عروبة الإخباري – يشتمل ديوان ( كأنه وجهي ) الصادر حديثا عن دار فضاءات بعمان ، على جملة من القصائد للشاعر علاء ابو عواد ، مليئة باشراقات جمالية مفعمة بهموم الذات الانسانية .
تتباين اشتغالات ابو عواد في كتابته للقصيدة حيث تنهل من تلك الاختيارات والاساليب المتدفقة لمعان ودلالات تنحاز الى ظواهر صوفية في ادراك ووعي بالموروث البلاغي وانفتاحه على فضاءات وعوالم متعددة تتقاطع باسئلة الحياة والموت والشغف .
توزعت قصائد الديوان على ثلاث مراحل هي : الجسر ، الوهم، والموت , ضمت بوتقة من عناوين القصائد القصيرة المعبرة عن شاعرية دافئة تتدرج الى صرخات النفس المكبوتة الى ان تشتعل بمفردات الجنون والرغبات التي تختزل مفردات التاريخ ونهايات الحروب والجنازات وصولا الى موت الشاعر .
لغة متمردة تتغنى بالليل والقمر ومفردات الناسكين الازليين كأنها مرايا تهدي عابري السبيل الى دروب كانها اوهام واحلام لا تروي ظمأ الشاعر القابع في عزلته منذ الازل باحثا عن كنهه وحقيقته وجدوى وجوده.
ينأى ابو عواد بقصيدته عن ذلك التأثر الذي رسمه شعراء كثر في شكل القصيدة في التركيز على المنحى الصوفي ، سواء بمواقف السرد او الخطابة ، وتبدو براعته في احاطته على وضع بصمة تمتلك القدرة على اضاءة ملامح جمالية داخل مضامين القصيدة الحديثة دون ان يقصرها على الشكل .
قصائد الديوان مثل: بكائية على جدران الحلم، وجهك ليس الا، عن ظلك ، احلام الموتى، وعلى هامش مرايا الطريق ثرية بابداعات كتاباتها وهي تلوذ بمونولوجاتها الصاخبة حول الحب وأنات الالم والانكسار .