غير معقول وغير منطقي أن تتكبد الدولة أكثر من عشرة آلاف دينار للإنفاق على حملة أمنية وطنية مرسومة بعناية ضد عصابات سرقة السيارات المنظمة ويتعرض فيها أبناؤنا من رجال الشرطة للخطر ويضحون بحياتهم كي ينتهي المشهد بنظام تشريعي فاشل يهدد أمن المجتمع ويقدم للموقوفين من المجرمين “خدمة خاصة” تجعلهم يطلون برؤوسهم علينا بعد أقل من أسبوع بسبب قصور في التشريعات يؤدي للإفراج عنهم.
لا يقوم رجال الشرطة بواجبهم ويواجهون مثل هذه الأخطار كي يغرق بعضنا بشكل مخجل في إجراء الوساطات والضغوط على الدولة لتأمين الإفراج عن الموقوفين الذين أجرموا بحق القانون والمجتمع.
ولا يفعل أولادنا في الأجهزة الأمنية ما يفعلوه كي نكتشف جميعا بان الترسانة التشريعية تكافئ في الواقع المجرم وبان مظلة قانون العقوبات الذي نتغنى به لا تسعف القضاة والمحققين في الكثير من الحالات والمطبات.
نشاهد باعيننا يوميا وفي كل الأحياء والمناطق أشخاصا خطرين ومجرمين وأشقياء ولصوصا وزعرانا لا يوقفون في السجن لأكثر من عدة أيام لأن النظام القانوني يتساهل معهم ويتيح لهم الحرية أو لا يوفر العقوبة اللازمة والضرورية لإصلاحهم وتأهيلهم واعادتهم للمجتمع.
هؤلاء ينتقمون منا مرات متعددة ويعيدون الكرة ضد المجتمع والقانون بل يهدد بعضهم رجال الشرطة ويستنزفون المال والطاقة ويتحولون مع التجربة إلى عتاة وخبراء في التحايل على القانون وفي الإجرام.
رجال الأمن العام وفي ما يتعلق حصريا بمكافحة سرقة السيارات قدموا بوقت قياسي وخلال الأسابيع القليلة الماضية إنجازا ملموسا وواضحا لا ينتظرون منا الشكر عليه وإن كان حقهم علينا كمجتمع أن نصفق لهم ونشعر بالامتنان بعدما ثبت بالوجه القاطع بان العمل والإنجاز ممكن وبسيط إذا ما توفرت النوايا الحسنة والإدارة الواعية والقيادة الوطنية المسؤولة.
لكن تعزيز الكفاءة التي ظهرت بوضوح خلال الأشهر الأخيرة التي تولى فيها رجل يعمل بصمت بمواصفات توفيق الطوالبه مع نخبة عريضة من الجنود المجهولين هو واجبنا نحن جميعا في المجتمع .
على البرلمان والحكومة ان يقوما بواجبهما حق قيام وبالدرجة نفسها من الكفاءة في الاستماع لما يقوله المرجع الأمني بخصوص القصور التشريعي.. من حقنا كوطن ومجتمع أن لا يمد المجرم لنا لسانه بعد أيام ونحن نراه حرا يتجول في الشارع لان القانون لم يسعف سلطة القضاء او جهاز الأمن في الاحتفاظ به خلف القضبان لأكثر من خمسة أيام .
قام رجال الشرطة بواجبهم .. هل نفعل نحن الآخرين ؟
بسام بدارين/مفاجآت سرقة السيارات
17
المقالة السابقة