عروبة الإخباري – أطلق سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، مبادرة (قصي) لتطوير أداء المعالجين الرياضيين والعاملين في مجال علاج إصابات اللاعبين، ورفع مستوى البرامج الخاصة بالعلاج الرياضي، والوصول إلى أعلى درجات المعرفة في هذا المجال.
واطلع سموه، خلال اجتماع عقد اليوم، على الإجراءات التي اتخذتها اللجنة التحضيرية لوضع استراتيجية العلاج الرياضي (مبادرة قصي)، والتوصيات التي توصلوا لها، تمهيدا لتطبيقها في الميادين الرياضية ومراكز التدريب، مؤكدا دعمه لتمكين المبادرة من الوصول إلى أهدافها.
وكان سمو ولي العهد قد وجه، بعد وفاة لاعب كرة القدم الأردني قصي الخوالدة، يرحمه الله، إلى وضع استراتيجية تهدف إلى تطوير أداء المعالجين الرياضيين ومن يعملون في مجال علاج إصابات الملاعب، ورفع مستوى البرامج الخاصة بالطب الرياضي، وتمكينهم من الوصول إلى أعلى درجات المعرفة في هذا المجال.
وشارك في الاجتماع أعضاء اللجنة الممثلين لوزارتي الصحة والتربية والتعليم، وأكاديمية الأمير الحسين للحماية المدنية، والخدمات الطبية الملكية، والدفاع المدني، واللجنة الأولمبية الأردنية، والمجلس الأعلى للشباب، والاتحاد الرياضي العسكري، والجامعة الهاشمية.
وقدم المشاركون عرضا لأبرز المحاور التي ستنفذها المبادرة، والتي تتمثل في جمع المعلومات من الاتحادات، والتأكد من مدى وجود أشخاص مؤهلين للتعامل مع الإصابات الرياضية، وتطوير قدراتهم من خلال دورات تدريبية، وطرح تخصص جديد في مجال الطب الرياضي في الجامعات الأردنية.
وقال أمين عام المجلس الأعلى للشباب، الدكتور عاطف الرويضان، إن اللاعبين يتعرضون لبعض المخاطر أثناء التدريب وممارسة النشاطات الرياضية في الملاعب، الأمر الذي يحتاج إلى معالجة مدروسة تضمن رفع مستوى الصحة الرياضية لديهم.
وأكد أن مبادرة ولي العهد جاءت في وقت مهم، وأشارت إلى أهمية إيجاد طرق سليمة للتعامل مع الإصابات الرياضية، وغياب دور المعالج الرياضي المؤهل في الملاعب والمرافق الرياضية.
وشدد الرويضان على أهمية وجود تشريعات تلزم الأندية والمؤسسات الرياضية بتأمين معالجين رياضيين مؤهلين، لوقاية اللاعبين من خطر الإصابات، ومعالجة أية إصابات رياضية ورفع مستوى الثقافة الصحية لدى اللاعبين.
ولفت إلى وجود 28 اتحادا رياضيا في المملكة، إلى جانب 340 ناديا رياضيا وما يزيد على 1000 مركز تدريب رياضي، إضافة إلى مراكز التدريب التابعة لوزارة التربية والتعليم والقوات المسلحة.
وتهدف استراتيجية العلاج الرياضي (مبادرة قصي)، التي أطلقها سموه، إلى التركيز على الجانب الوقائي والتوعوي لدى المعالجين الرياضيين واللاعبين على حد سواء، ورفع مستوى الجاهزية والاستعداد لدى العاملين في مجال الطب الرياضي، والحد من إصابات اللاعبين الرياضيين الناتجة عن الأخطاء والحوادث.
كما تهدف إلى تأهيل الكوادر البشرية المتخصصة في مجال العلاج الرياضي من خلال عقد دورات متقدمة في هذا المجال، ووضع خطة لتخريج أفواج تحمل درجة البكالوريوس في الطب الرياضي.
وقال المستشار الفني للمبادرة، خالد زيدان، في مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن مبادرة سمو ولي العهد تعبر عن شعور صادق من سمو الأمير الحسين تجاه حادث وفاة اللاعب قصي الخوالدة.
وأضاف ان اللجنة التحضيرية، التي تمثل عدة وزارات ومؤسسات وهيئات وممثلين، لديهم خبرات للتعاون وتبادل المعلومات، ووضع أهداف المبادرة ورسالتها، وقد عقدت اجتماعين وتوصلت إلى مجموعة من الأهداف الأساسية التي لا بد من تحقيقها.
وبين أن الهدف الأول يتمثل في تشديد الرقابة على المعالجين في الميادين الرياضية والتأكد من مدى تأهيلهم لهذه المهمة، وقدرتهم على التعامل مع الإصابات الرياضية، وعقد دورات مكثفة للمعالجين الرياضيين تركز على الإسعافات الأولية وعملية تنشيط القلب في حالة التوقف، والطرق الصحيحة في فتح قناة التنفس في حالة انسدادها وغيرها، فضلا عن طرح برنامج دبلوم عال لمدة سنة لتأهيل المعالجين الرياضيين، وعمل نظام جامعي لطرح تخصص بكالوريوس في مجال العلاج الرياضي لتخريج معالجين رياضيين لرفد السوق المحلية والأسواق العربية.
وأكد أن اللجنة تركز على توفير خدمات رعاية صحية عالية الجودة في مجال العلاج الرياضي، وفقاً لأرقى المعايير العالمية وطرق وأساليب علاج متطورة تعتمد على الأدلة الطبية المثبتة.
وقال زيدان “سنبدأ بتأهيل المعالجين الموجودين حاليا في الملاعب، ثم الانتقال إلى المراكز الأقل خطورة مثل المراكز الرياضية العامة والفردية، ثم المدارس وكذلك نشر الوعي في مجال الوقاية من الإصابات الرياضية”.