عروبة الإخباري – زاد لهيب المواجهات شمال اليمن، إذ اجتاح الحوثيون مراكز قبائل حاشد بما فيها قرية الخمري مسقط رأس عائلة الأحمر التي تتزعّم القبيلة وأحرقوا منزل رئيس مجلس النواب السابق الشيخ عبدالله الأحمر، وفيما قتل انفجار عبوة ناسفة مسؤول أمني رفيع في عدن، دشّن رجال قبائل رجلاً ألمانيا للإفراج عن أقارب لهم أزمة جديدة تحاول صنعاء وبرلين حلها في أسرع وقت ممكن.
ومع استمرار المواجهات العنيفة كشفت مصادر قبلية عن اجتياح الحوثيين مدينة حوث المعقل الآخر لعائلة آل الأحمر بالدبابات وهدموا بعض المنازل، فيما قدّرت المصادر ذاتها عدد القتلى بنحو ستين قتيلاً فيما أسر الحوثيون بعض رجال قبيلة حاشد على حد قولها.
وأوضحت المصادر أنّ رجال القبائل انسحبوا من مدينة حوث بعد نفاد بعض الذخائر والأسلحة إلى جهة مرتفع عجمر ورميض الجبلان المطلان على مدينة حوث، فيما واصل الحوثيون تقدّمهم نحو هذه المرتفعات للسيطرة عليها والاقتراب من مركز عاصمة المحافظة، بينما أفادت مصادر أخرى أنّ حسين الأحمر أمر بإحراق منزله بعد تأكّده من سقوطه بيد الحوثيين.
وتسبّب القتال الضاري وفق المصادر في نزوح عشرات الأسر من مناطق المواجهات إلى مناطق أكثر أمناً، وسط مخاوف من تمدّد القتال إلى منطقة بني صريم القريبة من مركز محافظة عمران الأمر الذي من شأنه تمكين الحوثيين من إحكام سيطرتهم على معظم المحافظات الواقعة شمال صنعاء.
في السياق، قالت وكالة إخبارية يمتلكها الحوثيون إنّ «مقاتلي الجماعة في محافظة عمران أحكموا السيطرة فجر أمس على مدينة حوث ونقطة عجمر والمثلث»، مؤكّدة أنّ الحوثيين يتقدمون باتجاه آخر معقل آل الأحمر في المنطقة في جبل عجمر المطل على مدينة حوث وأن منزل عبدالله الأحمر في منطقة الخمري فجّر».
وأضافت الوكالة أنّ مدينة حوث ومنطقة الخمري تعدان المعقل التقليدي لأسرة آل الأحمر، وأنّ سقوطهما في يد الحوثيين يؤرخ «لنهاية حقبة تاريخية من سيطرة آل الأحمر على المنطقة والتي يستمدون منها قوتهم للسيطرة على القرار السياسي في العاصمة اليمنية صنعاء».
واتهمت حسين الأحمر بارتكاب جرائم ضد أبناء مدينة حوث، مشيرة إلى أنّه استباح بيوتها وأهلها لمجاميع قبلية تابعة له بحجة عودة بعض ابناء المدينة إليها من صعدة وهم محسوبون على حركة الحوثي في صعدة، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات من المدنيين وإحراق ونهب واقتحام بعض البيوت.
مقتل مسؤول
وفي استمرار للتدهور الأمني الذي يطوّق المشهد اليمني، قتل مسؤول أمني رفيع أمس بانفجار عبوة ناسفة بالقرب من سيارته بمدينة عدن كبرى مدن جنوب اليمن.
وقال مصدر أمني يمني في تصريحات صحافية: «قتل رئيس عمليات القوات الخاصة العقيد علي حليف إثر انفجار عبوة ناسفة بالقرب من سيارته في الطريق الساحلي بين عدن وأبين». وأوضح أنّ «العبوة كانت مزروعة في جانب الطريق، وانفجرت عند مرور المسؤول الأمني، الذي كان متجهاً إلى الى مقر عمله».
وغير بعيد عن ملف الأمن المتداعي، أكّد رجال قبائل يمنيون أمس أنّهم خطفوا ألمانيا للضغط على الحكومة اليمنية من أجل الافراج عن اثنين من أقاربهم.
واتصل رجال قبائل هاتفيا بصحافيين لإبلاغهم أنّ الألماني الذي خطف في صنعاء الجمعة الماضي يحتجزونه في محافظة مأرب معقلهم في وسط اليمن، مضيفين أنّهم يطالبون بالإفراج عن اثنين من أقاربهم يقولون إنهما احتجزا دون توجيه اي تهم اليهما.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية أنّ وزير الخارجية أبو كر القربي أطلع القائم بالأعمال في السفارة الألمانية على جهود الحكومة لضمان إطلاق سراح الرهينة بسلام ومحاكمة خاطفيه.
وقالت الوكالة عبر وزير الخارجية عن أسفه لهذه التصرفات التي تسيء لليمنيين وتضر بسمعة ومصلحة اليمن.
في السياق، أعلنت الخارجية الألمانية عن تشكيل لجنة أزمة لكشف غموض اختطاف مواطن ألماني في اليمن.
وقالت الخارجية الألمانية إن اللجنة التي تم تشكيلها بدأت عملها وتجري مشاورات مكثّفة مع كل من السفارة الألمانية في صنعاء والسلطات اليمنية لحل هذه الأزمة.
وقالت ناطقة باسم وزارة الخارجية الألمانية: «نحن على علم بهذه الأخبار، جرى إبلاغ قوة مهام الطوارئ ونحاول بالتعاون مع السفارة في صنعاء والسلطات اليمنية حل هذا الأمر».