عروبة الإخباري – بحضور عشرات الآلاف من المواطنين من مختلف أنحاء قطاع غزة، أحيت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين مساء أمس، الذكرى الـ 45 لانطلاقتها على أرض ملعب برشلونة في قلب مدينة غزة.
وشارك في هذا العرس الوطني الكبير الذي رفعت فيه الأعلام الفلسطينية ورايات الجبهة ممثلو القوى والفعاليات الوطنية والإسلامية والشخصيات الوطنية والنقابية والقطاعات النسوية والشبابية والعمالية ومؤسسات المجتمع المدني والمخاتير والوجهاء ، في الوقت الذي رددت فيه الجموع المحتشدة الأناشيد الوطنية، والشعارات الوطنية.
وتقدم الرفيق صالح زيدان عضو المكتب السياسي للجبهة في كلمة له خلال الجموع المحتشدة بالتهنئة بهذه المناسبة، مجدداً العهد للشهداء بأن تبقى الراية التي قضوا من أجلها عالية خفاقة تتصدر مسيرة شعبنا، حتى يزرعها شبل أو زهرة على أسوار القدس المحررة.
وتوجه الرفيق زيدان بتحية الفخر والاعتزاز لأسرانا البواسل ودورهم المقدام في الحركة الوطنية الفلسطينية ضد الاحتلال وتعرية وجهه غير الإنساني، مجدداً العهد لهم ببذل كل الجهد لتدويل قضية الأسرى باعتبارهم أسرى حرب، أسرى حرية والإفراج عنهم. كما توجه بالتحية للرفاق أحمد سعدات ومروان البرغوثي وإبراهيم أبو حجلة وعبد الله البرغوثي ولينا الجربوني، ومن أسرى الجبهة، وجدي جودة ومحمد الملَّح، أسامة أبو العسل وإبراهيم عرام وعبد المنعم الحسنات وجابر الحسنات، حسين درباس، منذر صنوبر وهيثم عنتري، وإلى جميع أسرانا البواسل في زنازين الاحتلال.
ونقل عضو المكتب السياسي للجبهة للمحتفلين تحيات الأمين العام للجبهة الديمقراطية “نايف حواتمة”، كما توجه بتحية للرفيقات والرفاق المناضلين الذين جعلوا من الاحتفال بالذكرى الخامسة والأربعين للانطلاقة المجيدة مناسبة لتصعيد المقاومة الشعبية مع الاحتلال والجدار والاستيطان، ومشاركة كتائب المقاومة الوطنية الباسلة في التصدي للعدوان الإسرائيلي وذلك تلبيةً لنداء اللجنة المركزية للجبهة والذي اختتمت أعمالها في 17 شباط/ فبراير الماضي، وكذلك التحية للذين حولوا مهرجاناتهم الحاشدة في غزة والضفة إلى صرخة مدوية: الشعب يريد إسقاط الانقسام.. طريق إنهاء الاحتلال.. والذين طالبوا بتصحيح السياسات الاجتماعية والاقتصادية لمصلحة الفقراء والمهمشين والمرأة والشباب، وعبَّر عن ذلك بشعار: الخبز والعمل والصحة والتعليم والكهرباء حق لكل مواطن.. مشدداً على أن المطالبة بالعدالة الاجتماعية لا تتعارض مع النضال الوطني، بل توفر مقوماته.
المفاوضات الجارية تشكل الغطاء لاستعمار الاستيطان
وجدد الرفيق صالح زيدان في كلمته خلال العرس الوطني الكبير في ذكرى الانطلاقة على أن المفاوضات الجارية تشكل الغطاء لاستعمار الاستيطان، مضيفاً أننا نشعر بالقلق لأننا في الواقع نخسر الكثير من استمرار المفاوضات الحالية، فحكومة إسرائيل تستغل المفاوضات الجارية لخلق مزيد من الوقائع على الأرض بمواصلة تكثيف التهويد والاستيطان وسياسة الترانسفير والتطهير العرقي خاصةً في القدس العربية، وبما يخدم النوايا المبيتة ضد المسجد الأقصى المبارك، والحروب والحصار على قطاع غزة لمنع حق شعبنا في تقرير المصير والدولة المستقلة بعاصمتها القدس.
