عروبة الإخباري – قال رئيس هيئة الطاقة الذرية الدكتور خالد طوقان ان الهيئة تعد لاستقطاب شريك استراتيجي لاستخراج اليورانيوم وادارة المشروع بكفاءات اردنية وستعلن خلال النصف الاول من العام الحالي عن احتياطي المنطقة المستكشفة من وسط الاردن من خام اليورانيوم.
واضاف لدى لقائه اعلاميين في وكالة الانباء الاردنية والتلفزيون الاردني زاروا الهيئة امس الاحد ان اراضي المملكة تحتوي على ثروة استراتيجية من خام اليورانيوم تقدر بحوالي 65 الف طن حسب تقديرات سلطة المصادر الطبيعية ويجري العمل على استخلاصه في اطار خطة شاملة بتخصيص جزء من اليورانيوم للاستهلاك المحلي وتصدير الفائض متوقعا ان يوفر اليورانيوم المستخلص محليا ملياري دينار سنويا ينفقها الاردن سنويا على الوقود الثقيل المستخدم لإنتاج الكهرباء.
وقال ان الهيئة طرحت عطاءات اجراء دراسات موقع تفصيلية ودراسة الاثر البيئي لأول محطة نووية اردنية متوقعا انجاز الدراستين خلال عامين من الان.
وعرض طوقان آليات اختيار موقع اول محطة نووية اردنية مع مراعاة زلزالية المنطقة ومياه التبريد والاثار البيئية والتجمعات والكثافة السكانية والمخاطر الناجمة عن النشاطات البشرية، مؤكدا ان التصاميم الجديدة للمفاعلات النووية تقلل نسبة الخطر.
وقال ان المفاعل من شانه تزويد المملكة بكهرباء كلفة الكيلوواط ساعة 60 فلسا ويوفر حوالي 40 %من الطاقة الكهربائية في المملكة توفر وقودا ثقيلا بكلفة اجمالية تبلغ حوالي ملياري دينار سنويا مشيرا الى ان المملكة تعمل حاليا على اعداد القدرات الوطنية بتدريب حوالي 800 مهندس نووي لكل محطة نووية.
واشار إلى التحديات التي يشهدها قطاع الطاقة في المملكة، وانها تفرض التوجه للطاقة النووية خيارا لطاقة المستقبل لضمان تنويع مصادر الطاقة المحلية من خليط الطاقة الكلي في ظل استيراد المملكة حوالي 97 %من احتياجاتها من الطاقة.
وقال ان هذه التحديات لفتت اهتمام صناع القرار في المملكة للمضي قدما في مشروع توليد الكهرباء بواسطة الطاقة النووية.
وعرض الدكتور طوقان مراحل تنفيذ البرنامج النووي الاردني والتي تتمثل بمرحلتين وفق المعايير وبالاعتماد على الخبرات العالمية بالاستفادة من التطور الذي حققه الجيل الثالث من المفاعلات النووية الحديثة من حيث الامان المتطور بما فيها الاطفاء التام والتبريد الذاتي وتمتعها بحجرات مصائد للوقود المنصهر.
وقال ان اختيار موقع المحطة النووية تم بالاعتماد على دراسات شملت جميع مناطق المملكة وتم خلالها تحديد الاماكن المحتملة لإقامة المحطة وتم اختيار منطقة قصر عمرة للمشروع الذي سيعتمد على مياه محطة خربة السمرا لتبريد المفاعل وسط تقديرات بتوفير حوالي 45 مليون متر مكعب سنويا اضافية من المياه لاستخدامها في عملية تبريد المفاعل.
وعرض طوقان مميزات موقع عمرة وقال ان المكان بعيد عن التجمعات السكانية والمدن الكبيرة وبعده عن المناطق الزراعية والصناعية الحيوية ولقربه النسبي من مصدر مياه التبريد من محطة تنقية خربة السمرا وتمتاز المنطقة بزلزالية منخفضة كما تمتاز بطوبوغرافية مستوية تقلل كلف توفير البني التحتية، ونقل المياه عبر الانابيب الى موقع المحطة النووية بالإضافة الى قرب الموقع من خطوط النقل لشبكة الكهرباء الوطنية بما يقلل كلف نقل الكهرباء ، وتخفيض الفاقد ومن شبكة الطرق الرئيسة في المملكة عدا عن توفير الحماية اللازمة للمحطة النووية من الاخطار الخارجية.
وفيما يتعلق بالنفايات النووية، قال الدكتور طوقان ان طرقا حديثة تستخدم حاليا وتعالج من خلالها النفايات النووية وان مباحثات مع الجانب الروسي تجري لإعادة النفايات لبلد المصدر وهو احد الخيارات.
وقال ان اختيار التكنولوجيا الروسية تم بالاعتماد على ثلاثة اسس (فنية ومالية واقتصادية) مؤكدا ان المفاعلات الحديثة تتمتع بخاصية الامان المتطور وتراعى فيها الجوانب الفنية لتفادي المشاكل السابقة بما في ذلك عند الاطفاء التام والتبريد الذاتي ووجود حجرة مصائد الوقود المنصهر.
وعرض تفاصيل الخيار الروسي وقال انه يشمل تكنولوجيا المفاعلات النووية الروسية والمقدم من شركة(اتوم ستروي اكسبورت) كجهة مزودة للتكنولوجيا النووية وتم اختيار شركة (روس اتوم افرسيز) كشريك استراتيجي ومستثمر/ ومشغل للمحطة النووية الأردنية الأولى، وفق اتفاقية تبرم بين الحكومتين الاردنية والروسية.
وبهذا الخصوص قال ان انجاز المشروع سيتم على مرحلتين الاولى تمتد لمدة عامين وفيها تنفذ الدراسات التفصيلية للموقع ودراسة إنشاء المرافق اللازمة للمحطة من حيث مياه التبريد وشبكة النقل والشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى اجراء المفاوضات، حيث من المتوقع أن يتم خلال هذه المرحلة تخفيض على سعر الكهرباء المولدة.
اما المرحلة الثانية فيتم خلالها توقيع العقد والمباشرة بتنفيذ وبناء المشروع.
وبحسب الدكتور طوقان فان مساهمة الجانب الروسي في المشروع ستكون بنسبة 9ر49 %من كلفة المحطة النووية الاردنية وعلى ان تكون نسبة الطرف الاردني 1ر50 %مشيرا الى محطات مرجعية روسية تستخدم نفس التكنولوجيا وقد تم ترخيصها وبناؤها وهناك محطات نووية قد تم تشغيلها حالياً.وعن عناصر المشروع، قال انه يشمل مفاعلين نوويين بقدرة 1000 ميغاواط لكل منهما، وان الطاقة الكهربائية المولدة من المفاعلات النووية هي مجدية اقتصادياً وتنافس في جدواها الكهرباء المولدة من اي مصدر آخر فضلا عن العمر التشغيلي للمحطة النووية الذي يصل الى 60 عاماً.