الحسين:” ولما كنت خادما للشعب ،فقد كان علي أن أعطي الأردنيين مزيدا من المسؤوليات ” قرار مجلس الوزراء رقم 198 محطة مفصلية في تاريخ الجيش العربي السادات :”سلمت يمناك يا حسين”.
عروبة الإخباري – إعداد مديرية التوجيه المعنوي- تعريب قيادة الجيش العربي قصة وطن، وشجاعة قائد عز نظيرها في حقبة زمنية شهدت محطات مفصلية من عمر المملكة الأردنية الهاشمية ، فقد كان الحسين بن طلال رحمه الله ملكا في ريعان شبابه عندما اتخذ قراره التاريخي والمفصلي في زمن التكتلات الدولية والحروب ، وتربص الأعداء بنا من كل حدب وصوب ،وسلب قرارات القادة العسكريين أبناء الجيش العربي ،صفوة الصفوة من أبناء الأرياف والبوادي والمدن الأردنية .
فالملك الشاب الذي لم يمضِ على توليه سلطاته الدستورية أربع سنوات استطاع بشجاعته وحكمته وقوة بصيرته من إعادة ترتيب البيت الأردني ، ومن سعة إدراكه بأن الجيش هو أساس الدولة ، وسر منعتها وقوتها ، ففي يوم الخميس الأول من آذار عام 1956 اتخذ المغفور له جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه قراره التاريخي بتعريب قيادة الجيش وإعفاء الجنرال كلوب من منصبه بالإضافة إلى بقية القيادات الانجليزية.
ويقول جلالته في كتابه (مهنتي كملك) “يجهل الرأي العام عموما أن عزل الجنرال كلوب كان قضية أردنية تماماً ، لأن كلوب كان قائداً عاما للجيش العربي الأردني ، وكان يعمل لحساب حكومتي” ، وقد كان قرارا مفصلياً في حياة الأردن السياسية والعسكرية، وكان المغفور له جلالة الملك الحسين يدرك أبعاد خطوته الخطيرة والجريئة وما سيترتب عليها ولكنه كان مؤمناً واثقاً بنفسه وبمن يعمل معه على صعيد القوات المسلحة وأبناء الأردن الغيورين على مستقبل هذا الحمى العربي الهاشمي الأصيل .
وقد أمر جلالته بترقية العميد راضي حسن عناب إلى رتبة لواء وتعيينه رئيساً لأركان الجيش العربي وبذلك يكون اللواء عناب أول ضابط عربي أردني يتولى رئاسة أركان الجيش العربي ، وألقى المغفور له جلالة الملك الحسين القائد الأعلى كلمة للشعب الأردني أوضح فيها سبب اتخاذه هذا القرار التاريخي الذي رأى أنه لمصلحة الأردن والجيش العربي ، وبُث الخطاب عبر الإذاعة الأردنية.
لقد كان قرار المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه القاضي بتعريب قيادة الجيش قرارا هاما وتاريخيا ومفصليا في الحياة السياسية والعسكرية في الأردن ، كما كان قرارا شجاعا وحكيما وجريئا من جلالته ، ويعتبر استكمالا للقرار السيادي العسكري والسياسي في الأردن ، حيث ترتبت عليه نتائج كبيرة وهامة كان لها تأثيرها على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي.