عروبة الإخباري – كشف قائد حرس الحدود العميد الركن حسين الزيود، عن تسجيل أرقام مرتفعة لعمليات “التهريب والتسلل” عبر الحدود الأردنية السورية منذ مطلع العام الحالي، واصفا الأوضاع على الحدود بـ”المشتعلة”، فيما أكد أن وضع الحدين العراقي والسعودي مع الأردن “في حالة استقرار”.
وعرض الزيود خلال جولة مطولة، نظمتها القيادة العامة للقوات المسلحة، بالتنسيق مع لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، وبمشاركة عدد من الأمناء العامين للأحزاب، إلى الواجهة الشمالية الشرقية من الحدود، أبرز التحديات التي تواجه حرس الحدود على الحدود الشمالية، مع استمرار تدفق اللاجئين السوريين إلى أراضي المملكة.
وقال إن المنافذ الحدودية غير الشرعية التي يتدفق منها اللاجئون، تمتد على طول الشريط الحدودي مع سورية، وإن هناك منافذ أصبحت تشهد تدفقا أقل مقابل تزايد التدفق عبر منافذ أخرى، قائلا إن أعداد اللاجئين تشبه “البورصة” صعودا وهبوطا.
وشدد على أن التحدي الأبرز الذي يواجه حرس الحدود، هو “محاولات التسلل للجماعات المسلحة المتطرفة”، مؤكدا أن “هناك تعليمات واضحة بمنع اجتياز الجماعات والأفراد المتسللين بطرق غير شرعية”.
وأكد الزيود أن حرس الحدود “ملتزمون بقواعد الاشتباك على الحدود في حال وجود متسللين غير شرعيين”، مضيفا:” حسب قواعد الاشتباك ندافع عن أنفسنا”.
ولفت الزيود إلى أن هناك محاولات عديدة لما وصفه بـ”استغلال إدخال لاجئين سوريين إلى المملكة، ومحاولة تهريب أسلحة معهم”.
وأشار إلى أن من بين تلك المحاولات، “وضع نحو مائة مسدس مع عائلتين خلال لجوئهما إلى البلاد في إحدى المرات”، وقال “هناك تجار للحروب في أي نزاع في العالم..”.
وقال الزيود إن القيادة تقوم بدراسة أي أنباء عن وصول مواد مهربة إلى السوق المحلية.
وفي توضيحه عن حالات التهريب والتسلل التي شهدتها البلاد من الحدود الشمالية، قال الزيود إن “العام 2013 شهد 601 حالة تسلل تورط فيها 1642 شخصا، مقابل تسجيل 22 حالة فقط منذ مطلع العام الحالي، تورط فيها 53 شخصا”.
أما على مستوى محاولات التهريب، فكشف عن “تسجيل 99 حالة للعام 2013، مقابل 5 حالات منذ مطلع العام الحالي، تخللتها محاولات تهريب أسلحة وذخائر متنوعة”.
وحول حالات التهريب خلال الشهرين المنصرمين، كشف الزيود عن “ضبط 500 قطعة سلاح “بمب آكشن” و96 مسدسا، إضافة إلى عشرة آلاف من الذخائر المتنوعة”، مؤكدا أنها أرقام “مرتفعة للغاية.”
أما بشأن تساؤل حول دوافع فرار اللاجئين بأعداد كبيرة إلى المملكة، أوضح قائلا: “أغلب اللاجئين يفرون للأردن هربا من الأوضاع المعيشية والإنسانية الصعبة في الداخل، وبسبب حصار بعض المناطق.. أنا أؤكد أننا راضون عما وصلنا إليه من مستوى في التعامل مع الوضع الميداني على الحدود”.
وبين الزيود بعضا من أنواع المواد المهربة للعام 2013، من بينها “724 قطعة سلاح من فئة “بمب آكشن” و94 قطعة كلاشينكوف، و33 قنبلة يدوية، و3 أجهزة تفجير عن بعد، و45 جهاز اتصال لاسلكي، ونحو 6 ملايين حبة مخدر، إضافة إلى 34 قطعة واقية للشظايا و3 رشاشات”.
أما بالنسبة لعدد رؤوس الأغنام التي تم تهريبها العام 2013، فبلغ، وفق الزيود، 975 ألفا.
