عروبة الإخباري – بدأ سمو الأمير الحسن بن طلال حديثه عن المغفور له بأذنه تعالى جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه” بقوله عندما اتحدث عن اخي الحسين فإنني اتحدث عن ملهمي ومعلمي وملهم عقود من مسيرة قضيناه معا في خدمة الصالح العام.
وقال سموه في محاضرة له بدعوة من معهد الاعلام الاردني اليوم الاربعاء، بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لوفاة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، أن المؤامرات التي كانت تحاك لهذا الاقليم شكلت التحدي الاكبر للحسين الذي بدأت رحلته منذ بدايات الدعوة الى النهضة العربية.
واضاف” عندما نستذكر الحسين رحمه الله “فإننا نستذكر ظاهرة في العمل السياسي لم تُنصف، واذا اردنا رثاءه فإنني كما افهم الحسين لن يقبل ان يرثى بكلمات التملق وإنما بالاعتراف بفضله على الامة” وانا اوافق كل ما قاله بانه مواطن وشريف نسبا وخلقا.
وجال سموه في مراحل بناء الدولة مستعرضا جل التحديات التي واجهها الحسين بكل عزيمة واقتدار رافعا شعار (الانسان اغلى ما نملك) مرسخا فكرة ان المواطن هو الهدف والغاية.
واشار خلال المحاضرة التي حضرتها سمو الاميرة ريم علي مؤسس المعهد ومجلس ادارة وطلبة المعهد وعدد من المسؤولين في المجال الاعلامي، الى ان خيارات الحسين كانت دائما تنسجم مع الارادة الشعبية، لافتا الى “ان السياسة الاردنية تتأقلم مع الظروف وتدرك اهمية استقلالية صوت الاردن في المحيط العربي”.
وفي معرض رده على اسئلة الطلبة، قال ان هناك فرقا كبيرا” بين الورقة الرابحة المخطط لها وبين المغامرة العشوائية” في اشارة الى الحروب التي خاضها العرب مع اسرائيل دون تخطيط وتنسيق مشترك.
وتابع سموه يقول: كان الحسين يعرف معنى ان نخطط نحن لمستقبلنا لا ان يخطط لنا، فجاء اقراره لخطط التنمية المحلية التي مكنت الاردن من الوقوف بوجه مآلات حرب 1967 مشيرا سموه الى ان فترة السبعينيات، كما هي مرحلة الثمانينات شهدت التركيز على الداخل.
وخاطب سموه الطلبة: عليكم فهم الماضي لمعرفة الحاضر معبرا عن ألمه من غياب الذاكرة المدونة التي تمكننا من الاستمرار والابداع.
ودعا الى ضرورة مأسسة العمل العربي “للانتقال من مرحلة التذمر من وجود المواطن العربي على ارضنا الى مرحلة الافتخار بالمقدرة على النهوض من جديد”، معتبرا ان ذلك من شأنه ان يسهم في تحقيق اهداف الالفية للتنمية.
واشار الى ضرورة تبني خطط تستند الى تحديد الاولويات والواقع، مبينا ” ان هناك فرقا بين الخطط الآنية التي تتخذ لحماية المجتمعات المضيفة وبين الخطط الاقليمية المبنية على قاعدة معرفية سليمة انسانية واقتصادية”.
ودعا الى تحديد الاولويات وتمييز المهم من الاهم وان نتعلم كيف ندير الموارد، وقال ” لا ارى ابداعا دون فهم المعطيات الاساسية”، مبينا ان مقاومة الفساد تكون بالحكومة الرشيدة التي تعني التواصل الانساني مع الناس.
ورأى ان تاريخ الاردن والمنطقة العربية بحاجة الى اعادة كتابة بنظرة تحليلية وليس بنظرة سردية، وقال” كيف يمكن لنا ان نراقب ونتابع في ظل غياب قاعدة معرفية تستند الى معلومات انسانية”.
واعتبر انه آن الاوان للحديث عن تقرير المصير المؤسسي، ومواجهة هجرة راس المال، وتراجع النظام التعليمي، داعيا الى ضرورة الاسهام في بناء حوار وطني اردني يستند الى ” نواميس ديمقراطية”.
ودعا الى ضرورة تفعيل ادوار الجامعات ومؤسسات المجتمع المدني والسلطات الثلاث لمواجهة تحديات متطلبات التنمية.
وكان سمو الامير جال في مرافق المعهد، واستمع الى شرح من سمو الاميرة ريم علي عن اهداف وبرامج المعهد الذي يسعى الى بناء جيل متميز من الصحافيين المهنيين وتطوير مهنة الصحافة في الاردن والمنطقة.