تتكاثر أقلام الحقد والكراهية ويتطاول أقزام “كتاب الأزمات” عبر الوطن العربي للنيل من مكانة دولة قطر العربية والدولية، ويحاولون تشويه سمعة ما تفعل.
يعيبوننا بأن بلادنا ليست دولة ديمقراطية، وأقول الحق، إذا كانت العراق تحت حكم المالكي وحزب الدعوة والتحالف الشيعي تعتبر في حكمهم دولة ديمقراطية، فإني أرفض رفضا قاطعا ذلك النموذج الديمقراطي الذي قتل من العراقيين منذ أن تولى حزب الدعوة الطائفي الحكم في العراق أكثر من مليون عراقي (رجال ونساء وأطفال) وشرد من العراق ما يزيد على ثلاثة ملايين عراقي، ونهبت أموال وخيرات الشعب والمساحة المخصصة لهذه المقالة لا تسمح لي بذكر تلك السرقات والسارقين والنهب المنظم لخيرات الشعب العراقي الأبي، وإذا كانت الديمقراطية المطلوبة هي ديمقراطية بشار الأسد التي يمارسها على الشعب السوري تحت شعار “المقاومة والممانعة” ودمر أكثر من %50 من ممتلكات الشعب ومعظم البنية التحتية في سورية في خلال ثلاث سنين وقتل الآلاف وشرد الملايين إلى دول الجوار وعبر البحار، فلا نريد تلك الديمقراطية، وإذا كانت الديمقراطية المطلوبة هي التي يمارسها النظام الانقلابي في مصر فهي أيضاً مرفوضة.
نحن لم نقل إطلاقا في كل أدبياتنا بأننا دولة ديمقراطية، لكننا نعيش في ظل حكم وراثي رشيد نحارب الفساد والمحسوبية وسجوننا ليس فيا سجين رأي.
إننا لا نقول إن حكومتنا وقيادتنا مثالية، لكننا في ظلها نعيش عيشة كريمة ندلي بآرائنا، مطالبين بمزيد من الإصلاح والمشاركة دون ملاحقة من أي جهاز حكومي أو مضايقة، قد يكون هناك أخطاء تمارس لكنها فردية وليست منهجية ولا حكم على مثل تلك الأخطاء طالما لم تمس حرية مواطن في فكره أو ماله أو أسرته أو كرامته.
(2)
يقولون في وسائل إعلامهم إن دولة قطر تقيم علاقات ثنائية مع إسرائيل، ولكنهم لا يذكرون أن تلك العلاقات قطعت منذ العدوان الإسرائيلي على غزة أرض العزة والكرامة أواخر عام 2008 ومطلع 2009 وسفير فلسطين موجود في الدوحة ويستطيع التحقق مما أقول، لم يقتل على أرض قطر فلسطيني واحد عبر تاريخها، لكنهم “كتاب الأزمات” لا يتحدثون عن أعداد المذبوحين من قبل نظام بشار الأسد في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، صحيح أن الفلسطيني في سورية كان يعامل معاملة المواطن السوري وهذا كرم الشعب السوري منذ عام النكبة 1948 وليس منذ تولى بشار الأسد أو أبيه من قبله، فكم عانى اللاجئون السوريون من ظلم وبطش النظام السوري في مخيم تل الزعتر وغيره من المخيمات في لبنان في منتصف سبعينيات القرن الماضي وما يعانونه اليوم في سورية الحبيبة لا يوصف، وماذا يلحق باللاجئين الفلسطينيين في مخيمات البؤس في لبنان من اضطهاد وملاحقة وحرمانهم من مزاولة أكثر من 90 مهنة، وماذا حل باللاجئين الفلسطينيين في العراق بعد أن جاء عهد “الحكم الديمقراطي!!” بقيادة حزب الدعوة والائتلاف الطائفي.
