غدا سيتوجه المعلمون في المملكة الاردنية الهاشمية لممارسة حقهم بانتخاب ممثليهم لمجلس نقابة المعلمين لدروته الثانية وكلهم أمل أن يتم إفراز نتائج إيجابية لوصول المعلمين الأكفأ والأقدر للدفاع عنهم وانتزاع حقوقهم .
كثير من المعلمين أدرك أن الدورة الأولى لم تكن كما كانوا يأملون ويتطلعون من مجلس نقابة جاء بعد نضال مستمر وقد كثر الحديث عن تجاوزات وأخطاء ارتكبت بحق نقابتهم وكثير من الشبهات رافقت مسيرة النقابة والضحية هو المعلم ، فمن عضويتها في المنظمة الدولية للتربية على الرغم من وجود الكيان الصهيوني في عضويتها مع العلم ان بعض الاعضاء من المجلس السابق انكروا ذلك وعزوه إلى خطأ مطبعي تم ذكره في بروشور صادر عن النقابة ويحمل في طياته انجازاتها حيث جاء فيه ( أصبحت النقابة عضوا في المنظمة الدولية للتربية وعقدت أول دورة تدريبية بالتعاون مع المنظمة والمنظمة الامريكية للتربية بتاريخ 25/3/2013 في فندق جنيفا ) مع العلم ان انكار النقابة لهذا جاء في اجتماعها بتاريخ 3/12/2013 . ألا يدعوا ذلك للتساؤل .
وبالتدقيق حول البيان المالي للنقابة تبين وجود خلل ومن الامثلة ان حجم الرواتب والاجور تجاوزت (207) الف دينار ومصاريف الاحتفالات (64) الف دينار ، الهدايا والتبرعات (45) الف دينار ، ضيافة (25) الف دينار ، محروقات (11) الف دينار ، وهذه بعض المصروفات خلال عام واحد فقط وبالنظر لما ورد نجد أن المبالغ كبيرة جدا ، فهل استفاد المعلم من هذه المصروفات ؟ وهل تم الاحتفاء بهم وتكريمهم ؟ وهل تم دعوتهم للاحتفالات وقدمت لهم الهدايا والتبرعات ؟ ، لمن وإلى أين ذهبت اموال المعلمين ؟؟؟ ، أما كان من الأجدر تضمين التقرير المالي تفاصيل ــ وهذا حق للمعلم ـــ لتخرج من دائرة الشك والشبهة في تبذير أموال المعلمين ، هل من المعقول ان يتجاوز المبلغ المخصص (( لتصميم )) بطاقة العضوية مبلغ ( 23) الف دينار وهل من المعقول ان إصدار البطاقة يحتاج إلى ثمانية عشر مرحلة ولكل مرحلة طاقم من الخبراء وقد قال البعض ــ من باب الدعابة ــ ان المبلغ تم صرفة للفنان العالمي بيكاسو لتصميم البطاقة ,
وقضية أخرى تم تداولها من قبل كثير من المعلمين ان النقابة قد تم تكبيدها مبلغ تجاوز ( 30) الف دينار حيث تم ارساء عطاء الحج لشركة اخرى غير الشركة التي قدمت عرضا بسعر (499) دينار مع العلم ان الفرق بين الشركتين (317) دينار ومع العلم أيضا ان كل معلم ذهب للحج دفع مبلغ (835) دينار ,
هذا عدا عن ابتعاد النقابة عن المهنية في أدائها ويبدو ذلك جليا من خلال علاقتها بالمعلمين في المدارس وعدم التواصل الفعلي مما خلق فجوة كبيرة وزاد من حدة النقمة على كثير من أعضاء المجلس وأصبح الحديث علنا ان النقابة انحرفت عن مسارها لتصبح رهينة الحزبية وتنفذ برنامج حزبي ، وهذا واضح تماما من خلال الاتفاقية مع البنك الاسلامي حيث ان معظم أموال النقابة تم إيداعها على شكل وديعة وليست محفظة استثمارية ربحية مما افقد المعلمين كثير من الخدمات التي كانوا يأملون بتحقيقها ، وقد اودعت النقابة فقط مبلغ لا يتجاوز (250) الف دينار كمحفظة استثمارية بنسبة مرابحة 3% علما بأن عدد المعلمين يتجاوز (120) الف معلم ، وهنا تكمن المأساة .
وهل من المعقول أن يتم صرف ما يفوق (12) الف دينار من أجل الضخ الإعلامي عن إنجازات النقابة .
نعم ما اكثر الانجازات على الورق وما اكثر أن يزاود البعض عن الانجازات وما أكثر الصراخ ولكن كل هذه الانجازات لن تتعدى إطار الورقة التي كتبت عليها ، والقادم سيكون أسوء في ظل قانون الخدمة المدنية الذي سيحطم المعلم ، فأين النقابة من ذلك ؟؟؟ .
ـــ وكم كنا نأمل ان يتم دحض هذه الشبهات من خلال كتب رسمية صادرة عن النقابة وتحمل ختمها ـــ بدل الدفاع اللفظي واستدار للعواطف .
عندما كان الحراك والنضال من أجل تأسيس النقابة تم إجبار الحكومة ان تغير من الدستور لخلوه من مادة تسمح بإنشاء نقابة للمعلمين كونهم أصحاب رسالة لا أصحاب مهنة ، نضال المعلمين وتوحدهم وتضحياتهم حققت المستحيل وعندما قامت النقابة كانت بوادر الانجازات تبشر بالخير للجميع ،
ألم يحن الوقت لكل معلم أن يبتعد عن العاطفة والعلاقات الشخصية وان ينظر للنقابة على أنها المظلة الحامية للجميع وهي فوق كل اعتبارات ،
ألم يحن الوقت ان يستخلص المعلم العبر والدروس من المسيرة السابقة وأن يقول كلمته الصادقة والتي من شأنها تعديل المسار وإعادته للمنهج الصحيح .
غدا علينا أن نفكر بأنفسنا كمعلمين نفكر بأطفالنا ومستقبلهم ، نحن نريد حقوقا بقيت حبرا على ورق وعندما نختار مجلس نقابة يمثلنا ويكون بحجم آمالنا وتطلعاتنا سننجح .
إما أن نكون معلمين ونثبت للجميع أننا ما زلنا أحياء وقادرون على التغيير وإما أن نتراجع خطواط أخرى إلى الوراء وبعدها لن تكون لنا قائمة .
عمر قاسم/نقابة المعلمين والتغيير القادم
15
المقالة السابقة