عروبة الإخباري – بحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، خلال لقائه أمس في روضة خريم قرب الرياض، مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري تطورات عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم السفارة الأميركية في الرياض جوهان شمونسيس أن كيري أطلع خادم الحرمين الشريفين على نتائج زيارته إلى المنطقة والجهود المبذولة في التواصل مع الأطراف المعنية للدفع بعملية السلام نحو تحقيق مزيد من التقدم.
وأكد شمونسيس في اتصال مع «الحياة» أن الرياض وواشنطن اتفقتا على مواصلة دعم العمل المشترك في هذا الجانب لـ «تحقيق مزيد من الاستقرار والأمن في المنطقة».
وكان وزير الخارجية الأميركي وصل إلى الرياض أمس قادماً من الأردن بعد زيارة رسمية قصيرة إلى عمان التقى خلالها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، الذي دعا إلى تقريب وجهات النظر بين الفلسطينيين والإسرائيليين «وصولاً إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية»، مؤكداً استمرار بلاده دعم جهود السلام «بما يحفظ مصالحها العليا».
وكان كيري (أ ف ب) قال قبيل مغادرته القدس صباح الأحد، وفي اليوم الرابع من المحادثات مع القادة الإسرائيليين والفلسطينيين، إن خطة السلام ستكون «عادلة ومتوازنة». وأضاف «أستطيع أن أضمن لكل الأطراف أن الرئيس (باراك) أوباما وأنا شخصياً ملتزمان تقديم أفكار عادلة ومتوازنة للجميع».
وتابع «الطريق أصبح أكثر وضوحاً، واللغز ما زال في مكانه، والقرارات الصعبة المطلوبة باتت أكثر وضوحاً للجميع ( …) لكن الأمر يتطلب بعض الوقت».
وعلى رغم إبداء كيري تفاؤله، إلا ان الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي أبديا تحفظات حيال اقتراح «اتفاق الإطار» الذي قدمه الى كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وصعّد رئيس الحكومة الإسرائيلية هجومه على السلطة الفلسطينية بداعي رفضها الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية ومواصلتها التحريض عليها، فيما اشترط وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان موافقة حزبه المتطرف «إسرائيل بيتنا» على أي اتفاق نهائي بضم منطقة وادي عارة داخل «الخط الأخضر» مع مئات آلاف الفلسطينيين من سكانها الأصليين إلى الدولة الفلسطينية العتيدة، مضيفاً أنه على رغم عدم إعلان إسرائيل موافقتها على «الاتفاق الإطار» الذي يحمله وزير الخارجية الأميركية جون كيري فإن «أي اقتراح بديل لهذا الاقتراح من جانب المجتمع الدولي لن يكون أفضل لإسرائيل من اقتراح كيري».
ويتمسك الفلسطينيون بمواقفهم الرافضة لكل الحلول الجزئية والمرحلية، مشددين على الانسحاب الإسرائيلي من كل الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها غور الأردن، وعدم شرعية الاستيطان، وإطلاق سراح جميع الأسرى، فيما جدد الرئيس الفلسطيني رفضه الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل على رغم الضغوط الأميركية الكبيرة.