عروبة الإخباري – بقلم – محمد احمد الخلايله -أبو أحمد
” ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل احياء عند ربهم يرزقون “
الشهيد البطل علي سويلم حسين الخلايله / خنيزرة – المفرق
استشهد في 15 شباط 1968
السلام على كل الصادقين وعلى كل المؤمنين
السلام على أسرة كل شهيد تركها يوماً وسار الى المعركة … ولم يعد …
السلام على كل المطمئنين بنصر الله . يارب لك الحمد حتى ترضى يارب لك الحمد ما نادى المنادي حي على الجهاد …
لك الحمد ما سالت دماء الشهداء وكبر المكبرون الله اكبر انهم جنود الوطن الذين آمنوا بربهم … انهم الشهداء الابرار الذين التحقوا بالرفيق الاعلى بعد ان سطروا بدمائهم الزكية الطاهرة مجد هذه الامة وعزتها وصاغوا لها تاريخها وعظموا بطولاتها ورووا بدمائهم الزكية شجرة حريتها وشموخ صمودها فلن تضيع هذه الدماء هدراً ولن تذهب الارواح سدى انه النصر المؤزر المبين الذي اوصلهم الى الفردوس الاعلى ..
… مناضل كأغلى مايكون النضال …
… شهيداً كأعذب ما تكون الشهادة …
شهيدنا من محافظة المفرق ( شهيدنا البطل علي سويلم ) ينتمي الى عشيرة الخلايلة بني حسن . ولد وترعرع في قرية ( خنيزرة) ونشأ فيها على الاخلاق العربية الاصيلة حتى اصبح فتىً شديد البأس متحلياً بأطيب صفات البداوه عزيزاً يأبى الذل شهماً يغار على كرامة أمته ومحباً للوطن وعاشقاً لترابه .
اخذت تراوده فكرة الانتساب الى القوات المسلحة الجيش العربي حيث مصنع الرجال وكان له ما أراد والتحق بصفوف الجيش العربي الباسل في عام 21/6/1958 وبعد انتهائه من تدريبه في مركز المستجدين تم توزيعه الى سلاح المشاه وهنا كانت البداية كتيبة الحسين ( ام الشهداء) التي لا يكاد التاريخ العسكري يذكر قصة رجالها الذين قاتلوا في القدس وغزة والسموع والشيخ جراح ودار الخطيب وباب العامود ودير اللطرون من اجل الاقصى والقيامة من اجل كل مقدس فيها ضد الظلم والطغيان متسلحين بالايمان الثابت في صدور رجالها بقيادة الشهيد رائد منصور كريشان . كان القتال بالسلاح الابيض والقنابل اليدوية والرشاشات الصغيرة . دفاعاً عن مقدساتهم ومسيرة نبيهم عليه الصلاة والسلام .
دفاعاً عن تراث امتنا عن امجاد عقيدتنا وعن كرامة وطننا .
ليس لهم الا هدف واحد هو الشهادة في سبيل الله وتحطيم اسطورة الجيش الذي لا يقهر .
اما عن قصة استشهاده وبعدما لم يكتب له الشهادة على اسوار القدس مع زملائه رفاق السلاح غضب غضباً شديداً الا ان القدر استجاب لدعواته الصادقة المخلصة في حب الله عز وجل ووعده لهم .
وفي اثناء استلامه للواجب على احد المراقبات وعند صلاة العصر كان شهيدنا يتوضأ للصلاة قامت طائرات العدو بغارة على معسكرهم في منطقة أم قيس فعرف الطائرات ونادى زملائه طائرات العدو الاسرائيلية . فانطلق مسرعاً الى سلاحه الرشاش مطلقاً القذائف عن زملائه وهو يكبّر الله اكبر . فسقط شهيداً اثر تعرض موقعه الذي كان يرابط به فأصابته اصابة مباشرة مروياً بدمائه الزكية الثرى الطهور وليلتحق بشهداء الوطن .
وتشرفت كتيبة الحسين ام الشهداء بزيارة مفاجئة من القائد الاعلى للقوات المسلحة الاردنية الملك حسين بن طلال طيب الله ثراه قاصداً موقع الغارة مطمئناً على الجرحى .
وامر بدفن الشهداء في المقبرة الاسلامية في ام الحيران التي احتضنت الكثير من الشهداء ..
وقد ترك الشهيد ورائه سبعة ابناء ثلاث بنات واربعة اولاد وهم الاستاذ حسين/ الجامعة الهاشمية ، والشيخ احمد / وزارة الاوقاف ، والمقدم صالح /شهيد الامن العام ، والدكتور محمد / جامعة العلوم الاسلامية العالمية ، اما البنات خضرا وحفيظة وحسناء ..
حقا لهم ان يفتخروا به رافعين رؤوسهم فخراً بما جاد به والدهم تجاه الوطن الغالي . ايها الشهيد البطل لك منا ومن زملائك في هذا الجيش العربي الباسل في مختلف مواقعه تحية عطرة لهذا الشهيد الذي ترك اولاده في ذلك الوقت ليقدم روحه رخيصة فداء العروبة ، تحية تقدير واجلال من كل ذرة تراب عشقتها وارتوت بدمائك الزكية الطاهرة لروح الشهيد نعاهدك بأن لاتهدأ قلوبنا ولا تقر أعيننا حتى تعود مقدساتنا وتعود فلسطين دولة عربية اسلامية وعاصمتها القدس الشريف ..
فمهما كتبنا عن الشهيد والشهداء فلن نوفيهم حقهم على اكمل وجه وأخيراً تحية عز الى كل النفوس المؤمنة التي تعطي كل ما عندها لترفع كلمة الحق والدين والعروبة . الاستاذ في جامعته والشيخ في مسجده رحم الله شهداء الوطن والامة وادخلهم فسيح جناته ..
واطال الله في عمر أبنائه وجعلهم ذخراً لخدمة وطنهم وحمى الله الوطن وحفظ جلالة قائدنا الاعلى الملك عبدالله الثاني وحقق على يديه آمال وتطلعات وطموحات ابناء الوطن والامة . وجعل من الاردن وطن الخير والفلاح وملاذاً للمستجيرين تحت ظل قيادتنا الهاشمية الملهمة . انه سميع مجيب الدعاء .
وكل عام والوطن بخير