علي حمادة/تفجيران مختلفان تماماً

ثمة كلام “ديماغوجي” خرج البارحة اثر عملية التفجير في حارة حريك، ومفاده ان من اغتال الوزير السابق محمد شطح هو نفسه من قام بعملية التفجير في الضاحية الجنوبية. هذا غير صحيح. فالتفجير الثاني حصل مثل سابقاته في الضاحية و في السفارة الايرانية على خلفية المعركة الدائرة في سوريا التي تورط فيها “حزب الله”، اذ لم تحصل اي عملية قبل معركة القصير التي اشعلت الفتيل وكانت محطة فاصلة في استدراج نار الحرب في سوريا الى لبنان، وبالتالي فإن انسحاب “حزب الله” مطلوب اليوم قبل الغد لانه لن يجرّ سوى الويلات على لبنان، بصرف النظر عن البيئة المستهدفة، باعتبارها حاضنة للحزب ولخياراته و سياساته على الرغم من كونها خاطئة. اما بالنسبة الى التفجير الاول، اي اغتيال محمد شطح، هذا الرجل المسالم والمفكر والمثقف الهادئ، فيأتي في سياق عمل منظم ومحكم سار عليه من اعتادوا الاغتيال منذ الاول من تشرين الاول ٢٠٠٤، مع اغتيال الرئيس رفيق الحريري هدفه ضرب الفريق الاستقلالي في البلد لحمله، اما على الاستسلام، وإما لحمل شارعه على اليأس، و ربما اكثر، لابادة كل مزاج استقلالي معارض لنهج “حزب الله” الالغائي.

لا وجود لما يسمى “التكفيريين” في لبنان إلا بمقدار ما يُدفع بعض الناس الى حافة اليأس، والى تفجير غضبهم من شدة ما يشعرون بالغضب من سوء سلوك “حزب الله” في لبنان. فالحزب المشار اليه يمارس فاشيستية مسلحة متدثرة بلباس الدين لقمع فئات واسعة من اللبنانيين، معتمداً على تفوّقه العسكري والامني على بقية مكونات لبنان التي اختارت ان تضع نفسها تحت سلطة الدولة والقانون. والاهم من ذلك ان من اغتال محمد شطح وسائر رفاقه الذين سبقوه يعرف جيداً طبيعة المسألة، بعيداً عن الديماغوجية التي يضخها في شارعه المغرّر به.
وما الفارق بين خطاب “حزب الله”، ولا سيما امينه العام الذي أهدر دماء اللبنانيين المعارضين له سلمياً في مناسبات لا تحصى، وخطاب اي تكفيري يهدر دماء المختلفين، معه أكان في لبنان أم في سوريا؟ وهل يعي الناس أن التنظيمين المتشددين الابرزين في سوريا ولا سيما “داعش”، يستهدفان المعارضة السورية من جيش حر وناشطين في المناطق المحررة، ولا يقاتلان النظام في سوريا؟ راجعوا شريط معارك “داعش “.
طبعاً، ان التعميم الذي يقوم به “حزب الله” التكفيري بالاصالة بوضع القوى الاستقلالية في لبنان والمتشددين (“داعش” واخواتها) في منزلة واحدة، له اهداف معروفة في معركة العلاقات العامة التي يخوضها. فكيف يقنعنا “حزب الله” ان امين الجميل وسمير جعجع ودوري شمعون وبطرس حرب وسعد الحريري وسمير فرنجية ومروان حماده وفارس سعيد وملايين اللبنانيين تكفيريون “داعشيون”؟
ان من صنع التكفير في لبنان وأسّس له هو “حزب الله” ونهجه، عندما رمى الوطنيين الشرفاء بتهمة العمالة، وكان سبق ذلك باطلاقه حملة الاغتيالات والتصفيات الجسدية مع رفيق الحريري. فمن تراه التكفيري الحقيقي؟

شاهد أيضاً

خلية الأردن والنفق السليماني المظلم

عروبة الإخباري – Lebtalks.com – جورج ابو صعب – لم يكن مفاجئاً للمراقب ما تكشّفت …

اترك تعليقاً