عروبة الإخباري – شاركت جلالة الملكة رانيا العبدالله امس الخميس في الدورة الخامسة لقمة “المرأة في العالم” التي أقيمت في نيويورك وضمت نشطاء ومجموعة من القيادات النسائية.
وتناقش هذه القمة التي اطلقتها صحيفة “ذا ديلي بيست” الالكترونية في عام 2010 التحديات التي تواجه النساء والفتيات في العالم، ودور المرأة ومساهمتها في التنمية على المستوى العالمي.
وفي جلسة نقاشية أدارتها رئيس تحرير “الدايلي بيست” السابقة ومؤسسة قمة المرأة تينا براون، تناولت جلالة الملكة رانيا العبدالله عددا من القضايا والتحديات ذات الصلة بالمرأة والتعليم في العالم العربي، وتأثير ازمة اللاجئين السوريين في الاردن.
وحثت جلالتها المجتمع الدولي لتكثيف الدعم للاجئين في المجتمعات المستضيفة لهم معتبرة الازمة السورية تحديا سياسيا وأزمة انسانية تفطر القلوب.
وقالت ان الاردن يستضيف اكثر من 600 الف لاجئ ويكافح للتعامل مع الضغط الكبير الذي نتج من ذلك على الاقتصاد المحلي والبنية التحتية.
واضافت ان اللاجئين السوريين في الاردن يحصلون على الرعاية الصحية العامة والتعليم مجانا، وهذه الخدمات وصلت الى الحد الاقصى.
وتحدثت عن الدور الانساني التاريخي الذي لعبه الاردن في المنطقة نتيجة ثباته في كونه دولة معتدلة.
والمحت جلالتها الى انه رغم حسن النوايا والالتزام بمساعدة اللاجئين السورين الا ان الاردن لا يسطيع مواجهة الاحتياجات غير المسبوقة جراء ذلك دون زيادة الدعم الدولي له.
وركزت على الدور الهام الذي يقع على اكتاف المجتمع الدولي لدعم الاردن في جهوده الانسانية، مبينة جلالتها انه لا يوجد نقص في التعاطف ولكن المساعدة والهبات لا تواكب الاحتياجات المتزايدة.
وفي ضوء تحدي البطالة المستمر في المنطقة العربية تحدثت عن اهمية اصلاح التعليم في الاردن والعالم العربي، وركزت على اهمية الابداع والابتكار لمواجهة ذلك الموضوع.
واشارت الى احدى الابتكارات المرتبطة بالتعليم المجاني عبر الانترنت والتي يمكن ان تساهم لاحداث تحول نوعي للتعليم في العالم العربي.
وقالت جلالتها ان التحولات النوعية تحدث عندما يلتقي ما هو ممكن فجأة مع الحاجة الملحة، وعندما تتقاطع الفرصة مع الضرورة.
وتحدثت عن خطة لاطلاق منصة الكترونية عربية للمساقات الجماعية مفتوحة المصادر (ادراك) والتي تعرف باللغة الانجليزية بأسم (موكوس) وتستخدم التكنولوجيا في جعل الوصول الى التعليم النوعي للمتحدثين باللغة العربية اكثر سهولة من خلال الانترنت، وهي بمبادرة من قبل مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية.
وفي اجابتها لسؤال حول ما ظهر من ضعف للتحسين في قضايا المرأة بعد الربيع العربي، بينت جلالتها انه في ضوء الاستقطاب المتزايد والعنف والنزاع في بعض الدول العربية فقد غطى الحديث عن الامن والسلامة على الكثير من الاصوات التي تدعم قضايا المرأة.
وذكرت جلالتها الحضور ان التغيير على هذا السياق يحتاج الى وقت، واوضحت ان التحولات الملموسة ستأخد اكثر من ربيع لمدة ثلاثة اشهر وحتى ثلاث سنوات لتتجذر في العالم العربي مبينة للجمهور ان كل دولة في العالم العربي لها نقطة بداية في قضايا المرأة تختلف على الاخرى.
وقالت جلالتها على الرغم من تحديات تمكين المرأة العربية الا ان الطفرة لنشاط المرأة في المنطقة بعد الربيع العربي اظهرت تزايدا وانتشارا اوسع للجماعات والحركات الجديدة التي تدعو لمناصرة المرأة في المنطقة.
وحضر افتتاح القمة رئيسة دولة كوسوفو عاطفة آغا ورئيسة صندوق النقد الدولي كريستين لاجارد والمديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة فومزيلي ملامبو نغوكا ووزير الخارجية البريطانية السابق ديفيد ميليباند وسفيرة الولايات المتحدة الامريكية لقضايا المرأة في العالم سابقا ميلان فيرفير، والمدير التنفيذي لمجلة التايمز الامريكية بارك تومسون والمديرة التنفيذية لمؤسسة الصحة العالمية باربرا بوش.