أعتقد ان قرار السعودية اعتبار جماعة النصرة وحزب الله وجماعة الاخوان المسلمين جماعات إرهابية ينبغى على الدول العربية ان تمتنع عن إعطاء تنظيماتها او أفرادها ملاذا امنا أو عونا ماديا او معنويا، يصلح لان يكون قرارعربيا يصدر عن القمة العربية التى سوف تنعقد فى منتصف مارس فى الكويت..
وأظن إن من واجب مصر التى تاخرت كثيرا فى عرض قضية الاخوان المسلمين على الجامعة العربية، ان تتحمس لمشروع هذا القرار و تروج له ليصدر باكبر قدر من الاجماع العربي،لان صدور هذا القرار عن القمة العربية يعنى أستعادة العرب لارادتهم السياسية، وتاكيد عزمهم الواضح على تصحيح حركات الاسلام السياسى التى أفسدها التطرف والعمالة للخارج!، ومن المؤكد انه يسهم فى تصحيح صورة الاسلام وتعزيز تيار الوسطية المعتدلة، فضلا عن انه يمثل طوق النجاة لعالم عربى ينهشه التطرف الذى يتمركز الآن فى القلب وليس على اطرافه، ويجرى استخدامه من قبل قوى دولية واقليمية هدفها زعزعة استقرارالعالم العربى وأمنه.
ولا أعرف سببا واحدا يحول دون صدور مثل هذا القرار الذى سوف يكون بمثابة شهادة ميلاد جديدة للقمة العربية، تؤكد للقاصى والدانى ان القمة العربية اصبحت مؤسسة فاعلة وثيقة الارتباط بمشاعر الشعب العربى ومصالحه، وان مساندة ثورات الربيع العربى لا تعنى مساندة التطرف والارهاب، ولا ينبغى أن تشكل فرصة لهذه الجماعات التى غالبا ما تنجح فى سرقة الثورة من اصحابها الاصليين، وتقفز إلى السلطة لانها الاكثر عنفا وسفكا للدماء، يجيدون دائما ان يلعبو دور اللهو الخفى الذى يفسد ويخرب علاقات جميع الاطراف كى تكون لهم الغلبة على حساب دماء الجميع.
ولا أظن ان مثل هذا القرار ينبغى ان يكون له اية علاقة بقضية المصالحة مع قطر التى يأمل الجميع فى ان تنجح الكويت فى تحقيقها بما يضمن وحدة الامن العربي، لان الامن العربى فى ظل تنامى جماعات الارهاب أصبح كلا واحدا، لا ينفصل فيه امن الخليج عن أمن مصر عن أمن الامة العربية جمعاء.