عروبة الإخباري – أجمعت قيادات في الحركة الإسلامية على أن إعلان جماعة الإخوان المسلمين في مصر “منظمة إرهابية” امر “يندرج في سياق تشويه صورة الإخوان، وصناعة أحداث وافتعالها ضمن مشروع “الانقلابيين””.
وكانت وكالة الشرق الأوسط المصرية نقلت الثلاثاء، على لسان المتحدث باسم الرئاسة المصرية شريف شوقي ان رئيس الوزراء المصري حازم الببلاوي أعلن أن “الإخوان منظمة إرهابية”، وذلك على خلفية مقتل نحو 12 مصريا، وجرح العشرات، في حادثة تفجير لمركز أمن مدينة المنصورة المصرية. الا ان ببلاوي عاد لاحقا، وأصدر تصريحا لا يتضمن أي اتهام مباشر للإخوان المسلمين بالوقوف وراء اعتداء المنصورة.
وتساءل نائب المراقب عام جماعة الاخوان المسلمين الاردنية زكي بني ارشيد عن حاجة، ما أسماه “النظام الانقلابي في مصر” إلى مبررات “لاستكمال الحرب القمعية ضد إرادة الشعب المصري وتحت عنوان محاربة الإرهاب”؟.
ورأى بني ارشيد أن سلسلة الاجراءات، والمواقف الرسمية في مصر، ضد الإخوان “لن تؤثر على شعبيتهم”.
وقال “لقد استخدم النظام الانقلابي كل ما لديه، وكل ما يستطيع لاسئصال جماعة الإخوان المسلمين، فهل يملك النظام جديداً؟ الجماعة محظورة رسمياً، منذ عشرات السنوات، ومع ذلك حظيت بثقة غالبية الشعب المصري”.
واعتبر بني ارشيد، في تصريح لـ”الغد” أنه “ومنذ عهد الملك فاروق ومروراً بعبدالناصر والسادات وحسني مبارك والجماعة تنتصر بمنهجها وفكرها على المنهج القمعي التسلطي”.
وأضاف “فهل يستطيع (وزير الدفاع المصري) السيسي أن ينجح فيما فشل فيه من سبقه؟ وهل يستطيع الحكام الجدد أن يتعلموا من دروس التاريخ؟ أم أنهم سيكررون نفس الأخطاء”؟.
من جهته، قال القيادي في جماعة الإخوان والمراقب العام السابق لها سالم الفلاحات، إن إعلان إخوان مصر منظمة إرهابية، يأتي في سياق تشويه صورة الإخوان ضمن مشروع “الانقلابيين” في مصر، وافتعال أحداث معينة، تزيد من حالة الانفلات الأمني.
وأكد لـ”الغد”، ثقته بأن الاخوان “ليس لديهم هذا المنهج، وهذا لا يمكن أي يبيحه أي عرف.. السلمية هي الأقوى وهذا ما أكد عليه إخوان مصر مرارا”.
كما رأى الفلاحات، أن تطور الموقف في “حكومة الانقلاب” في مصر من إعلان جماعة الإخوان كجماعة محظورة إلى “إعلانها منظمة إرهابية”، يهدف إلى تسويق “ذلك عالميا” كخطاب جديد، معتبرا أن ذلك من شأنه أن “يؤثر بشكل سلبي على إخوان مصر”.
وقال “لكنني أعتقد أن العالم لن يصغي إلى ذلك.. جماعة الإخوان ستبقى حركة سياسية وهي ليست عسكرية”.
ونددت الجماعة، في بيان لها امس بتصريح رئيس الوزراء المصري، بتصنيف الجماعة منظمة إرهابية، وقالت إنه “ليس من المستغرب أن يقرر دمية الطغمة العسكرية، استغلال دم المصريين الأبرياء بتصريحات نارية الغرض منها إثارة مزيد من العنف والفوضى وعدم الاستقرار”.
وكانت الحكومة المصرية عادت أمس وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين “تنظيما إرهابيا”، وأكدت أن “جميع أنشطتها بما فيها التظاهر محظورة”. وصرحت أنه في “حالة مخالفة جماعة الإخوان هذه القرارات ستطبق عليها بنود مكافحة الإرهاب”، التي أضيفت إلى القانون العقوبات المصري في العام 1992.