عروبة الإخباري – عقد البيت الأدبي للثقافة والفنون لقاءه الشهري رقم (111) يوم الخميس الماضي في الزرقاء، حيث بُدِئ بكلمة افتتاحية لمؤسسه ومديره القاص أحمد أبوحليوة الذي رحب بالحضور عامة ووفد إربد خاصة، إذ تكوّن من كلٍّ من الرئيس السابق لرابطة الكتاب الأردنيين / فرع إربد الشاعر عبدالرحيم جداية والروائي الدكتور علي هصيص والشاعر أيسر رضوان والشاعر محمد العمري.
فعاليات اللقاء استهلت بافتتاح معرض الفنان التشكيلي أسامة النجار من قبل ضيف اللقاء رئيس جمعية الفن التشكيلي في الزرقاء الفنان التشكيلي أحمد القزلي، وقد امتازت لوحات النجار باعتمادها على المدرسة الواقعية في الرسم متخذة من أحضان الطبيعة الموضوع الرئيس لمعظم لوحات المعرض، هذا ويذكر أن الفنان التشكيلي أسامة النجار من مواليد الزرقاء عام 1975.
بعد ذلك بدأت الفقرة التاريخية للقاءات البيت ألا وهي فقرة القراءات الإبداعية التي أدارها الأستاذ محمد السماعنة وقد توزعت على الشعر والقصة والخاطرة، حيث امتازت بقوتها وتنوعها وشارك فيها عدد من المبدعين والمبدعات هم : أحمد أبوحليوة وأحمد أبوقبع وأحمد المصري وأمل عقرباوي وأيسر رضوان وتوفيق استيتة وجميل الدوايمة وخالد السبتي وديمة أبوزيد وربى الريماوي وعبدالرحيم العدم وعبدالرحيم جداية وغفران حمادة ومحمد العمري، ليلي ذلك مداخلات الحضور وتقديمهم لآرائهم النقدية ومن ثمّ الاستماع لردود المشاركين.
تلت القراءات الإبداعية الفقرة المسرحية التي قدّمتها بكل اقتدار مجموعة وخزة للفنون الأدائية تحت عنوان (بعد موت الضمير .. الجراح لا تلتئم) وهي من تأليف وإخراج الفنان المسرحي القدير عبدالحكيم عجاوي، وفي هذه الوخزة المسرحية ظهر الاهتمام بتحقيق مقومات المسرح أكثر من أي وقت مضى رغم الإمكانات المتواضعة ، فكان هنالك الاهتمام بالديكور والملابس والمكياج والموسيقى والإضاءة، وقبل ذلك كله الأداء.
بعد ذلك كان الحضور على موعد مع فقرة التفاعل الاجتماعي (الاستراحة) التي أسهمت وتسهم في تحقيق أواصر الترابط الأسري والتعارف العام بين أبناء البيت الأدبي بكل دفء وحميمية وإنسانية، على اختلاف مشاربهم الثقافية وتعدّد مجالاتهم الإبداعية وتنوع رؤاهم الفكرية.
فقرة ضيف اللقاء أدارها أبوحليوة وجاءت هذه المرة دافئة وقريبة من جميع الحضور لاسيما وأنها أتت لرمز تاريخي من رموز مسيرة البيت الأدبي للثقافة والفنون، الرجل الثاني فيه القاص المبدع أحمد القزلي صاحب الباع الطويل في الحراك الثقافي الزرقاوي، وذلك بمناسبة صدور مجموعته القصصية الأولى (أشياء برسم الأكل).
تحدّث القزلي باقتضاب عن تجربته وقرأ بعض النصوص وكذلك بعضاً من قصص المجموعة التي طال انتظارها، ليستمع بدوره لآراء الحضور الذين أشادوا به إنساناً وكاتباً له أسلوبه الخاص المميّز في الكتابة الواضحة اللفظ والعميقة بل الجارحة الدلالة والتي تنتمي إلى الأدب الساخر، الذي يدفعك على الضحك من النص والبكاء دون دموع خزياً من الذات الجمعية التي تشكل الأبعاد الاجتماعية والسياسية لواقع رزح طويلاً تحت طائلة العفونة.
وفي ختام اللقاء استمع الحضور واستمتعوا بعزف الفنان ناصر ناصر على العود وغنائه لأغنية (بتعن على بالي) وهي من كلمات القزلي وألحان وغناء ناصر، الذي غنى أغنية ثانية حملت عنوان (نشيد الانتفاضة) وهي من كلمات الشاعر إبراهيم نصرالله وألحان وغناء الفنان كمال خليل، وهي أغنية معروفة من أغاني فرقة بلدنا، وعلى أنغامها أسدل البيت الأدبي للثقافة والفنون الستار على لقائه الشهري الحادي عشر بعد المئة والذي امتاز بتميّز فقراته وقوتها بشكل ملحوظ أشاد به الجميع.