وقال نحن نخسر لأننا لا نستثمر اعتراف الأمم المتحدة بعضوية دولة فلسطين المراقبة، واستخدام هذا السلاح الفتاك، بالانضمام إلى المواثيق والمؤسسات الدولية من محكمة العدل الدولية إلى اتفاقيات جنيف الأربعة ومجلس حقوق الإنسان، وخاصةً الانضمام لمحكمة الجنايات الدولية، لمحاكمة إسرائيل وقادتها على جرائم الحرب التي ترتكبها ضد أبناء الشعب الفلسطيني. ونخسر بسبب التآكل التدريجي المتواصل للسقف السياسي والتفاوضي الفلسطيني. والذهاب للمفاوضات دون غطاء سياسي وطني.
وأضاف نحن نشعر بالقلق بسبب مقترحات كيري التي يعرضها في ما يسمى باتفاق الإطار، والمنسقة في معظمها وبشكل واضح مع الجانب الإسرائيلي، والتي يسعى الوسيط الأمريكي لفرضها على الجانب الفلسطيني، مشدداً على إن الحاجة ملحة لإعادة النظر في هذا النهج التفاوضي ونحن على أبواب طرح الإدارة الأمريكية لاتفاق إطار ينطوي على غموض هدام في كل ما يتصل بالمصالح والحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة ولا يقدم لنا سوى وعود، بينما يقدم لإسرائيل كل ما يخدم مطالبها وسياستها العدوانية بشكل واضح وملموس، بضم الكتل الاستيطانية لإسرائيل في أي تبادل أراضي، واستمرار الوجود العسكري الإسرائيلي في الأغوار ورؤوس الجبال في الضفة، وتقزيم الحق الفلسطيني في القدس إلى عاصمة دولة فلسطين في القدس وهو ما قد يعني أي مكان غير القدس العربية، وتصفية قضية اللاجئين بحلول توطينية تشطب حق العودة وفق مقترحات كلينتون وإلزام السلطة بالاعتراف بإسرائيل وطناً قومياً للشعب اليهودي.
وشدد على أن ذلك يحمل مغزاً تصفوياً لا يقتصر على شطب حق العودة فقط ولا على إلحاق الأضرار بحقوق شعبنا الفلسطيني في أراضي الـ 48 فحسب، بل في التنكر للتاريخ والثقافة والحضارة والرواية الوطنية الفلسطينية لصالح الاعتراف بالرواية الصهيونية لتاريخ هذه البلاد والمستوحاة من الأساطير وقصص الخيال الأيديولوجي لليمين واليمين المتطرف للحركة الصهيونية، رواية تجعل منا نحن الغرباء الغزاة لأرض وطننا وهم أصحاب الأرض الشرعيين، إنها نفي للذات لا يمكن أن نقبله حتى لو أقره العالم كله ووثقته الأمم المتحدة بمليون قرار.
وشدد على أن اتفاق الإطار ليس مشروعاً للتسوية بقدر ما هو مشروع سياسي يفتح الطريق لاستمرار المفاوضات ويخفض السقف السياسي والتفاوضي الفلسطيني. وتجربتنا سيئة مع اتفاقات الإطار والحلول الانتقالية. وللعلم فهذا هو خامس اتفاق إطار أو حل انتقالي على امتداد 21 عاماً من المفاوضات العقيمة والتي لم تؤدي إلى شيء على الجانب الفلسطيني بينما كل الطرقات مفتوحة أمام الجانب الإسرائيلي، حيث ارتفع عدد المستوطنين في الضفة والقدس من 97 ألف عام 93 إلى ما يقارب 700 ألف مستوطن الآن. وفي مخططات حكومة نتنياهو رفع الرقم إلى مليون مستوطن.
وجدد التأكيد على أن حلاً لمشكلة اللاجئين لا يقوم على تنفيذ القرار 194 الذي يعني عودة اللاجئين إلى الديار التي شردوا منها مع التعويض، سيرفضه الشعب الفلسطيني بأسره رفضاً باتاً. وتسائل لماذا لا يحق للفلسطيني أن يقول أن صفد أو عكا ويافا هي مسقط رأسي ووطني الأصلي بينما لا يكف نتنياهو عن الادعاء بأن الخليل وبيت إيل هي جزء من أرض إسرائيل ووطن للشعب اليهودي.
وقال أن الجبهة قدمت للرئيس محمود عباس البديل الدولي والوطني عن مفاوضات لا مرجعية ورقابة دولية ولا وقف للاستيطان، مذكراً بالنداء الثاني الذي أطلقته اللجنة المركزية للجبهة عشية الانطلاقة.
