ما يفكر به الصهاينة و هذا بالأمر الطبيعي للحفاظ على كينونتهم بالاتساع و الانتشار في أقرب المناطق تربطهم بالحدود فهذه الخطوة الأولى لاضطراب الشعبين الأردني و الفلسطيني و نحن بالمقابل نثق بالقيادة الهاشمية و اهتمامها المطلق في وحدة الشعبين و نثق تماماً أن الأردن لا يقبل بالتبادل و قدير على المفاوضات الإيجابية لصالح الشعبين..
ما يثير التساؤل ماذا بعد..؟ لا يستطيع أحد التكهن بالخطط المستقبلية للفكر الصهيوني فليكن الفكر الأردني متيقظاً لأية مفاجآت يقبل عليها الصهاينة و هم يعلمون جيدأ أن مساعي الأردن هو الحفاظ على الأراضي الفلسطينية و القدس بالدرجة الأولى .. فكيف سيسمح الأردن المساس بأراضيه او الاستغناء عنها مهما ضاقت سبل العيش ..
فالعالم أجمع يعلم تذمر الشعب الأردني و تمرده على حكومته والضعف الظاهر في نواب مجلس الأمة مما أثار فضول الأعداء في استغلاله من أجل مصالحهم تحت قناع يسمونه – مد يد العون لحل الأزمة – و زعزعة الصفوف الأردنية .. أو أنها دعوة للمنظمات الإسلامية المقنعة للتوجه إلى الأغوار لتظهر بمظهر المدافع و هي بالأصل المعاون و إرغام الجيش للتجمع هناك و تدمير قاعدته من أجل أن يزهر الربيع في أغواره..؟!
يتطلب الحذر ثم الحذر من كل أردني في كافة المواقع من التهام الفتنة التي لا تهضم و لا تحمد عقباها .. فالخوف يأتي من مشروع (جون كيري) بتنفيذ مآربه من قبل جهات متآمرة على الشعب الأردني الفلسطيني و فصلهم من خلال أدمغة لا تأبه إلا الخضوع و الاقتناع بخططهم..
الخوف الأكبر من القيادة الفلسطينية بأن تنساق وراء هذا المشروع لتصبح فلسطين خارجة عن الإطار.. على السلطة الفلسطينية أن تسجل موقفاً تاريخياً لها في الحفاظ على الهوية الفلسطينة و الأراضي الفلسطينية و رفض الاستيطان وعدم التنازل عن القدس تلك الرمزية العربية الإسلامية كعاصمة فلسطين و هذا شأن غير قابل للتفاوض قطعياً و لا يجوز الخوض فيه بأي شكل من الأشكال..
إسراء أبو جبارة
كاتبة و محللة سياسية