راجح الخوري/الإبرهيمي حارس مذبحة العصر؟

قبل اسبوعين اعلن الاخضر الابرهيمي فشل مؤتمر جنيف واعتذر الى الشعب السوري، ثم ذهب في صمت غريب ومريب، لا تصريح ولا توضيح ولا اي جهد معلن، الى درجة اننا حسبناه ضائعاً في ذلك النفق الذي قال انه يبحث فيه عن نقطة ضوء في حلكة الازمة السورية.
خلال الجولة الثانية من المحادثات التي استمرت ثلاثة ايام سقط ما يقرب من ٢٨٠٠ قتيل في سوريا، ولست ادري ما اذا كان الابرهيمي الذي خاض في مستنقعات الدم وسيطاً في الازمات، يتوقف عند هذا العدد “القليل” من الضحايا، فمنذ بداية مهمته في منتصف آب من عام ٢٠١٢ حتى الآن وصل عدد القتلى الى ١٥٠ الفاً واللاجئين السوريين الى تسعة ملايين، لكنه بقي في الصمت!
ماذا ينتظر ليعلن اعتذاره عن الاستمرار في “مهمته المستحيلة” كما وصفها منذ البداية، ولماذا كان سلفه كوفي انان اكثر جرأة منه فاعتذر بعدما تبين له انه يواجه اصراراً من النظام وحلفائه الايرانيين والروس على الحل العسكري، الذي سيدمر سوريا ويجعل منها صومال كبرى تفيض مآسيها الارهابية على المنطقة كلها؟
لماذا ينتظر الابرهيمي الآن شهراً كاملاً ليذهب الى الامم المتحدة ويقدم تقريره عن وقائع افشال وفد النظام “جنيف ٢”، بما يجعل الدعوة الى جولة مفاوضات جديدة غير ذي جدوى، وهل يتكرم ويحسب عدد الذين سيقتلون في خلال شهر؟
واذا صح انه ضاق ذرعاً بمهمته حارساً او شاهد زور يسهر على المذبحة السورية، فماذا ينتظر ليستقيل، والأصحّ ان الازمة هي التي ضاقت ذرعاً به وبأسلوبه الغريب، وهو الذي يتنكر لدوره ممثلاً عربياً أيضاً، اذ انه على قطيعة كاملة مع الجامعة العربية وأمينها العام، والأنكى ان بان كي – مون يتعرض لضغوط اميركية وروسية تدعوه الى الاحتفاظ به ممثلاً تحت ذريعة تافهة، وهي ان تغييره الآن سيوحي بوجود خلاف بين الامم المتحدة والجامعة العربية!
ما لا يصدّق ان واشنطن وموسكو تتمسكان به لأن التخلي عنه سيؤكّد مسؤولية النظام السوري عن فشل مؤتمر جنيف، وهو ما سيغضب الاسد ويغلق الأبواب دون اي مفاوضات في المستقبل على رغم ان النظام تعمّد افشال المفاوضات في الجولتين!
لقد راهن كوفي أنان على الاميركيين والروس للمساعدة في الحل واستقال سريعاً بعدما تبيّن له ان حساباتهم المتناقضة ستجعل من سوريا مصيدة لقلب موازين القوى في الاقليم ومقبرة لأكبر عدد ممكن من الارهابيين، فهل يخفى هذا على الابرهيمي؟
طبعاً لا، لكنه تورط منذ سنة ونصف سنة في رهانات خاسرة ولا يريد ان يتوّج حياته الديبلوماسية بالفشل مع ان الاستقالة تعفيه من ان ينتهي حارساً غارقاً في وحول مذبحة العصر!

rajeh.khoury@annahar.com.lb

شاهد أيضاً

بين خطرين: اسرائيل و ايران* رمضان الرواشدة

عروبة الإخباري – تواجه المنطقة العربية خطرين شديدين لا يقلان عن بعضهما ،ويهددان الأمن القومي …

اترك تعليقاً