سعداني- أن «بوتفليقة فائز بنسبة كبيرة جدا وبعيدة عن كل المتنافسين». تزامن ذلك مع بدء أنصار الرئيس الحالي احتفالات بفوزه، فأطلقوا الألعاب النارية وشكلوا مواكب سيارات للاحتفال، رغم أن النتائج الرسمية لم تعلن بعد. وتجمع العشرات منهم أمام ساحة البريد المركزي وسط العاصمة بمجرد إعلان بعض وسائل الإعلام نتائج جزئية تفيد بتقدم مرشحهم، وجابت سياراتهم -التي زينت بالأعلام الوطنية وصور بوتفليقة- شوارع العاصمة.
ودافع رئيس حزب الكرامة الجزائري محمد بن حمو عن بوتفليقة وترشحه للرئاسة رغم ظروفه الصحية، وقال إنه سليم العقل والتفكير ويستطيع إدارة البلاد في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها العالم العربي، موضحا أن بوتفليقة ليس بحاجة للجزائر، بل هي التي تحتاج إليه.
وتحدثت حركة النهضة الإسلامية عن ضعف شديد في إقبال الناخبين على مراكز الاقتراع. واعتبرت في بيان أن خطاب السلطة وتقاريرها التي تتحدث عن طوابير أمام مراكز التصويت ما هي إلا عملية تضليل للرأي العام في ظل مقاطعة حقيقية لهذه الانتخابات. وقد ثار جدل بين السلطة والمعارضة بشأن نسبة المشاركة، فبينما أعلنت السلطات أن نسبة الإقبال بلغت 51.7%، قالت أحزاب المعارضة إن المشاركة كانت ضعيفة.
وأعلن وزير الداخلية الطيب بلعيز أن نسبة الإقبال على الانتخابات زادت بعد أن مددت فترة الاقتراع ساعة في ثلث بلديات الجزائر.
وبلغت أعلى نسبة في تندوف بأقصى جنوب غرب البلاد 78.06%، بينما لم تتعدَ نسبة المشاركة في تيزي وزو أهم مدن منطقة القبائل 20.01%، أما العاصمة الجزائر فبلغت 37.84%.
وشهدت الانتخابات احتجاجات في مناطق متفرقة بالبلاد، أهمها محافظة البويرة حيث تم فيها حرق صناديق الانتخاب، وأصيب نحو ثمانين شخصا بين عناصر الأمن ومواطنين بجراح، حسب ما نقلته وسائل إعلام محلية. كما اعتقل نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة علي بلحاج بعد قيامه بجولة عبر العديد من مراكز الاقتراع، وذلك حسب ما أفاد به بيان صادر عن مكتبه الإعلامي تسلمت الجزيرة نت نسخة منه. وقد تلقت اللجنة الوطنية للإشراف على الانتخابات إلى حدود منتصف يوم أمس نحو 176 إخطارا لتجاوزات في عدة محافظات.