يحاول وليد المعلم ان يقطع طريق مجلس الامن على الاخضر الابرهيمي، الذي يفترض ان يرفع تقريراً يحمّل النظام السوري مسؤولية إفشال مؤتمر “جنيف – 2″، بعدما اسقط عليه برميلاً متفجراً باصراره على رفض البحث في مسألة الانتقال السياسي على رغم ان دعوة بان كي – مون الى المؤتمر اكدت ان الهدف هو مناقشة هذا البند تحديداً.
يقول المعلم ان “المؤتمر لم يفشل بل حقق تقدماً عظيماً وهو الاتفاق على جدول اعمال يكون العنف والارهاب بنده الاول”، هذا ليس صحيحاً لأن الابرهيمي حمّل النظام صراحة مسؤولية افشال المحادثات لأنه يرفض البحث في الانتقال السياسي ولو بنداً ثانياً، ويتمسك باغراق جنيف في جدلية موضوع العنف والارهاب.
اذا كانت المحادثات انتهت بالفشل وهو ما دفع واشنطن الى الحديث مجدداً عن تسليح المعارضة المعتدلة، واذا كان النظام قد ظهر على حقيقته بافشاله المؤتمر واصراره على الحل العسكري، على رغم ان وفد المعارضة اكد ان اولى مسؤوليات هيئة الحكم الانتقالي مكافحة الارهابيين وطرد المقاتلين الاجانب من سوريا، فمن الواضح ان ادعاء المعلم ان المؤتمر لم يفشل انما يهدف الى كسب مزيد من الوقت للمضي في المذبحة التي ينفذها النظام (قُتل ما يقرب من ٢٥٠٠ خلال فترة المحادثات) عبر تركيز الاهتمام الدولي على المحادثات الفاشلة بدلاً من يوميات المذبحة المفتوحة في سوريا.
لو كان هناك قيد انملة من التقدم لم يكن الابرهيمي ليقدم الاعتذار الى الشعب السوري لأنه لم يتمكن من احراز اي شيء ولم يكن ليتحدث عن الحاجة الى “معجزة ليخرج السوريون المحاصرون” بنيران النظام الذي يستند الى دعم روسي كريه وصل الى حد رفض البحث في الممرات الانسانية في مجلس الامن.
يقول الابرهيمي: “ان تطبيق مؤتمر بيان جنيف يبدو امراً معقداً جداً، ونحن نضع الفشل دائماً امام اعيننا، ولو كنا نبحث عن نقطة ضوء في نفق مظلم”، ثم يقفز المعلم ليزعم ان هناك تقدماً، وهذا امتهان للواقع وللامم المتحدة واستقطاع مزيد من الوقت للقتل والتهجير.
بازاء شكوى الابرهيمي من التعقيد في بيان “جنيف – ١”، تقضي الامانة دائماً بالعودة الى بداية ايار من عام ٢٠١٢ لتوجيه تحية الى الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء قطر السابق، الذي اشتبك يومذاك في ملاسنة قوية مع سيرغي لافروف، على خلفية اعتراضه ورفضه الموافقة على الفخ الذي دسه لافروف في بيان جنيف، وهو المتعلق بعدم توضيح موقع بشار الاسد من هيئة الانتقال السياسي، يومها خرج من المؤتمر متجهماً وغاضباً لأنه ادرك منذ تلك اللحظة مدى التعقيد الكبير الذي يتحدث الابرهيمي عنه اليوم… والمذبحة مستمرة!
راجح الخوري/البراميل تدكّ حمص… وجنيف؟
13
المقالة السابقة