– إن التحديات والظروف الطارئة التي تمر بها حركة فتح تثير القلق الشديد على وجودها كحركة ورافعة للعمل الوطني الفلسطيني, والتي تجعل منها موضعًا للسخرية من الهجمات البربرية التي تشنها ثُلةٌ من قيادة “فتح” التي تمارس كل أشكال العنف ضد أبناء الحركة في الضفة الغربية وقطاع غزة وبالشتات الفلسطيني, بهدف تصفية حسابات وهمية تحت استغلال عناوين عريضة ومختلفة لضرب قوة الحركة في الفعل الوطني, ولجعلها جثة هامدة غير قادرة على التقدم والبقاء.
بما يسمح لهذه القيادة تأمين الاستمرارية في مسلسل المفاوضات الاستراتيجي كخيار فلسطيني لا بديل عنه, وبما يفتح المزيد من شهية التواصل مع الاحتلال الإسرائيلي من عبر تمديد جولات المفاوضات دون تحقيق أي إنجازات حقيقية تصب في قضية التحرر الوطني الفلسطيني.
لذلك هي قيادة تخلق الأزمات الفتحاوية خوفًا من الاعتراف بالفشل والهزيمة, وفي نفس الوقت تخشى من مواجهة الهجمات المتنوعة على الشعب الفلسطيني من الكيان الصهيوني, بالرغم أنها تحقق التقدم في المشاريع الاقتصادية الخاصة بها من خلال الحرص الشديد على وجود السلطة, بحيث باتت هذه الاعتداءات على القدس والمقدسات, وعلى ممتلكات المواطنين لا تُشكل لهذه القيادة أي تحديات وطنية أمامها اليوم.
وبناءً على ذلك أقول للكل الفتحاوي, وبدون تردد.. إن مرحلة التدهور الوطني التي تعيشها حركة فتح بسبب هذه القيادة الفاقدة لشرعية الحارس الموثوق به على تضحيات الشعب الفلسطيني, وعلى نصرة قضيته في حق الحصول على الاستقلال الوطني والتحرر وإعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف, تحتاج إلى تيار “وطني فتحاوي” يكون داعمًا حقيقيًا, وطنيًا وأخلاقيًا وإنسانيًا للفلسطينيين في هذه الظروف القهرية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني بهذه المواجهة مع حكومة الاحتلال العنصري, وهذا التيار الفتحاوي لا يُعبرعن حالة انشقاق في حركة فتح, بل هو لاستعادة الحركة من دهاليز الظلام.
لذلك ينتظر هذا التيار “الوطني الفتحاوي” مهام فتحاوية ووطنية جسيمة ملقاة على عاتق التيار الفتحاوي في الدفاع عن المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني, والذي هو قائم بفعل تراكم التحديات والمواقف المُتباينة بين الرجلين: الرئيس محمود عباس والقيادي الفتحاوي محمد دحلان” حول إدارة المشروع الوطني الفلسطيني وحركة فتح, بحيث تكمن هذه المهام في العمل أولاً: على إعادة الاعتبار للدور التاريخي لحركة فتح, كرائدة للكفاح الوطني التحرري والديمقراطي في مواجهة المشروع الاستعماري لفلسطين. ثانيًا: على إعادة تصويب المسار الفتحاوي في تجاه الشراكة الحقيقية مع الفصائل والأحزاب الفلسطينية على رؤية وطنية موحدة لبرنامج سياسي قادر على أن يكون مُوصلاً للدولة المستقلة ذات السيادة الوطنية الحقيقية. ثالثًا: على إنجاز اتفاق فلسطيني داخلي ينهي الانقسام, ويعيد الاعتبار إلى لغة المصارحة وتعزيز النقد والمراجعة, ونبذ الفئوية والحزبية, بما يسمح بتعميق الوحدة الوطنية.