عروبة الإخباري – رعى جلالة الملك عبدالله الثاني، يرافقه سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، الاحتفال الذي أقامته الطوائف المسيحية في المملكة اليوم الأثنين في محافظة مأدبا، بمناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية.
وهنأ جلالته، خلال مأدبة غذاء أقامها جلالة الملك بهذه المناسبة، أبناء وبنات الطوائف المسيحية في المملكة بمناسبة أعيادهم المجيدة.
وفي كلمة له خلال الحفل، قال غبطة البطريرك ثيوفولوس الثالث، بطريرك المدينة المقدسة وسائر أعمال الأردن وفلسطين إن “بطريركية الروم الأرثدوكس في القدس، والتي تعيش في أكناف رعايتكم الهاشمية الكريمة مع كنيسة القيامة والمسجد الأقصى المبارك وسائر المقدسات الإسلامية والمسيحية، تنظر إليكم بعين التقدير وأنتم تعملون جاهدين في ظل ظروف بالغة الصعوبة، من أجل تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط”.
وأضاف “أننا نزداد فخرا أن نكون جزءا لا يتجزأ من هذا البلد الطيب، وأن نتشارك مع أشقائنا من مختلف مكونات المجتمع الأردني الواحد في بناء غد مشرق تحت قيادتكم الحكيمة”.
وقال البطريرك فؤاد الطوال، بطريرك اللاتين في القدس في كلمته “قبل خمسين عاما بالتمام كان والدكم الملك الحسين، رحمه الله، يستقبل في مثل هذه الأيام قداسة البابا بولص السادس، وبعد أيام قليلة سوف نحتفل معا بالذكرى الخمسين لتلك الزيارة البابوية”.
وأشار البطريرك الطوال، في هذا الصدد، إلى الزيارة التاريخية المرتقبة التي سيقوم بها قداسة البابا فرانسيس الأول إلى الأردن خلال العام القادم.
كما تناول في كلمته جهود جلالة الملك للحفاظ على الوجود المسيحي في الشرق الأوسط، وقال “إننا وبالتعاون مع الكنيسة الكاثوليكية في العالم أجمع نشاطركم الهم والجهود للحفاظ على الوجود المسيحي في الشرق الأوسط وعلى الهوية العربية المسيحية التي دعا إليها جلالتكم خلال مؤتمر عقد في أيلول الماضي”.
واستشهد الطوال بما قاله جلالة الملك عبدالله الثاني خلال المؤتمر، الذي تناول التحديات التي تواجه المسيحيين العرب: “إن الحفاظ على هذا الوجود وعلى هذه الهوية ليس منة وفضلا وإنما واجب”، معربا عن أمله في أن تصل كلمات جلالته إلى جميع سكان هذه المنطقة، “علهم يرتقون إلى مثل هذا الفكر النير”.
أما الوزير السابق شفيق الزوايدة، فقال في كلمته “يحق لنا أن نفاخر بالقيادة الهاشمية الرشيدة التي تتمتع باحترام وحب الشعب وتسهر الليل والنهار من أجل رفعته ومنحه الحياة الهادئة ومد يد الخير له، ورفع شأن الاقتصاد وتشجيع الاستثمار والمستثمرين في كل مناحي الحياة ومساعدة المحتاجين في متطلبات حياتهم اليومية”.
ولفت، في هذا الاطار، إلى موضوع هيبة الدولة، حيث اكد أن “هيبة الدولة من هيبة تطبيق القانون بشفافية واضحة على الجميع، إذ أن المواطن الذي يشعر بالأمن والأمان ينتج اكثر وتزداد إنتاجيته باطمئنانه على عائلته وأهله وعلى ممتلكاته ومشاريعه وعلى تعليم أبنائه”.
واستذكر الوزير السابق منذر حدادين، في كلمته، “مآثرَ الأجداد من أبناء الطوائف المسيحية الذين انضموا إلى جحافل الفتح العربي دفاعا عن الوطن ضد غزوات الغرب في حطين وما سبقها وما تلاها، وضد غزوات الشرق في عين جالوت، وافتدَوْا حريةَ البلاد وسلامتَها بالمال والرجال”.
وقال إن “أهل هذه المحافظة، من مسلمين ومسيحيين، قدموا المزيد من التضحيات على ثرى فلسطين وفي الكرامة، ملحمةِ الجيش العربي، ورفدهم فيالقَ الجيشِ المصطفوي المقدام، فضلا عن تقديمهم أرواحهم من أجل الدفاع عن وطنهم وأمتهم”.
وفي كلمة العين محمد الازايدة، قال إن “محافظة مأدبا تشرفت بزيارتكم الكريمة وهي تعيش أجواء عيد الميلاد المجيد وحلول العام الجديد الذي نأمل أن يكون عام خير وبركه نحياه بأمن وسلام ومحبة ووئام”.
