عروبة الإخباري – وصف الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، في حوار مع صحيفة «اليوم السابع» المصرية نشر أمس، التعاون الأمني بين الإمارات ومصر بـ«الممتاز»، كما وصف الربيع العربي بأنه «ربيع الدماء المسالة».
وقال خلفان في الحوار إن الوضع في المنطقة العربية بعد ثورة 30 يونيو في مصر «يسير نحو التحسن بغض النظر عما تقوم به الجماعات هنا وهناك. في النهاية مصر ستنتصر على الإرهاب»، مضيفاً أن من يفكر بتهديد قوات مصر المسلحة من خلال عمليات تفجير «لابد وأن يلقى مقاومة».
وبشأن الربيع العربي، قال: «عبارة الربيع العربي أطلقتها قناة الجزيرة، وتبين بعد ذلك أنه ربيع الدماء المسالة، وكل ما حدث لا يوصف بالربيع، بالعكس عدنا إلى الخلف». وأردف: «الربيع لطيف لكن ما يحدث في المنطقة هو حروب ودمار وتفجيرات.
لو لم يتدخل الإخوان لكانت الأمور سارت على ما يرام، والاحتجاج في مصر كان حضاريًا ولكن أراد الإخوان أن يرتكبوا عمليات إرهابية حتى يقلبوا الأمور ضد (الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك) لكنهم انكشفوا، إنهم يريدون أن يقفزوا على أكتاف شباب الثورة، وأعضاء الجماعة اتهموا الشرطة المصرية بأشياء لم يفعلوها، وروسيا لا تراه ربيعًا عربيًا لأنها تفهم جيدًا المخطط الذي يجري في المنطقة».
وفي رد على سؤال فيما إذا توقع سقوط «الإخوان» بهذه السرعة، أجاب: «لقد انتهوا قبل توقعي بخمسة أشهر، لأن خصومة الإخوان مع القضاء وتدخل (الرئيس المعزول محمد) مرسي في القضاء كان شيئًا مشينًا، وكان عليه أن يترك القضاء مستقلًا لمدة ثلاث سنوات، لكنه لم ينتظر، فنظرًا لخيبتهم وفشلهم السياسي وعدم وجود حنكة سياسية لديهم، جاءت النهاية».
واستطرد: «ليس عندهم بعد استراتيجي، وليست لديهم قدرة على المواءمات السياسية، فالإخوان لا يعرفون الإدارة إلا في المحال التجارية ومحال البقالة، ومرسي كان منفذًا للأوامر ويعمل بمبدأ السمع والطاعة، يصدر بيانًا في الصباح ويقوم بسحبه في المساء، لقد كان وضعًا مخجلًا لرئيس كانت الناس تضحك عليه».
وقال معاليه ان «الإخوان أنجبت القاعدة، فعبدالله عزام من الإخوان، و(أيمن) الظواهري بدأ في الإخوان بعمليات اغتيالات وتفجيرات، و(أسامة) بن لادن في أيامه الأخيرة أثنت عليه جماعة الإخوان»، متسائلا: «كيف لا يُعتبر المواطن الذي يهاجم الجيش في نظر القانون إرهابيًا، بينما الفلسطيني الذي يهاجم إسرائيل إرهابي؟».
التنظيم الدولي
ورد معاليه على سؤال بخصوص مدى خطورة التنظيم الدولي للجماعة قائلا: «هو تنظيم علاقات عامة وتنظيم رحلات، ولن يكون نشاطه أكثر من لقاءات وتشاورات في فنادق إسطنبول، لكن على أرض الواقع، التنظيم الدولي يجد صعوبات في العمل ميدانيًا».
وأردف: «الذي يقول إن ما حدث في مصر انقلاب عسكري، أقول له إنه انقلاب وطني شعبي واضح، ولم يكن الجيش إلا أداة من أدوات التنفيذ للإرادة الشعبية، ولو لم يخرج هذا العدد لما كان الفريق (عبدالفتاح) السيسي يستطيع أن يحقق ما تحقق».
وبشأن تركيا، أفاد: «جاء (رئيس الوزراء رجب طيب) أردوغان ليتكلم عن فساد مبارك فانكشف فساد حكومته، وبلال نجله هرب إلى جورجيا مسقط رأس أجداد أردوغان، وأشعر بالأسف أن أجد رئيس وزراء لدولة محبوبة في العالم العربي يورط بلاده في التدخل السافر في الشأن المصري، هذا شيء مخجل، وعليه أن يعلم أن مصر دولة كبيرة وصلت حدودها في يوم من الأيام إلى حدود تركيا إبان حكم محمد علي».
وذكر معالي نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، أن يوسف القرضاوي «غرر بالشباب للذهاب إلى سوريا، وجعلهم بين داعش والجيش الحر، وتحولوا الآن إلى جماعة الكل يحارب الآخر، لا أرى تأثيرًا للقرضاوي، خاصة بعد فشل فتاواه التي تسببت في مقتل الآلاف في سوريا».
الخليج ومصر
وأوضح خلفان أن «التماسك السعودي الإماراتي الكويتي قوي في دعم مصر، وسيظل على ما هو عليه، لأن تلك الدول تؤمن بأن مصر دولة يجب ألا تتعرض لأي هزة يخطط لها الأعداء، وفي البداية كنت أقول إن السيسي لابد ألا يترشح، حتى لا تكون هناك ذريعة للبعض، ولكن بعد هذه التفجيرات فإن مصر تحتاج إلى رئيس قوي يهدئ الأوضاع».
وبخصوص تقييمه لأوجه التعاون الأمني بين مصر والإمارات، وصفه بأنه «ممتاز»، مضيفاً: «نتعاون بما يتطلب نظم التعاون الدولي، وهناك 355 ألف مصري، وهنا في دبي يشعرون كأنهم في مصر».
دبي 2014
رداً على سؤال عن كيف وصلت دبي إلى ما وصلت إليه من سوق جاذبة؟، أجاب معاليه: «الحكومة تعمل على الاهتمام بالبنية التحتية، والتجار أنشأوا قلاعاً ولم يبخلوا على تلك المؤسسات، فكل من يأتي إلى هنا ويلتزم بالقانون نقول له أهلًا بك. الإمارات ستشهد نقلة نوعية في العام 2014 في قطاعات التعليم والصحة».