لم أجد تعبيراً بليغاً لوصف الإخوان المسلمين وهم داخل الحكم أو خارجه بأفضل مما وصفهم وزير الخارجية الأسباني السابق موراتينوس في أحد منتديات أصيلة المغربي، حين قال «إن ما يسمى بالربيع العربي في بعض بلاد العرب، قد جاء بحكومات جديدة إلى مواقع السلطة، وإن أهم ما يميز هذه الحكومات أنها أقل من اللحظة التاريخية التي قذفت بهم إلى الحكم»..
موراتينوس، حسب الزميل سليمان جودة في «الشرق الأوسط»، قال هذا الكلام أثناء وجود الإخوان في الحكم في مصر.. ولم يكونوا قد سقطوا بعد، ورغم أن كلامه جاء قبل سقوطهم بأسابيع، فإنه بدا في حينه وكأنه كان يقرأ الواقع بشكل دقيق! ومعنى كلام الوزير الأسباني بوصفه الإخوان المسلمين بالحكم أنهم «أقل من اللحظة»، فهذا يعني في الكويتي الفصيح أنهم «مو كفو حكم».. وقد تبين ذلك جلياً وواضحاً في تخبطهم وفشلهم الذريع في إدارة شؤون الحكم في مصر خلال السنة العجفاء التي تولوا فيها الحكم.. وقد نتج عن فشل الإخوان المصريين في الحكم أن «رموا بلاويهم» على الآخرين فاتهموا دولة الإمارات بمعاداتهم.. مع أن دولة أخرى كقطر تساندهم مساندة غير مسبوقة! ولم يقتصروا على اتهام الإمارات بمعاداتهم، بل حرّضوا أتباعهم في الإمارات على نظامها الحاكم.. وحركوا أبواقهم هنا في الكويت لتنصيع صفحات تاريخهم وحاضرهم الأسود، ومحاولة تبرئتهم من كل البلاوي التي ارتكبوها وهم خارج الحكم وداخله وخارجه مرة أخرى.. فها نحن نراهم ضالعين في ارتكاب أعمال عنف لم يألفها المصريون منذ زمن في ترويع المدنيين الآمنين واغتيال القيادات الأمنية، ومحاولة زعزعة السلطة.
سليمان جودة يقول «كل الرجاء أن يدرك أصحاب الفكر المتطرف، في داخل الإخوان وغيرها من جماعات تنتمي إليها في داخل مصر وخارجها في أن فكرهم «ابن لحظة مضت»، يعني «راحت عليهم» لأن فكرهم واللحظة التي نعيشها لا يلتقيان!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
علي أحمد البغلي