عروبة الإخباري – أكد الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي، مجدداً أن مؤتمر جنيف 2 سيعقد في موعده المحدد في 22 كانون الثاني 2014، من غير ان ينطوي هذا التأكيد على أي ضمانات سوى النيات الحسنة للامم المتحدة واصرار الدولتين الراعيتين روسيا والولايات المتحدة على الانطلاق بمسار الحل السياسي. وفي ما عدا ذلك، لم يقدم الاجتماع الثلاثي في جنيف أمس، أي جديد سوى اعلان عن الدول الـ32 ومنها المملكة العربية السعودية وقطر وعدد من الدول العربية والاجنبية الاخرى، فيما لا تزال مشاركة ايران تصطدم بمعارضة الولايات المتحدة.
وصرح الابرهيمي خلال مؤتمر صحافي في نهاية الاجتماع، أن الامم المتحدة ودولاً أخرى من المجتمع الدولي تفضل مشاركة ايران في المؤتمر “لكن لنكن صريحين فالولايات المتحدة لها رؤية مختلفة، وسنواصل العمل خلال الفترة المقبلة من أجل ايجاد حل لهذه المشكلة”.
واعلن الابرهيمي أن الحكومة السورية ابلغته رسمياً انها ستقدم لائحتها باسماء الوفد الذي سيشارك في المؤتمر، وأنها ستسلم هذه اللائحة في وقت قريب.
وقال ان المعارضة بدورها، وخصوصا الائتلاف السوري، تعمل لتشكيل وفدها، “لكن ذلك لا يرتبط بالمهل التي جرى الحديث عنها، أي في 27 من الشهر الجاري”. واوضح ان الخلافات بين اطياف المعارضة لا تزال كبيرة ومتعددة الاتجاه، ملمحا الى امكان عدم حضور جميع الافرقاء في المرحلة الاولى “فالمفاوضات مسلسل سيدوم وقتا طويلاً”. والمهم بالنسبة الى الابرهيمي، استناداً الى من التقاهم في جنيف “ان تنطلق المسيرة السياسية وفي الموازاة تتواصل الاتصالات واللقاءات على خطوط عدة من أجل توسيع هامش المشاركة ليشمل كل أطياف الشعب السوري وممثليه”.
واعرب الابرهيمي عن خيبة امله من جراء ما يجري في سوريا من قتل وعنف، وشدد على ان “خطف راهبات معلولا والمدنيين والقساوسة في مناطق كثيرة من سوريا أمر يقلقنا كثيرا”.
اولويات اميركية جديدة
وعلى رغم تأكيد الامم المتحدة عقد المؤتمر، يبدو أن بعض الاحباط قد بدأ يتسلل وان اشارات تشكك في انعقاده في موعده، او في أحسن الاحوال أن يكون فاتحة فقط لمفاوضات طويلة. وأفاد أعضاء في “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” التقوا السفير الاميركي في دمشق روبرت فورد، إن الاولويات الاميركية باتت مختلفة مقارنة بما كانت في اللقاء التحضيري الأخير، وهذه الاولويات باتت اليوم كالآتي:
1 – العمل على انعاش “الجيش السوري الحر” وقيادة اركانه، من أجل أن يعود الى الميدان كقوة يعتمد عليها.
2 – استكمال الانفتاح على “الجبهة الاسلامية” بقيادة زهران علوش المدعوم والممول من السعودية، وحضها على الاتفاق مع الائتلاف السوري وتشكيل وفدٍ تشارك فيه الجبهة بشكل مباشر أو غير مباشر.
3 – التحرك الديبلوماسي على خط انعقاد جنيف 2.
وقال معارضون سوريون عقب اجتماع مع السفير فورد في اسطنبول في وقت سابق من الاسبوع الجاري، أنه أبلغهم ألا يتوقعوا نتائج سريعة للمحادثات المقرر أن تبدأ في سويسرا في 22 كانون الثاني وأن اطاحة الأسد ليست في يد واشنطن.
ووقت كرر فورد العبارة التي دأبت الولايات المتحدة على ترديدها وهي أنه لا مستقبل للأسد في سوريا، فقد حذر المعارضة من أن الأسد سيبقى في منصبه على ما يبدو اذا لم تتجاوز كتائب المعارضة الخلافات بين الجماعات المعتدلة المدعومة من الغرب والإسلاميين المتشددين الذين يعارضون محادثات جنيف.
وقالت مصادر في المحادثات إن فورد ذكر أن عملية جنيف ستستمر بضعة اشهر عدة على الأرجح. وأوضح عضو في الائتلاف السوري طلب عدم ذكر اسمه لحساسية الموضوع ان “الرسالة التي وصلتنا هي أنه لا يمكن توفير ضمانات. الولايات المتحدة قالت إنها تريد رحيل الاسد لكن هذا في أيدي الشعب السوري”.