ودعا الرئيس أبو مازن إلى حسم قراره بالتوجه فوراً إلى دورة استثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة بمشروع قرار يجرم الاستيطان والتهويد باعتباره انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي واتفاقات جنيف، ودعوة الدول الأعضاء إلى اتخاذ إجراءات ملموسة للمعاقبة على جريمة الحرب هذه، على الأقل بخطوات شبيهة بتلك التي أقرها الاتحاد الأوروبي، فالعالم كله باستثناء أمريكا وإسرائيل سيقف معنا في مثل هذه الخطوة.
وشدد الرفيق زيدان أمام الحشود على أرض ملعب برشلونة على أن اسقاط الانقسام طريق خلاص قطاع غزة، خاصة وأن ثقل الانقسام ووجعه وآلامه والبؤس الذي أوجده كان أفدح بما لا يقاس على قطاع غزة فهو يطال جميع جوانب حياة القطاع وأبسط حقوق الانسان.
ونوه الى أن الانقسام مكَّن من تشديد الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة الباسل وازدياد التردي الكارثي لأوضاعه الحياتية والمعيشية، خاصة على الفقراء والكادحين والتي ازدادت تردياً وبشكل مريع في ظل العلاقات المتوترة ما بين القاهرة وحركة حماس بعد ثورة 30 يونيو، مشيراً الى أن الحصار يطال كل شيء من الغذاء والدواء ومواد الإعمار والمحروقات إلى ازدياد الظلام في سماء غزة ولساعات أو أيام طويلة بفعل أزمة الكهرباء المتواصلة.
وقال: “لقد تحول القطاع إلى سجن كبير بفعل الحصار الإسرائيلي وإغلاق المنافذ والمعابر مع الضفة والخارج. أما البطالة والفقر فالمعدلات فلكية وخاصةً بطالة الخريجين والعمال. كما تتواصل المشكلات في الخدمات الصحية والتعليمية وتزداد عدم صلاحية مياه الشرب وتتفاقم أزمة الصرف الصحي ومجمل البنية التحتية حتى غرقت غزة مع منخفض أليكسا. كما يستمر تضييق مساحة ومدى المياه الإقليمية، وتتواصل ملاحقة الاحتلال للصيادين والاعتداء عليهم، وتتقلص خدمات وكالة الغوث بفعل تقليص الموازنات والفساد بما يقتضي مشاركة المجتمع المحلي في تحديد التوجهات السليمة لخدمات الأونروا والتي بعضها لا يتلاءم مع مصلحة اللاجئ الفلسطيني. والاستجابة لمطالب الموظفين المحقة.
وطالب القيادي في الجبهة الديمقراطية السلطة الفلسطينية بوضع حد لمعاناة المواطنين، كما طالب بصرف رواتب أسر الشهداء 2008-2009 دون تأخير، وكذلك تثبيت توظيف وصرف الرواتب المستحقة والمحقة لمنتسبي الأجهزة الأمنية لـ2005 – 2007، وصرف الرواتب المقطوعة بتقارير كيدية وإعادة صرف رواتب موظفي شركة البحر وتثبيت الموظفين بعقود، وإنصاف موظفي غزة بمساواتهم بموظفي الضفة من حيث العلاوات وتطبيق قانون الخدمة المدنية وهم الذين استجابوا لطلب الشرعية ولا يستحقون العقاب بل الدعم والحقوق.
وحث الرفيق زيدان الإخوة في حماس والسلطة إلى تجنيب وضع الخدمات الأساسية في مجال التجاذبات السياسية مثل الكهرباء، ونطالب هنا بوقف إصدار القوانين سواء المتخلفة في تقييد الحريات أو التي تعقد استعادة الوحدة. ووقف تغيير مناهج التعليم وحمسنتها.
كما جدد دعوة الجبهة الديمقراطية إلى الموافقة الفورية على مبادرتها لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الداخلية، لتنفيذ اتفاق القاهرة في 4 أيار/ مايو 2011 وتفاهمات شباط/ فبراير 2013 في القاهرة وبالارتكاز على وثيقة الوفاق الوطني، وهي مبادرة عملية ملموسة تنص على:
– دعوة حكومة حماس في غزة إلى الاستقالة.
– دعوة حكومة رامي الحمد الله، حكومة السلطة الفلسطينية إلى الاستقالة في اليوم التالي لاستقالة حكومة حماس.
– أن يبادر الرئيس أبو مازن إلى تشكيل حكومة توافق وطني برئاسته من شخصيات مستقلة.
