عروبة الإخباري – دحضت رئاسة الجمهورية الجزائرية إشاعات راجت خلال الأيام القليلة الماضية، عن نية الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عدم الترشح إلى الانتخابات الرئاسية، بعد إصابته بجلطة دماغية أبعدته عن البلاد فترة طويلة للعلاج في فرنسا. وأعلنت أمس أنه أودع وزارة الداخلية طلب ترشحه وسحب وثائق جمع التوقيعات للانتخابات الرئاسية المقررة في 17 نيسان (أبريل) المقبل.
وجاء في نبأ بثه التلفزيون الرسمي أن رئاسة الجمهورية أكدت أن بوتفليقة أودع لدى وزارة الداخلية «رسالة نية الترشح» وسحب وثائق جمع التوقيعات.
ويفرض قانون الانتخاب على كل مرشح جمع 600 توقيع من الأعضاء المنتخَبين في البرلمان والمجالس المحلية، أو جمع 60 ألف توقيع من المواطنين المسجلين في القوائم الانتخابية.
وتنتهي مهلة تقديم الترشيحات في 4 آذار (مارس) المقبل، على أن يبت الطلبات المجلس الدستوري في فترة أقصاها عشرة أيام.
وكان رئيس الحكومة عبد المالك سلال أعلن في وقت سابق أمس، ترشح بوتفليقة للانتخابات، وقال إن قرار الرئيس يأتي «استجابةً للدعوات الملحة لترشحه، ومن أجل استكمال برامجه التنموية».
وقال سلال على هامش افتتاحه الندوة الأفريقية حول الاقتصاد الأخضر في ولاية وهران (400 كلم غرب العاصمة) أمس: «زرت 46 ولاية من أصل 48 ووجدت أن جميع المواطنين يطالبون بترشح بوتفليقة. الرئيس بصحة جيدة ولديه كل القدرات العقلية والرؤيا الضرورية لتحمل هذه المسؤولية».
وذكرت مصادر حكومية أن الرئيس الجزائري سيعلن ترشحه في تسجيل يبثه التلفزيون الحكومي. وكشفت أن رئيس الوزراء قد يتولى قيادة حملة بوتفليقة الانتخابية، متوقعةً تغييراً حكومياً في غضون ساعات، بموجبه يصبح وزير الطاقة يوسف يوسفي رئيساً للحكومة بدلاً من سلال.
وجاء إعلان الترشح في مؤتمر صحافي عقده سلال على هامش الندوة الأفريقية.
وفي سياق متصل، وصف الأمين العام لحزب «التجمع الوطني الديموقراطي» عبد القادر بن صالح المقاطعين لاستحقاق 17 نيسان بأنهم فاشلون. وقال إنهم يدركون أن «حظوظهم ضعيفة وبرامجهم السياسية غير مغرية» ولهذا «يسعون إلى تبرير فشلهم المسبق بالدعوى إلى العزوف والمقاطعة».
وتسبب غياب الرئيس الذي عاد إلى الجزائر بعد 80 يوماً من العلاج في مستشفى «فال دو غراس» العسكري ثم مؤسسة «انفاليد» المتخصصة في فرنسا، بصراع في المؤسسة العسكرية دفع ثمنه قادة بارزون في جهاز الاستخبارات، على رأسهم قائده الجنرال محمد مدين (توفيق). واضطر بوتفليقة للتدخل ببيان رئاسي قبل أيام، لوضع حد لهذا الصراع، مندداً بـ «عملية مدروسة» لضرب استقرار الجيش والاستخبارات والرئاسة.