عروبة الاخباري –خاص – كتب سلطان الحطاب – رغم ابتسامته العريضة وغرقه في الحياة وتفاصيلها كأنه يعيش ابداً الاّ أن الذي عرفه من زمن أو اقترب منه يدرك أنه يعمل لآخرته بصورة حثيثة وماثلة تدخل الى حالة التصوف الذي عشقه وعاشه وتعاطى معه واسس جلساته ودعا اليها اصدقاءه واحبته ليكونوا مريدين ومؤهلين ان اراد صاحب السر أن يكونوا محسنين ونجباء !!!
جمال الصرايرة فيه من العصامية جذرها وله من الطموح أغصان تحاول أن تتمدد لتحمي ثمارها ..عمل دائماً على تخفيف انطباعاته السريعة ليستبدلها باحكام موضوعية فانت لا تستطيع أن تنال من أحد صادق أو مخلص في مجلسه لأنه لا يسكت وانما يبادر للرد والتصحيح والدفاع عن ما يعتقد انه الصواب يخشى الحق وينحني له ويؤمن بان الطريق اليه هي اقصر الطرق ..
ما اختبره اعداؤه الاّ ونجح وانتصر وما اختبره اصدقاؤه الاّ وترك لهم سبيل الفوز وان يذوقوا طعم توسعته عليهم..
في كل المواقع التي عاشها وعمل فيها كان يخرج بيد نظيفة وسمعة طيبة وكان ينحاز دائما للعمال والضعفاء وذوي جلدته من منطلق صلة الرحم ولذا فانه اعطى من الكومة الكبيرة لصالح المحتاجين وهذا من اسرار عمله في البوتاس وانتزاعه الكثير من الحقوق والمبادرات لصالح العاملين والمحتاجين حتى غدا مقبولاً في رئاسته للعمل ..
لديه من يذكره بالخير دائماً في طابور متكاثر أقروا له بفضل رعاية مصالحهم ..
تطورت الشركة في عهده تطوراً كبيراً رغم المنعطفات الذاتية والموضوعية وطبيعة الاقتصاد الوطني والعالمي الضاغط وعرفت له قرارات شجاعة قد لا تبدو شعبية ولكنها عميقة في مراعاة المصالح الوطنية وعدم الهروب منها أو وضع الرأس في الرمل أو انتظار ثناء سريع من صفة زائلة ..
عمل في الخدمة العامة كثيراً وكأنه لم يخرج منها حتى حين كان يذهب للاستراحة او الى عمل في القطاع الخاص أو الشركات الأجنبية ..
لا تأخذه في وطنيته لومة لائم حتى وان كان مع الاقلية حين تختلط المعايير والموازين فلا يبصر الكثيرون الاّ مصالحهم ..
تابعت اداء جمال الصرايرة في البرلمان حين كان نائباً يناقش ويضع خطوطاً تحت المواقف ويرد ويجادل ولا يؤمن بسياسة الاحتواء ..
كان انحيازه للاجتهاد الاكثر صواباً .. لم تستوقفه الاسماء الكبيرة حين كان في بداية صعوده سلم الحياة العامة لأنه كان يأخذ بالمواقف لا الاشخاص الذين كان اختباره لهم بمدى قربهم من الصواب أو ابتعادهم عنه ولذا كان مزعجاً لهم وعصياً على احتوائهم ..
وحين كان وزيراً ظل يعمل بجد وليل نهار ولعل التحول في وزارته كان الاوضح حين اعاد بناء جسد الاتصالات بما يجعله اكثر ديمومة ومردوداً اقتصادياً وطنياً بغض النظر عن التسميات ..
وان كان مفهوم الخصخصة يروق للبعض أو لا يروق ولم يستطع أحد في خضم التحول الكبير والواضح والعميق في هذا الحقل أن يسجل عليه تجاوزاً أو يجرّمه في قرار ..
وفي كل المواقع التي تسلمها ظل يخرج منها اكثر قوة واكثر ارتفاعاً للرأس واكثر ادراكا في حماية المصلحة الوطنية لأنه كان يدرك أنه لن يعدم رزقاً نظيفاً طالما قدم عملاً نظيفاً وان هناك من يقدر العمل النظيف ومن يأخذ بمبدأ “الجرح والتعديل” في فرز الرجال ومعرفة ادوارهم وادائهم ..
جمال الصرايرة يقود الان شركة عامة اقتصادية وطنية كبيرة البوتاس العربية يتقاسم المسؤولية مع آخرين ولكنه يعظم حصة المسؤولية الاجتماعية حتى غدت شركة البوتاس هي الاولى في هذا المجال ..
لا نريد تلوين الصورة بل نقدمها كما هي كقصة نجاح تحتاج الى المزيد من الكتابة عنها ولعل ما تحقق من انجازات اضافية قادمة كفيل بالعودة للكتابة عما هو واجب يخدم المصلحة العامة
هذه صورة قلمية قد لا يكون صاحبها بحاجة لمن يلونها ولكن رأينا أن نقدمها كقصة نجاح ..