عروبة الإخباري – قال الناطق السابق باسم الخارجية السورية، جهاد المقدسي، في مقابلة مع CNN شكلت أول ظهور إعلامي له منذ مغادرته منصبه، إن النظام مازال يؤمن بإمكانية الحل العسكري، داعيا المجتمع الدولي إلى التركيز على منح الشعب فرصة “الفوز بالنقاط” عوض التركيز على “الضربة القاضية” وإسقاط الرئيس بشار الأسد، خاصة وأن المطلب الحالي بات تغيير النظام.
وقال المقدسي، في المقابلة التي جرت عبر الهاتف معه من مكان وجوده بدولة الإمارات العربية المتحدة، ردا على سؤال حول سبب شن النظام السوري لحملته الجوية الحالية التي استدعت ردود فعل دولية بالتزامن مع المحادثات في جنيف: “مقدسي: أظن أن الحكومة السورية مازال تؤمن بالحل العسكري للأزمة ، ولم تدرج الحل السياسي على قاموسها بعد.”
وأضاف: “ولكن على المجتمع الدولي بدوره تطوير وجهة نظره حول ما يحصل بسوريا لأن الثورة لم تعد مجرد انتفاضة ضد الأسد . من الصحيح أن هناك فشل في السياسة الأمريكية حيال سوريا، وذلك بسبب تركيزها على الأسد، بينما ما يريده الشعب هو التركيز سوريا وتحقيق التغيير.”
وتابع المقدسي قائلا: “إذا أردنا سياسة ناجحة فعلينا أن نعرف أن عملية السلام في جنيف هي حصيلة تفاهم بين روسيا وأمريكا، وبالتالي فإن مصير الأسد لم يعد مطروحا على الطاولة لأن الهدف الأساسي من إعلان جنيف الأول هو تغيير النظام في نهاية المطاف . لذلك علينا التركيز على عدم شخصنة الصراع والفوز بالضربة القاضية، يمكن للمجتمع الدولي أن يساعد الشعب السوري على الفوز بالنقاط.”
وعن أسباب قراره بمغادرة منصبه بعد 14 سنة قضاها في الحكومة السورية قال مقدسي: “هذا سؤال مهم، لقد عملت في منصب دبلوماسي 14 سنة، وفي العام الماضي كنت الناطق الرسمي باسم الحكومة، وكنت أتمنى أن يقوم الرئيس بإجراء بعض الإصلاحات وامتصاص صدمة الثورة في شوارع سوريا، ولكن هذا الأمر لم يحصل.”
وأضاف المسؤول السوري السابق: “هناك جانب شخصي أيضا لا أحب التحدث عنه، ولذلك قررت الاستقالة في نهاية المطاف لأنني لم أعد أشعر بالانتماء إلى هذه الأجندة، أنا أنتمي إلى أجندة تقول بضرورة الاعتراف بالشعب السوري وبناء الشراكة من أجل تحقيق تطلعات الشعب.”
وحول ما قاله رئيس جهاز الأمن القومي الأمريكي عن تزايد قوة الرئيس السوري بعد الاتفاق حول تدمير ترسانة دمشق من السلاح الكيماوي قال المقدسي: “لا أظن أن الأسد ازداد قوة، وإنما تمكن من شراء المزيد من الوقت لأنه بحال كان هناك رغبة بإنجاز الاتفاق بين الحكومة والأمم المتحدة فسيكون هناك ضرورة لبقاء الحكومة، وبالتالي بقاء النظام الحالي.”
وأردف مقدسي قائلا: “لقد تمكن الأسد من شراء بعض الوقت، لكن هذا الأمر غير مهم، فالمأساة في سوريا لا تتعلق بنوعية السلاح الموجود لدى الحكومة، إذ يمكن قتل الناس بالأسلحة التقليدية مثل قطع الرؤوس والسكاكين والرصاص والصواريخ.”
ودعا المقدسي إلى ضرورة محاسبة من تورط باستخدام السلاح الكيماوي في سوريا، حتى وإن النظام بحسب ما يشير محللون دوليون، كما أعرب عن صدمته حيال الصور التي تكشفت عن جثث المعتقلين في السجون السورية قائلا: “أشعر بالصدمة لأن هذا الأمر قد يحصل لي أو لأي شخص في سوريا.”
وتابع المقدسي قائلا: “اليوم نريد التوصل إلى وقف لإطلاق النار والعمل على المصالحة الوطنية والوصول إلى تحقيق عدالة انتقالية، فبدون تلك العدالة لن يكون بوسع الناس العودة إلى منازلهم، بل سيواصلون القتال والثورة، فالطريقة الأفضل لتهدئة الخواطر هي تحقيق العدالة.”