واضاف: “هذا يزعج القيادة العليا كثيرا. إنهم يقومون جدياً ما اذا كان ينبغي لهم أن يذهبوا الى جنيف”.
وأعرب الأمين العام للائتلاف بدر جاموس عنم اعتقاد المعارضة أن الولايات المتحدة وروسيا لا تبذلان ما يكفي من الجهد لضمان نجاح محادثات جنيف. وقال إنهما لا تمارسان ضغطا كافيا على الأسد.
وأبلغ وفد الائتلاف السوري الموجود في جنيف والذي عقد سلسلة لقاءات مع الوفدين الاميركي والروسي والابرهيمي، “النهار” أن احتمال تأجيل جنيف2 بات اليوم خياراً مطروحاً والسبب، بحسب أحد أعضاء الائتلاف عبد الواحد اسطيفوا الحملة العسكرية التي يشنها النظام السوري منذ أيام على مدينة حلب، “اذ من غير المعقول أن تدخل مفاوضات لحل الازمة السورية في ظل الجرائم التي ترتكب”، وقلل شأن خلافات المعارضة السورية على تشكيل وفدها الى جنيف2، لكنه اشار الى أن لقاءات واتصالات مكثفة تجري على مختلف الخطوط وخصوصا مع “الجبهة الاسلامية” تمهيدا لمرحلة التفاوض مع النظام.
غاتيلوف: المعلم يرأس الوفد
ولاحقا، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ان “عدم تقديم المعارضة السورية قائمة بأعضاء وفدها في جنيف 2 قد يحيط الجهود لعقد المؤتمر”. وقال أن “الحكومة السورية قد حققت التزاماتها المتعلقة بإعداد المؤتمر”، لافتا الى ان “الحكومة السورية حققت أكثر مما تعهدته، قدمت اليوم قائمة بأسماء وفدها الذي سيرأسه وزير الخارجية السوري وليد المعلم”.
وفي موسكو، نقلت وكالة الاعلام الروسية عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان الديبلوماسيين الغربيين يقولون بشكل متزايد ان بقاء الاسد في السلطة خيار أفضل لسوريا من ان يطيحه متشددون اسلاميون.
ووزعت الوكالة مقابلة مع لافروف قال فيها: “لا يقتصر الامر على الاجتماعات الخاصة بل يحدث هذا أيضا في تصريحات علنية… الفكرة التي تراود بعض الزملاء الغربيين هي أن … بقاء الاسد في منصبه أقل خطرا على سوريا من استيلاء الارهابيين على البلاد”. ولفت الى إن المكاسب التي حققها المعارضون الإسلاميون في ساحة المعارك السورية تسبب تغييرا في الموقف الغربي من الأسد. ووصف الموقف في سوريا بأنه وضع “يزيد فيه الجهاديون والارهابيون نفوذهم سريعا ويسيطرون على أراض ويفرضون على الفور أحكام الشريعة (الإسلامية) هناك”.
هولاند
في بروكسيل، رأى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اثر قمة اوروبية ان مؤتمر جنيف 2 لا يمكن “ان يكون هدفا لذاته”. وقال: “اذا كان جنيف 2 سيشكل تكريسا لـبشار الاسد او يؤدي الى انتقال سياسي من بشار الاسد الى بشار الاسد، سنكون ازاء فرص قليلة لاعتبار هذا الموعد شكل الحل السياسي للقضية السورية”.
اسبانيا
وفي مدريد، قال رئيس الوزراء الأسباني ماريانو راخوي إن بلاده ستستضيف اجتماعا لجماعات المعارضة السورية في 9 كانون الثاني و10منه في مدينة قرطبة بجنوب اسبانيا. وأوضح ان “الهدف هو دعم الحوار بين الجماعات وتعزيز تماسكها قبيل مؤتمر جنيف 2”.
وفدان كرديان
وفي مدينة اربيل بكرستان العراق، أعلن رئيس الائتلاف السوري أحمد الجربا أن أكراد سوريا سيشاركون في جنيف 2 ضمن وفدين الأول مع المعارضة والثاني مع حكومة دمشق.
وتتواصل في أربيل اجتماعات كل من “المجلس الوطني الكردي” السوري المعارض، الذي يدعمه إقليم كردستان العراق و”مجلس الشعب لغربي كردستان” الذي يعتبر الجناح السوري لـ”حزب العمال الكردستاني” والمعروف بعلاقته مع النظام السوري.