عروبة الإخباري – عقد جلالة الملك عبدالله الثاني، في العاصمة النمساوية فينا اليوم الثلاثاء، مباحثات مع الرئيس النمساوي هاينز فيشر تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، إضافة إلى المستجدات السياسية في الشرق الأوسط، خصوصا سبل تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وتطورات الأزمة السورية.
وأكد جلالته، خلال اللقاء، حرص الأردن على تمتين العلاقات مع النمسا التي ترأس حاليا المجلس الأوروبي، ضمن إطار الشراكة الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي، والبناء عليها وتطويرها، وإدامة التنسيق والتشاور بين البلدين في مختلف المجالات، خصوصا الاقتصادية والتجارية منها.
وأشار جلالته، في هذا الصدد، إلى مجالات التعاون الثنائي، وبشكل خاص في قطاعات الاستثمار والطاقة والمياه والنقل والتبادل السياحي والاستثماري، إضافة إلى فرص التعاون المستقبلي مع أمانة عمان الكبرى، بما يعود بالنفع على البلدين الصديقين.
واتفق الجانبان، خلال المباحثات، على أهمية التبادل التجاري والاستثماري والسياحي بين البلدين بما يعزز العلاقات الاقتصادية بينهما ويزيد من حجم الصادرات الأردنية إلى النمسا ويفتح أفاقا أوسع للاستثمارات النمساوية في المملكة باعتبارها بوابة لأسواق المنطقة.
ولفت جلالته إلى ما توفره اتفاقية الشراكة الأردنية ـ الأوروبية، من فرص وميزات يمكن البناء عليها والإفادة منها في زيادة التعاون الثنائي، داعياً رجال الأعمال والمستثمرين في كلا البلدين إلى الاستفادة من هذه الميزات وتعظيم أواصر الشراكة بينهم، بما ينعكس على حجم الاستثمار والتبادل التجاري بين البلدين.
واستعرض جلالته، في هذا الإطار، المزايا الاستثمارية والتنافسية التي يحظى بها الأردن، وموقعه الاستراتيجي كبوابة للوصول إلى أسواق القارات الثلاث (آسيا وأوروبا وأفريقيا)، فضلاً عن ارتباطه بعدد من اتفاقيات التجارة الحرة مع دول العالم، وما يتمتع به من أمن واستقرار وقوى عاملة مؤهلة ومدربة، تمكنه من أن يكون مقصداً وحاضناً للمشاريع الاستثمارية الكبرى.
وخلال جلسة المباحثات، التي حضرها كبار المسؤولين في البلدين وتخللها مأدبة غداء أقامها الرئيس النمساوي تكريما لجلالة الملك والوفد المرافق، جرى التركيز على الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، خصوصاً الجهود المبذولة لتحقيق السلام في ظل المفاوضات الجارية بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية أميركية.
وشدد جلالته، في هذا الإطار، على دعم الأردن للمفاوضات الجارية استنادا إلى حل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وفيما يتصل بمستجدات الأزمة السورية، جدد جلالته التأكيد على ضرورة التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة، ينهي معاناة الشعب السوري الشقيق، مشيرا في هذا الصدد إلى الأعباء التي تتحملها المملكة جراء استضافة العدد الأكبر من اللاجئين السوريين.
من جانبه، رحب الرئيس النمساوي هاينز فيشر بزيارة جلالة الملك إلى النمسا، مؤكدا حرص بلاده على تطوير العلاقات وتوسيعها مع الأردن خصوصا الاقتصادية والاستثمارية، لما فيه مصلحة الشعبين الصديقين.
وأعرب الرئيس فيشر عن تقديره وبلاده لدور جلالة الملك في العمل من أجل تحقيق السلام وتعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط ومساعي جلالته في حل الأزمات التي تواجهها المنطقة.
وثمـّن الرئيس النمساوي الجهود التي يبذلها الأردن رغم شح موارده، لاستضافة اللاجئين السوريين وتقديم الخدمات الإنسانية والأساسية لهم.
وحضر المباحثات سمو الأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي لجلالته، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومدير مكتب جلالة الملك، والسفير الأردني في النمسا، وعدد من كبار المسؤولين النمساويين.
وكان جرى لجلالة الملك لدى وصوله القصر الرئاسي في فينا، مراسم استقبال رسمية، عزفت فيها الموسيقى السلامين الملكي الأردني والوطني النمساوي.
يذكر أن الأردن والنمسا يرتبطان بعلاقات تاريخية، تعززها الشراكة الأردنية مع الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم ثنائية بين البلدين، في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والثقافية.