عروبة الإخباري – صعدت إسرائيل، أمس، من لهجتها ضد إدارة الرئيس الأمريكي براك أوباما، في سياق الهجمة الإعلامية التي يشنها رئيس حكومتها، بنيامين نتنياهو ضد اتفاق جنيف المرحلي مع إيران. ونقلت المواقع العبرية أمس أمس، تصريحات مختلفة لمسؤولين رفيعي المستوى اتهمت إدارة الرئيس أوباما بالتهرب من مواجهة إيران، والسعي إلى الإبقاء على الوضع الراهن مع إيران للرئيس القادم.
ونقلت الإذاعة العبرية والقناة العاشرة الليلة، أن مسؤولين سياسيين رفيعي المستوى شنوا هجوما حادا على إدارة أوباما، واتهموها بالتهاون في مواجهة إيران، وفي تهاوي نظام العقوبات الدولي على إيران. وقال هؤلاء ماذا يتوقع أوباما من نتنياهو وهو يرى تهاوي نظام العقوبات من جهة ومضي إيران في مشروعها النووي، هل ينتظر أن يسكت نتنياهو وأن يكتفي بتوجيه رسالة بالفاكس للإدارة الأمريكية؟
ولفت المراسل السياسي للإذاعة الإسرائيلية، تشيكو منشيه، صباح اليوم أنه لاحظ أن اللهجة الشديدة في التصعيد الإسرائيلي، تشبه إلى حد بعيد وبصورة شبه حرفية العبارات التي استعملتها إسرائيل في التاسع عشر من نوفمبر الماضي، عشية التوقيع على اتفاق جنيف مع إيران.
وقال منشيه إنه تبين له بعد العودة إلى تلك التصريحات، أنها تكاد تكون متطابقة، وأنه يبدو أن هناك أوامر عليا لتصعيد لهجة الخطاب ضد إدارة الرئيس أوباما، على الرغم من فترة قصيرة من التهدئة في الحرب الكلامية بين إسرائيل والولايات المتحدة على خلفية الملف الإيراني.
إحباط في الإدارة الأمريكية
في المقابل خرجت صحيفة هآرتس ، صباح اليوم بعنوان رئيسي يشكو مشاعر الإحباط عند الإدارة الأمريكية من استئناف الهجوم الكلامي من قبل متحدثين إسرائيليين ضد إدارة الرئيس براك أوباما في الشأن الإيراني.
وقالت الصحيفة، على غرار ما أكده المراسل السياسي للإذاعة الإسرائيلية، إن إسرائيل تبرز بشكل خاص وجود إزمة ثقة تجاه الرئيس أوباما وكبار مستشاريه وخاصة مستشارة الأمن القومي، سوزان رايس، و رئيس طاقم البيت الأبيض دنيس ماكدونو.
ولفتت هآرتس في هذا السياق إلى “أجواء الشك وعدم الثقة” السائدة في هذه الأيام بين البيت الأبيض وبين ديوان نتنياهو.
وكما تعتمد إسرائيل الرسمية في حربها الكلامية على تصريحات لمسؤولين رفيعي المستوى، لا يتم الكشف عن هويتهم، فقد حذت ن الإدارة الأمريكية حذوها هي الأخرى. إذ نقلت هآرتس عن مصدر رفيع المستوى ، قالت إنه مقرب ومساهم في بلورة سياسة أوباما، قوله إن الإدراة الأمريكية لا تتهرب من المواجهة مع إيران ، ولكننا أمام فرصة تتمثل في نجاح العقوبات من جهة، ووجود قيادة جديدة في إيران ، ووحدة حال دولية لم تتحق في الماضي للسعي لحل المسألة الذرية الإيرانية بالطرق الدبلوماسية.
وبحسب هآرتس فإن أوباما والمقربين منه لا يفهمون سبب إصرار إسرائيل على التصعيد الكلامي بدلا من الخوض في مفاوضات حثيثة حول صورة وشكل الاتفاق النهائي مع إيران.
ويشعر أوباما ورجال البيت الأبيض أن نتنياهو ورجله في الكونغرس، رون دروما، يشجعان أعضاء الحزب الجمهوري في الكونغرس على مهاجمة الرئيس أوباما في الملف الإيراني ، ويغذون الإعلام الأمريكي برسائل سلبية مناهضة للاتفاق.