– حكومة التوافق الوطني مسؤولة عن حل القضايا العالقة بالانقسام وتداعياته عملاً بالبرامج الوطنية التي وقعت عليها جميع الفصائل بلا استثناء، والاتفاقات الثنائية الموقعة بين فتح وحماس.
-حكومة التوافق الوطني مسؤولة عن الإشراف على الانتخابات ونزاهتها برقابة عربية ودولية ومؤسسات المجتمع المدني.
-دعوة الإطار القيادي الفلسطيني المؤقت تحت مظلة منظمة التحرير إلى الاجتماع لوضع الآليات اللازمة لذلك، وتحديد سقف زمني لإجراء الانتخابات، وأن يصدر الرئيس أبو مازن أثر ذلك مرسومين: الأول تشكيل حكومة التوافق الوطني، والثاني بالدعوة لانتخابات تشريعية ورئاسية بالتمثيل النسبي الكامل باعتبارها التجسيد الفعلي والديمقراطي للشراكة، وبالسقف الزمني الذي نتوافق عليه بالإجماع الوطني.
وفي خصوص العلاقة مع مصر أكد الرفيق زيدان على موقف الجبهة الثابت بضرورة عدم التدخل في الشؤون المصرية الداخلية إعلامياً وسياسياً وامنياً، كما جدد ادانة الجبهة للأعمال الإرهابية فيها والحرص على استقرار وأمن مصر وعلى أوثق أواصر التلاحم مع الشعب المصري، ودعم خياراته في ثورتي 25 يناير و30 يونيو.
وقال إن شعبنا الفلسطيني يحمل كل التقدير لتضحيات مصر العظيمة وجيشها البطل والذي قدم عشرات الألاف من الشهداء دفاعاً عن مصر والقضية الفلسطينية، معرباً عن أمله من القيادة المصرية الإسراع في معالجة اوضاع معبر رفح وخاصة لجهة فتحه بشكل يومي وطبيعي. كما حيا الأصوات والأقلام المصرية التي تصدت لتجني بعض وسائل الإعلام المصرية على شعبنا الفلسطيني. وأعرب عن أمله أن تراجع حماس سياساتها وبما يمكن من حلحلة المشكلات مع الإخوة في القيادة المصرية وبما يخفف عن شعبنا في غزة الانعكاسات السلبية لتوتر العلاقات الحمساوية المصرية.
وحيا الرفيق زيدان صمود المرابطين في المسجد الأقصى المبارك وصمود أهلنا في القدس ودفاعهم عن عروبة عاصمة دولة فلسطين، داعياً للرد على استمرار عدوان الاحتلال على القدس وعمليات القتل المتصاعدة بوقف المفاوضات العقيمة والتي لم تتقدم خطوة واحدة بعد مضي أكثر من 7 شهور على استئنافها. بل أن الفجوة بين مواقف الطرفين تزداد اتساعاً، تلك المفاوضات التي يستخدمها الاحتلال غطاءً للتنكيل بشعبنا وغطاءً لتعجيل التوسع الاستيطاني وذلك في إطار الحرب الشاملة على شعبنا وبأدنى درجة ممكنة من رد الفعل الدولي.
وثمن عضو المكتب السياسي موقف مجلس النواب الأردني الذي أصدر موقفاً بطرد السفير الإسرائيلي من عمان، وأكد على عروبة القدس وعلى رفضه لأي محاولات إسرائيلية لتقسيم المسجد الأقصى، وحيا الموقف المصري بهذا الخصوص، كما لموقف عربي على مستوى هذه التحديات، وهي تحديات تحتم علينا انجاز الوحدة الوطنية وبشكل فوري لقطع الطريق أمام تمادي إسرائيل بحق شعبنا ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية. وتتطلب دعم التحركات الشعبية وتعزيز صمود أهلنا في القدس سياسياً وإعلامياً واقتصادياً، وتوفير الموازنات الضرورية لذلك، وتوحيد المرجعية الوطنية للمدينة.
ودعا للتوجه لعقد جمعية عمومية للأمم المتحدة لأخذ قرارات تجرم الاستيطان والمساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية والانتهاكات لعروبة القدس. وندعو لدور فاعل ومؤثر لجامعة الدولة العربية ولجنة القدس وغيرها من المؤسسات الحريصة على عروبة القدس ومستقبلها ودعم صمودها في وجه السياسات الصهيونية للاحتلال الإسرائيلي.