وأضاف أن “أهلك يا سيدي في هذه المحافظة الغالية على قلبك يمثلون النموذج الذي يحتذى في الإخاء والتعاون والتضامن ويضربون أروع أمثلة التسامح الديني والتواصل الاجتماعي والالتحام الوطني، فهم يشكلون نسيجاً وطنياً تقر به عينك، ويشتد به عزمك وأنت تقود مسيرة العطاء لتحقيق تطلعات هذا الشعب في العيش الكريم والأمن”.
ولفت إلى أن أبناء المحافظة، كما جميع أبناء الوطن، يثمنون عالياً “نهجك الإصلاحي في السياسة والاقتصاد والإدارة، والتي من مخرجاتها المحكمة الدستورية، والهيئة المستقلة للانتخاب، ومنظومة النزاهة الوطنية التي أرست قواعد الإدارة وتطبيق القانون بشفافية وتفعيل آليات المراقبة والمحاسبة”.
ونوه النائب الدكتور مصطفي حمارنه في كلمته بجهود جلالة الملك ودعمه للمشاريع التنموية والسياحية في محافظة مأدبا، والتي أسهمت وستساهم في توفير فرص العمل، وتحسين الواقع الاقتصادي في المحافظة.
وأشار إلى تعاون وشراكة شركة البوتاس العربية في دعم هذه المشاريع والتي من شأنها الإسهام في دعم المجتمع المحلي في مأدبا.
وفي معرض حديثه عن الواقع السياحي في المحافظة، لفت إلى خطوة الاستفادة من مسافري الترانزيت عبر مطار الملكة علياء الدولي في زيارة مدينة مأدبا ومواقعها الأثرية، مما يسهم في إيجاد فرص العمل لأبنائها وبناتها، وتطوير القطاعات الصناعية فيها.
وقال رئيس بلدية مأدبا مصطفي معايعه في كلمته إن “هذه الأيام المقدسة التي نحتفل بها بميلاد رسول المحبة والسلام المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، تكتسب أهمية استثنائية بمبادرة جلالتكم لأبناء أسرتك الأردنية الواحدة مسيحيين ومسلمين، لتؤكد من جديد أن شرعيتكم الدينية بانتسابكم لآل البيت ووراثتكم الطاهرة للعهدة العمرية، وانبثاق رسالة عمان التسامحية بتوجيهاتكم السامية، أن الهاشميين يحملون رسالة وحدة وتسامح ومحبة ورسالة ولاء واطمئنان”.
وأضاف أن هذه المدينة، شهدت تعايشا دينيا بين المسلمين والمسيحيين وتجاور المسجد مع الكنيسة، “وأننا في مدينة المحبة والسلام وأنت عنوان المحبة والسلام مثلما كان الهاشميون من أول الزمان رسالة وحدة وتوحيد وإيمان”.
وقال “إن ما ننعم به في هذا الحمى الهاشمي من نعمة الأمن والاستقرار التي يفتقدها الكثير من شعوب الأرض هي ثمرة المظلة الهاشمية والتي لها فضل علينا في هذا الحمى”.
وفي كلمة القطاع النسائي، قالت شادية حداد إن “مأدبا اليوم تزينت بأشجار العيد ولبست أضواء الأعياد وازدهت بزيارة ابن الهواشم الكرام، ففي هذه المناسبة المعطرة بأجواء سماوية وفي هذا اللقاء العابق بالأخوة والمحبة، أتقدم إليكم باسم أخواتكم وبناتكم القطاع النسوي في مأدبا، لأحييكم تحية الميلاد، تحية ملؤها الإجلال والاحترام والشكر والامتنان لعطائكم ومبادراتكم الملكية التي لا تنتهي”.
وأكدت على الأخوة الحقيقية التي تجمع بين المسلمين والمسيحيين في هذا الوطن العزيز، “وهذه الأخوّة أصبحت بفضل جهودكم، وبوعي شعبكم، مضرب المثل في كل بقاع الأرض، فطالما كانت ولا تزال هذه المدينة لوحة فسيفساء تجسد تطلعات جلالتكم في الآخاء، وهي تقف اليوم منارة للتسامح الديني فها هي مآذنها تحتضن أجراس الكنائس، وها هم أبناؤها يتناغمون ويتواءمون بعبق الرسالتين الراقيتين: الإسلام والمسيحية “.
وشهدت محافظة مأدبا تنفيذ العديد من المشاريع التنموية من صحية وتعليمية وصناعية، بتوجيهات من جلالة الملك، استهدفت النهوض بالواقع المعيشي لسكانها.
وحضر الاحتفال رئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة، ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري، وسيادة الشريف فواز زبن عبدالله، مستشار جلالة الملك لشؤون العشائر، وقاضي القضاة إمام الحضرة الهاشمية سماحة الدكتور أحمد هليل، وأمين عام الديوان الملكي يوسف العيسوي، وأعيان ونواب المحافظة، وعدد من كبار المسؤولين.