ولفت إلى أن العدد الإجمالي للاجئين السوريين، بلغ حتى صباح أول من أمس، 462538 لاجئا بين مدني وعسكري، شكل الأطفال منهم 42 %، مقابل 32 % من النساء، و26 % من الرجال.
وفيما عرض الزيود لحالات عدد من الجرحى التي تصل الحدود منها ما هو بالغ الإصابات، أشار إلى وصول 5599 جريحا سوريا للأراضي الأردنية، مقابل تقديم معالجات لنحو 60 ألفا على الخط الحدودي منذ بداية الأزمة في سورية.
وحول الأوضاع الأمنية على الحدود الأردنية السعودية، أكد الزيود أنها “مستقرة”، وأن هناك فقط “محاولات محدودة جدا لتهريب مادة البنزين”.
أما في سياق الحديث عن الأوضاع الميدانية على الشريط الحدودي مع العراق شرقا، بالتزامن مع حدوث توترات في محافظة الأنبار العراقية، قال قائد لواء حرس الحدود 1 العميد حسن الهياجنة، إنه “لم تتم ملاحظة أي تحركات عسكرية عليها من الجانب العراقي”، مشيرا إلى أن تلك الحدود لم تشهد أيضا تهريب لاجئين إلى الأردن.
وأضاف الهياجنة بهذا الشأن قائلا “هناك نشاط قليل لوحظ على الحدود العراقية الأردنية على مستوى حركة بعض الدوريات”.
وفي الإطار، رصد وفد لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان ميدانيا خلال الجولة تدفق نحو ألفين من اللاجئين السوريين القادمين من المنفذ المقابل لبلدة الحدلات التابعة لبلدية الرويشد.
وقال رئيس اللجنة الدكتور حازم قشوع، إن “الأردن يستحق الثناء والتقدير والدعم الدولي لإسناده في تقديم رسالته الأمنية وحفظ الحدود مع سورية والعراق والسعودية”.
وأضاف قشوع إن “الأمن والديمقراطية صنوان متلازمان، وإن ما يقوم به الجيش العربي هو عمل استثنائي في ظرف استثنائي، تمر به البلاد”.
وحضر عدد من ممثلي الأحزاب الأردنية تلبية لدعوة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، من بينهم أمين عام حزب الوسط الإسلامي النائب مد الله الطراونة، والدكتور حمدي مراد ممثلا عن حزب التيار الوطني، والنائب عبدالهادي المحارمة أمين عام حزب جبهة العمل الوطني، وممثلين عن حزب الشهامة، والجبهة الأردنية الموحدة، وحزب العدالة والإصلاح، وحزب الشباب، والحزب الوطني الأردني، وحزب العدالة الاجتماعية، إضافة إلى أحزاب أخرى.
ولم يحضر أي من ممثلي أحزاب المعارضة، بما في ذلك حزب جبهة العمل الإسلامي، باستثناء أمين عام حزب الحركة القومية المباشرة نشأت أحمد.
وأثنت قيادات حزبية خلال الجولة على الجهود التي يبذلها حرس الحدود في حماية أراضي المملكة، فيما أعربت عن أسفها للأوضاع التي آلت بآلاف السوريين للجوء إلى الأردن، مع وصول قرابة 2300 لاجئ خلال الجولة، بحسب تقديرات ميدانية.
وأجمع لاجئون، بحسب ما أدلوا به لوسائل إعلام، على تكبدهم أموالا طائلة دفعوها “لسماسرة” ومن وصفوهم بـ”تجار السيارات” لإيصالهم إلى أقرب نقطة حدودية مع الأردن.
وقال أحد اللاجئين واصفا رحلة اللجوء: “موت يابي موت ..التعب والشقاء والمرض ..قدمنا من منطقة الوعر وهي آمنة، وطالعونا جماعة والعالم اضطرت تدفع مصاري 50 ألف ليرة عن كل فرد ..”.
وفيما قال أحد اللاجئين القادمين من دمشق إن الرحلة استغرقت ثلاثة أيام، أكدت لاجئة أخرى أنهم يمكثون بالقرب من الحدود الأردنية منذ أربعة أيام، وأنهم اضطروا لأكل الحشائش وفتات الخبز خلالها.