وحث على إعادة الأمور إلى نصابها في أسرع وقت ممكن في منظمة التحرير الفلسطينية، كما أكد على الحاجة الماسة لإدخال إصلاحات وطنية ديمقراطية جذرية على أوضاع المنظمة بما في ذلك إجراء انتخابات المجلس الوطني الجديد وفق نظام التمثيل النسبي الكامل، ينبثق عنه مجلس مركزي ولجنة تنفيذية.
واعتبر إن تحويل العام 2014 الذي أعلنته الأمم المتحدة عاماً دولياً للتضامن مع الشعب الفلسطيني، يكون بتحويله عاماً لتصعيد المقاومة الشعبية ضد الاحتلال وصولاً للانتفاضة الشعبية وتضافر جميع أشكال النضال.
ورأى زيدان أن الحالة العربية بدأت مؤخراً تشهد تحولات إيجابية تلتقي في نتائجها مع ثورات: الشعب يريد الخبز (العيش)، الحرية، الديمقراطية السياسية والديمقراطية الاجتماعية (دستور ثورة 30 يونيو في مصر، الدستور التونسي الجديد، قرارات الحوار الوطني الشامل في اليمن)، وأن هذه التطورات تخدم النضال القومي العربي، وفي القلب منه النضال الفلسطيني ضد الاحتلال والاستيطان، الأمر الذي يستدعي سياسة فلسطينية جديدة، تستنهض عناصر القوة الفلسطينية والعربية، مضيفاً إن تجارب الانتفاضات والثورات العربية تؤكد الدرس العظيم: “عندما لا يقع الإصلاح الوطني الديمقراطي والاجتماعي تقع الانتفاضات والثورات”.
وأشار زيدان الى ضرورة العمل لإيجاد الصيغ الائتلافية للتيار اليساري الديمقراطي في الساحة الفلسطينية. خطوة لا بد منها من أجل طي صفحة الانقسام السوداء، والدفاع عن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية من أجل انتصار شعبنا وحقوقه في الحرية والاستقلال والعودة.
وتوجه بالتحية إلى أبناء شعبنا في المنافي والشتات، وبخاصة الصامدين في مخيم اليرموك الباسل. أولئك الذين صبروا على الجوع والقصف والحصار متمسكين بمخيمهم لأنه رمز تشبثهم بحق العودة. نقول لهم نحن شعب فلسطين على أرض الوطن نحييكم ونقول لكم لن نخذلكم ولن نسمح بالتفريط بحق العودة.
كما وجه تحية فخر واعتزاز إلى أسود الحرية المرابطين خلف قضبان سجون الاحتلال يصنعون يوماً بيوم ملحمة الصمود من أجل الحرية. ملحمة نعتز بها نحن أبناء الجبهة الديمقراطية باثنين من أبرز أبطالها: عمر القاسم وسامر العيساوي. أحدهما بالشهادة في ذروة الصمود وثانيهما بالانتصار على الموت في معركة جوع استمرت تسعة أشهر.
المجد للشهداء ومنهم قادة الجبهة الديمقراطية أبو عدنان وخالد نزال والحاج سامي أبو غوش وعاطف سرحان ومراد المجذوب، وأعضاء القيادة المركزية الذين استشهدوا في قطاع غزة، عبد الغني أبو دقة وجبر القريناوي ورائد مصلح وإبراهيم أبو علبة وأحمد سلطان وفتحي الرزاينة، التحية لكل شهداء شعبنا. وبالمقدمة شهداء فلسطين الكبار القادة: أبو عمار – الشيخ أحمد ياسين – أبو علي مصطفى – فتحي الشقاقي – عمر القاسم – بشير البرغوثي – سمير غوشة – أبو العباس – عبد الرحيم أحمد – أبو سمهدانة – زهير محسن وجهاد جبريل.
يذكر ان الاحتفال بدأ بعزف النشيد الوطني الفلسطيني والوقوف دقيقة صمت إجلالا لأرواح الشهداء، ثم رحب عريف المهرجان الرفيق نبيل عطالله عضو أمانة القيادة المركزية بالحضور، واستهل تقديمه بتوجيه التحية لشهداء الجبهة الديمقراطية وعموم شهداء الثورة والشعب، وللأسرى الصامدين في سجون الاحتلال، كما تحدث بإيجاز عن أهمية الذكرى لكونها مناسبة لاستنهاض الجهود، وشحذ الهمم لمتابعة درب الكفاح حتى تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني.
عشرات الآلاف في مهرجان الجبهة الديمقراطية الكبير على أرض ملعب برشلونة في مدينة غزة
12
المقالة السابقة