ابو رمزي متقاعد من وزارة التربية تجاوز السبعين عاما من العمر …اتصل هاتفيا متأثرا بمقال الضريبة عندما تلاحق الموتى الذي نشرته الدستور امس، وبعد الحديث قال مستفسرا من ينصفني امام دائرة ضريبة الدخل، اذ بعد 13 عاما تعود علي بضريبة مستحقة وغرامة كبيرة تتجاوز الرقم الاصلي، وبعد ساعات قدم الى الدستور ومعه ملف مدعوم بأوراق ومستندات تشير الى انه سدد عن زوجته المتقاعدة ضريبة الدخل وحصل على براءة ذمة، الا انه اخطأ بتسجيل الايصال باسمه بدل زوجته، ولم يوضح له الموظف المعني ما يجب عليه ان يعمل…وبعد 13 عاما قام البنك الذي يتعامل معه ابو رمزي وزوجته يشعره بان هناك حجزا على راتب زوجته التقاعدي لحين سداد الضريبة المستحقة والغرامة… واجمالي المبلغ يتجاوز بقليل 400 دينار، وقام بدوره بتسوية وضع زوجته الضريبي وهو في حالة توتر.
هذه القصة وغيرها تطرح مسلسلا طويلا من القضايا هي بسيطة من حيث القيمة …لكن يقينا ان حاجات الناس بسيطة كبيرة، قد يرى البعض ان 400 دينار امر يمكن التعامل معه واستيعابه اما في شهر او سنة حسب الحال، الا ان السواد الاعظم من المواطنين مع الارتفاع الكبير للاسعار وتعقد حياة الناس ومعيشتهم اصبح اقل مبلغ اضافي يحسب له رب الاسرة الف حساب، لذلك هناك من يقول ان اوضاعنا بخير ويضيف.. انظروا الى الاسواق والشوارع والمقاهي والمحلات تعج بالمستهلكين، واصحاب هذا الرأي يرون مقطعا صغيرا من النسيج الاجتماعي الاردني في كافة المحافظات، وحقيقة الامر اننا نعاني فقرا متزايدا، وارتفاع تكاليف العيش، وبالكاد تستطيع اسر اردنية تدبير قوتها بكرامة.
الغذاء والدواء والكساء والمسكن هي من ابجديات الحياة، وان اي خلل فيها كمن يمس بشكل او بآخر بالامن الاقتصادي والاجتماعي، لذلك عندما نسمع للمسؤولين يقدمون ارقاما تهدئ الخواطر، وفي نفس الوقت نجد في اسواق الخضار ارتفاع اسعار كيلو البطاطا الى 1.6 دينار، والبندورة الى 600 فلس الى قائمة غير منطقية لاسعار الخضروات الاساسية التي يستخدمها عامة الناس، هنا نستطيع التأكيد ان قضايا الناس ومعيشتهم في واد ٍ وما يتخذ من قرارات لحماية حقوق العامة في واد ٍ آخر.
الغالبية العظمي من احتياجات الناس بسيطة ويمكن التعامل معها وهي قضايا محقة كفلتها القوانين الالهية والوضعية، اذ من حق الانسان الحصول على الغذاء والمأوى والدواء والكساء، اما التعليم والعمل هي من ضروريات اي مجتمع يتطلع للتقدم، ومع ذلك نجد السياسات المالية تضع رسوما وضرائب على الطعام دون التفريق بين الغذاء الاساسي في المنازل، وطعام فاخر من مطاعم الدرجة الاولي، ففي دول العالم الطعام بمكوناته الاساسية تقدم للمستهلكين باسعار منطقية بعيدا عن الضرائب والجمارك..ذلك ايمانا بحق الناس في الحصول على الطعام بيسر وبدون مغالاة…حاجات الناس بسيطة يجب عدم تعقيدها او التنكر اليها
خالد الزبيدي/حاجات الناس بسيطة..من يلبيها
20
المقالة السابقة