عروبة الإخباري – «نبتهج هذا المساء بتكريم صديق عزيز ومبدع أردني كبير هو الفنان التشكيلي المعروف محمد رفيق اللحام، نكرمه لمجمل إنجازه الفني، نكرمه لدوره في تعميق وتطوير وتأطير الحركة الفنية التشكيلية الأردنية»، هذا جزء مما قالته رئيسة منتدى الرواد الكبار هيفاء البشير في كلمتها ، في الاحتفالية التي أقامها منتدى الرواد الكبار لتكريم الفنان محمد رفيق اللحام برعاية أمين عمان عقل بلتاجي.
الاحتفالية التي أقيمت مساء أول من أمس «الأحد» بحضور جماهيري كثيف من الفنانين والمهتمين، أدارها المدير التنفيذي للمنتدى عبدالله رضوان مقدما إضاءات على مسيرة الفنان اللحام، فيما قدم الفنان محمد العامري ورقة نقدية عنوانها: «رفيق اللحام: ريشة لا يعتريها التعب» مثنيا على سنة المنتدى في تكريم المبدع أثناء حياته. كما شكر الفنان اللحام القائمين على الحفل، مؤكدا أن لهذا التكريم منزلة خاصة لديه، مؤكدا أن إطلاق اسمه على قاعة الفنون التشكيلية في المنتدى لامس قلبه، خصوصا في هذا المكان الذي يهم في تقديم الثقافة والفنون.
كما تحدث أمين عمان في كلمة مرتجلة أستعرض فيها علاقته بالفنان اللحام، التي تعود لعشرات السنوات، حيث تعرف إليه من خلال صديق عمره ميشيل حمارنة، حين كان بلتاجي يعمل في الملكية الأردنية، تعاونا لإنجاز «بوسترات» وملصقات حملت أثار الأردن إلى العالم. كما تواصلت خلال توليه لحقيبة وزارة السياحة في وقت لاحق، مثمنا دور الفنان الريادي في الحركة الفنية الأردنية، مبينا دور الفن في تقديم الأردن والمكان الأردني، منوها بأن التنوع بشتى أنواع هو ما يميز الأردن الثري بطبيعته وإنسانه المبدع.
الحفل التكريمي الذي أختتم بتقديم درعي أمانة عمان والمنتدى للحام، حمل الثناء لشريكة حياة الفنان المثابرة مقبولة عساف، تبعه افتتاح البلتاجي للمعرض التشكيلي المشترك لأعضاء وعضوات المنتدى التشكيليين، بحضور عدد كبير من الفنانين والمهتمين اشتمل على 36 لوحة، شارك فيها سبعة فنانين، منها 16 لوحة للفنان محمد رفيق اللحام، كما شارك الفنان محمد دغليس (3)، الفنانة أروى قطان (3)، الفنانة فاديا عابودي 3)، الفنانة هالة الناظر (3)، الفنانة هيام البيطار (3)، والفنان عبدالمجيد حلاوة (4) لوحات، قدم فيها المشاركون مدارس فنية مختلفة.
العامري الذي سبق وان أنجز مؤلفا نقديا عن تجربة اللحام، نشرته أمانة عمان العام 2001، أكد أن اللحام «فنان لم تتعبه الأزمان فهو الذي يعيش من اجل ممارسة الحياة بالفن لا غيره. أنموذج نتعلم منه المحبة والتواضع، تواضع الإنسان الممتليء».
واستعرض العامري صفحات من سيرة الفنان اللحام، مؤكدا أنه «لم تشغله الوظيفة عن هواجس تأسيس أوائل التجمعات الثقافية حيث أسس ندوة الفن الأردنية بالتعاون مع مجموعة من الأصدقاء وذلك في أوائل الخمسينيات، إلى جانب انه احد مؤسسي رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين، مثّل الأردن في مؤتمر الفنون الدولي في هولندا سنة 1969. أقام عشرات من المعارض الشخصية، وشارك في معظم المعارض الجماعية الأردنية منذ العام 1951، ولوحاته موجودة في متاحف ومؤسسات الدولة.
وكان له السبق في إقامة أول معرض للغرافيك في المركز الثقافي الأمريكي في نهاية الستينيات من القرن المنصرم.
وحصل على مجموعة من الجوائز والأوسمة تقديرا لجهوده في الحركة التشكيلية الأردنية منها:وسام الكوكب من الدرجة الثانية من جلالة الملك الحسين سنة 1988، جائزة الدولة التقديرية للفنون التشكيلية في العام 1991. وجائزة رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين في العام 1993 وجائزة بينالي المحبة في سوريا عن أعماله الغرافيكية.
ويلفت العامري أن الزائر لبيت الفنان رفيق اللحام «سيدرك مدى عشقه وشغفه بالفن حيث تنتشر آلاف الأعمال في غرف النوم والصالون ففي كل مكان في البيت هو عرضة لعمل فني يواجهك مباشرة ولم يزل اللحام يستيقظ مبكرا على حلم جديد بلوحة تشغل حلمه في نومه وصحوه».