عروبة الإخباري – رعى جلالة الملك عبدالله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، في موقع الصرح التذكاري لشهداء معركة الكرامة الاحتفال الذي أقامته القوات المسلحة بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين لمعركة الكرامة الخالدة.
وأطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة تحية لجلالته لدى وصوله موقع الاحتفال.
وكان في استقبال جلالته، عدد من أصحاب السمو الأمراء، ورئيس الوزراء وزير الدفاع الدكتور عبدالله النسور، ورئيس مجلس الأعيان، ورئيس مجلس النواب، ورئيس المجلس القضائي، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب جلالة الملك، ومستشار جلالة الملك لشؤون العشائر، وأمين عام الديوان الملكي الهاشمي، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، ومديرو الأمن العام والدفاع المدني وقوات الدرك ورؤساء الأركان السابقون ومحافظ البلقاء وكبار ضباط القوات المسلحة العاملون والمتقاعدون وقائد المنطقة العسكرية الوسطى.
واستعرض جلالة القائد الأعلى حرس الشرف الذي اصطف لتحيته، ووضع إكليلا من الزهور على الصرح التذكاري لشهداء معركة الكرامة.
ودعا مفتي القوات المسلحة العميد الدكتور يحيى بشير البطوش لشهداء الجيش العربي وشهداء معركة الكرامة بأن يرحمهم الله ويسكنهم فسيح جنانه، وقرأ جلالته والحضور الفاتحة على أرواح الشهداء الطاهرة، في حين عزف الصداحون لحن الرجوع الأخير.
واستعرض جلالة القائد الأعلى أسماء وصور الشهداء وأعلام التشكيلات والوحدات التي شاركت في المعركة الخالدة، ثم جال جلالته والحضور في معرض الأسلحة والمعدات والآليات الحديثة والآليات التي تم استخدامها في معركة الكرامة.
وألقى العقيد الركن المتقاعد عارف ارشيد مرشود كلمة أبطال الكرامة التي أكد فيها التفاف الأردنيين حول القيادة الهاشمية، وإصرارهم على المضي قدما في سبيل بناء الوطن ورفعته.
وقال “لقد سجل جيشكم العربي في معركة الكرامة ملاحم البطولة، والتضحية، وقدم نماذج مشرقة في القتال والإرادة والعزيمة، تربى عليها أبطالنا في مسيرة مباركة قادها صانع الانتصار الكبير وبطل الكرامة، وعنوان نصرها المغفور له بإذن الله الحسين الباني، وهو يبني النسيج الأردني المتلاحم بانتماء راسخ لمبادئ العروبة والإسلام والقيم الإنسانية النبيلة، فوقف بإيمانه وإرادته وبقيادته التي تقدمت الصفوف تشد من عزيمة الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه”.
وأضاف “نحن المتقاعدين العسكريين نشكل شريحة واسعة من المجتمع الأردني الطيب نعتز بأننا نهلنا من مدرسة الهاشميين وما تخلينا أبداً عن المبادئ والقيم التي تربينا عليها ولن تغيرنا السنون والأيام، فنحن حزب الوطن وحزب الشعب وحزب القيادة، ونحن السيف اللامع القاطع بيد قيادتنا الهاشمية المباركة، وسنبقى السند والظهير لقواتنا المسلحة التي نعتز باحترافيتها وتطورها وأدوارها في مختلف المجالات”.
كما ألقت المعلمة نوال ابنة الشهيد محمود خليل زين الدين كلمة ذوي الشهداء عبرت فيها عن فخرهم واعتزازهم بأنهم أبناء وأحفاد للشهداء البواسل في القوات المسلحة الأبيّة، وأنهم أكثر فخرا واعتزازا، فهم أبناء القائد الأعلى الذي رعاهم ودعمهم بمكرماته السامية.
وقالت “أنا الفخورة بوالدي، الذي وهب روحه إعلاء لشان ورفعة الوطن، فهو أحد أبطال الكرامة الذين امتزج في دواخلهم الأيمان وحب الوطن والإصرار على دحر العدوان، وبهذه المناسبة استشعر والجميع معي أرواح شهداء الكرامة، وهي تحوم من فوقنا في حواصل طير خضر ترفرف فوق هذه الأرض في علو يتسامى ونحن أبناء الشهداء نفخر بما صنعوا ليبقى الوطن عزيزا مهاب الجانب”.
وأضافت “إن مكارمكم يا مولاي لم تتوقف عند حد التعليم فحسب، إنما شملت جوانب أخرى في حياتنا عوضتنا عن فقد آبائنا لذلك لا يسعني إلا أن استغل مناسبة الاحتفال بيوم الكرامة لأتقدم باسم أسر ذوي شهداء الجيش العربي إلى قيادتكم الحكيمة بعظيم الشكر والامتنان على مكارمكم المستمرة والموصولة والشكر والتقدير لقيادة جيشكم العربي المصطفوي التي لا تألو جهدًا في تقديم أي مساعدة قد يطلبها ذوو الشهداء وهي على تواصل مستمر معنا”.
وألقى الشاعر ماجد زريقات قصيدة شعرية بعنوان “يا مدفعي” تغنى فيها بالمعركة وقائدها وأبطالها وشهدائها، وعبر خلالها عن مشاعر الافتخار والاعتزاز التي تسكن قلوب الأردنيين.
واستمع جلالته والحضور إلى أوبريت “المجد والكبرياء” الذي أداه طلبة مدارس التربية والتعليم والثقافة العسكرية.
وفي نهاية الاحتفال، قدم جلالة القائد الأعلى لوحة شهداء الكرامة لعدد من ذوي الشهداء.
وقدم رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن هدية تذكارية لجلالته بهذه المناسبة.
وحضر الاحتفال عدد من كبار رجال الدولة العسكريين والمدنيين، وكبار الضباط المتقاعدين، ومدير عام المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، وأبناء وذوو الشهداء وعدد من المصابين العسكريين في معركة الكرامة الخالدة، والمدعوون وجمع غفير من المواطنين.
وأم الصرح التذكاري لشهداء معركة الكرامة عدد من الوفود الرسمية والشعبية مثلت المؤسسات والجامعات والكليات والمدارس والهيئات الشعبية والشبابية من جميع أنحاء المملكة، حيث وضعوا أكاليل الزهور على الصرح التذكاري للشهداء وقرأوا الفاتحة على أرواحهم الطاهرة.