ظلام النفوس ينجم عنه ظلم للآخرين لأن النفس المظلمة الحالكة السواد لا تشع سوى ظلام سام يسمم به نفوس الآخرين واجسادهم معنويا وجسديا..
اكتب لوجعي على الزهرة الذابلة «نور»آملة ان ترى هذه المقالة النور ولا ترقد في عتمة الأدراج أو بالأحرى عتمة ملفات الحاسوب..
فظلم النفوس عادة ينبثق عن عدوانية مستفحلة في نفس البعض بحيث لا يستطيع صاحبها سوى ان يفش غله بالآخرين قولا وعملا وسلوكا.. وبالتالي الظلم الذي وقع على هذه الفتاة البريئة بعد صلاة الفجر وفي حلكة الظلام وبرد الشتاء اثناء توجهها لجامعتها لتلقي نور في شريعة الله سبحانه ودين الاسلام الذي يطفح نورا وسلاما وتسامحا، فتلقى العكس تماما بين يدي ظالم اغتنم فرصتة في عتمة الطريق وخلوها من المارة لينقض على فريسته لتحقيق مأرب سخيف..
وهذا إن دل على شيء فهو يدل على تراجع النفس البشرية واستفحال غريزته الحيوانية لتطغى على الاخلاقيات الإنسانية في هذا العصر الذي بات فيه شلال الدماء بمثابة منظر طبيعي تصبح عليه منطقتنا العربية وتمسي بينما رايات الطمع المغلفة بأقدس الكلمات ترفرف بكل الألوان..
ليس التوقيت الصيفي الدائم على مدار العام هو الذي خطف نور من ظلام الطريق
ان ظلام النفس وموت الضمير هما المسؤولان في المقام الاول، صحيح أن هذا القاتل استغل ظلام الطريق ليرتكب جريمته، فالشر والعدوانية موجودان بغض النظر عن الضوء أو عدمه، ولكن انعدام الضوء وتفشي الظلام يفتح المجال واسعا لارتكاب المزيد من التجاوزات والمعصيات وهذه بالإمكان منعهاعلى الاقل !
فعلا مرتكب الجريمة البشعة التي راحت ضحيتها الزهرة البريئة «نور» لا ضمير له فقد تجمدت نفسه بعد ان مات ضميره.. فالضمير طالما هو موجود بداخل كل نفس بشرية يكون قادرا على التحكم في سلوكياتنا وأفعالنا، بل هو المرجع الاول والأخير في صناعة أي قرار يتخذه الإنسان سواء ذلك القرار يتعلق به او بغيره.. وكلما كان للضمير دور في قراراته كلما أصبح هذا الإنسان أكثر نقاء يتم الوثوق به بأمانته وأقواله فما أن تذكر إسمه حتى تعلم بأنه نقي السرائر..
لكن لماذا تختلف الضمائر بين الناس وبالتالي تتباين مقاييسهم للأمور ؟
هذا يعود للبيئة التي يتربى بها الأشخص من حيث العوامل البيئية المحيطة به من دين وأخلاق وثقافة كلها تقولب نظرته وفق ايجابيات وسلبيات هذه الثقافة المحيطة..ومن هنا فصاحب الضمير الحي يخاف الله ويحترم القانون والآخرين من حوله بعكس صاحب الضمير الميت..ومن هنا جاء في القرآن الكريم ذكر النفس» المطمئنة» و«اللوامة» و»الأمارة بالسوء»..
فالكيان النفسي يتكون من مجموعة من الغرائز البشرية والحيوانية تكون شاملة معها الاستعدادات والميول والنزعات الموروثة ناهيك عن مخزون الذكريات ونبع الأفكار والخواطر المؤطرة بصور فكرية ينجم عنها ممارسات عقلية ونفسية مكتسبة من علم الفرد وسلوكه كلها برمتها تتحكم بحكمه على الأمور عبر خبراته التراكمية المكتسبة..
hashem.nadia@gmail>;