إن “كتاب الأزمات” لا يذكرون في مقالاتهم ومقابلاتهم التلفزيونية أن إسرائيل اليوم تشيد بنظام بشار الأسد الذي يقتل شعبه بكل أنواع الأسلحة. إنها تقول إن إسرائيل أكثر أمنا واستقرارا طالما بقي حكم بشار الأسد صاحب “المقاومة والممانعة”، كتاب الأزمات لا يتحدثون عن مصر وعلاقاتها بإسرائيل ومساهمتهم في حصار غزة إرضاء للكيان الصهيوني، قطر لم تنكر أنها أقامت علاقات اقتصادية مع إسرائيل عندما تعهدت بتطبيق مبادرة السلام العربية، وليس سرا أن معظم الأنظمة العربية تقيم علاقات أمنية واقتصادية حتى اليوم مع إسرائيل. فلماذا قطر المستهدفة؟
(3)
تعالوا معي نرى ما قدمته دولة قطر دون منة على أحد في فلسطين على سبيل المثال لا الحصر، في الشهر الحالي قدمت قطر مساعدة بقيمة 120 مليون دولار لتزويد محطات الكهرباء التي قطعت عن القطاع لأكثر من شهر حتى السلطة الفلسطينية في رام الله لم تقدم المساعدة لأهل غزة، الجناح الثاني من فلسطين، لإعادة التيار الكهربائي نكاية في “حكومة حماس” وإمعانا في تشديد الحصار على القطاع، علما بأنها تستلم قيمة الوقود من الاتحاد الأوروبي. إقامة دولة قطر مشاريع إنشائية، منازل، تعبيد طرق، مدارس، مستشفيات، وغير ذلك في قطاع غزة، لكن المساعدات القطرية المالية والعينية تواجه صعوبات في إيصالها عن طريق مصر الجار الوحيد لغزة، قدمت دولة قطر لسلطة رام الله هذا الشهر 150 مليون دولار، كما يقول رئيس وزراء حكومة محمود عباس السيد رامي، لمساعدة السلطة على إنعاش اقتصاداتها.
أقامت دولة قطر سابقا مشاريع في رام الله والضفة الغربية، كما هي المشاريع التي أقيمت في غزة في السنة الماضية، وصندوق القدس يشهد على ما تقدمه قطر في هذا الشأن، كل عجز في ميزانية السلطة، قطر هي البادئة بتسديد ذلك العجز، من تذكر غزة من العرب عندما اجتاحها طوفان الأمطار وما أصابها من البرد الشديد نتيجة للمنخفض الجوي في هذا الشهر غير قطر التي سارعت بتقديم المساعدات بكل أنواعها رغم العمل الشاق في إيصال المعونات الإنسانية إلى أهل غزة المحاصرة مصريا وإسرائيليا. لقد بلغت المعونات القطرية غير الحكومية لإخواننا في فلسطين إلى جانب ما ذكر أعلاه (116.428.118 ريال قطري)، كما أن المساعدات المقدمة من الحكومة القطرية في العامين الماضيين بلغت (159.483.522 ريال قطري).
ويذكر أهل فلسطين الشرفاء في غزة والضفة جهود برنامج صلاتك العلمي الإنساني الذي تشرف عليه سمو الشيخة موزا بنت ناصر حرم سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وهي تقدر بملايين الدولارات.
(4)
ماذا عن بقية العالم العربي؟ قدمت دولة قطر للعالم العربي من عام 2006 وحتى عام 2012 (8.910.817.616 ريال قطري). أما المساعدات التي قدمت لأمتنا العربية دون تمييز من قبل المؤسسات والجمعيات الخيرية لنفس الفترة آنفة الذكر، فقد بلغت (4.278.126.789 ريال قطري) علما بأن الدولار بالعملة القطرية =3.65 أي أن مجموع ما تم دفعه كمساعدات لإخواننا العرب في معظم الأقطار العربية يكون (13.188.944.405 ريال قطري). يقول “كتاب الأزمات” إن هذه الأموال الضخمة قدمت من أجل التدخل القطري في الشؤون الداخلية لتلك الدول، بما في ذلك مصر وتونس وغيرها من الدول. إنهم بتلك التهمة لقطر يقدمون أكبر احتقار لدولهم ولشعوبهم التي هي دول أقدم من دولة قطر في المجتمع الدولي وقطر أصغر منهم مساحة وسكانا. ياللهول من هذه العقليات الضحلة التي تعيش بيننا وترطن بلغات متعددة لتبين مدى وسع ثقافتها.
آخر القول: ونحن نودع عاما ونستقبل عاما جديدا أدعو جميع أهل القلم الشرفاء في وطننا العربي أن يسخروا أقلامهم، والقلم كرمه الله بسورة كاملة في القرآن الكريم، لخدمة أمتهم والدفاع عنها وعن حريتها وكرامتها بدلا من إلقاء التهم على عواهنها، وبدلا من الدفاع عن أنظمة ظالمة قاهرة طاغية هدفها أحكمكم أو أقتلكم.