عروبة الإخباري – افتتح جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم الثلاثاء في جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا، كلية الملك عبدالله الثاني للهندسة، التي تقدم برامج نوعية متميزة على مستوى البكالوريوس والماجستير تلبي احتياجات السوق المحلي والعربي.
واستمع جلالته، بعد أن أزاح الستارة عن اللوحة التذكارية للكلية، واطلع على جدارية الجامعة، إلى شرح من سمو الأميرة سمية بنت الحسن، رئيس مجلس أمناء الجامعة، عن محطات الإنجاز والتميز في الجامعة، التي ابتدأت مسيرتها التعليمية عام 1991 بتخصص واحد هو علم الحاسوب، لتقدم اليوم أحد عشر تخصصاً على مستوى البكالوريوس، وستة تخصصات على مستوى الماجستير، والتي كان لها الريادة والتميز في التخصصات التالية (هندسة الطاقة والقدرة، والتسويق الإلكتروني، والتواصل الاجتماعي، وأمن المعلومات والجرائم الرقمية).
كما اطلع جلالة الملك، خلال الشرح، على خطط وبرامج الجامعة والتي حصلت على اعتماد من مجلس الاعتماد الأمريكي للهندسة ( إيه بي ايي تي ) التي تضم في عضويتها أعرق الجامعات الهندسية في الولايات المتحدة الأميركية، مثلما تسعى إلى إنشاء مراكز بحثية لتزويد الطلبة بالمهارات لمواكبة التطور العلمي والتكنولوجي.
وخلال رعاية جلالته حفل افتتاح الكلية في مدرج الصداقة في الجامعة، ألقت سمو الأميرة سمية بنت الحسن كلمة قالت فيها “إننا نعمل في الجامعة على تحقيق رؤى جلالة الملك في نقل الأردن إلى الاقتصاد المبني على المعرفة، وهذا يستدعي الاستثمار بالإنسان الذي هو رأس المال في الأردن، لإحداث تغيير جوهري يمكن المملكة من مواكبة أحدث ما توصلت إليه العلوم والتكنولوجيا، وتكون رائدة للتنمية الشاملة المستدامة”.
وأضافت سموها “أن أي سعي لبناء اقتصاد المعرفة، يعني العمل على تطوير الإنسان الأردني ليكون قادرا على إنشاء مشروعات ومؤسسات إنتاجية، حتى لو كانت صغيرة، ومن هنا فلا بد من احتضان الأفكار الإبداعية وتشجيعها، والنظر إليها بأنها ضرب من الملكية الفكرية التي نستطيع حمايتها بوصفها أسرارا تجارية، ثم العمل على حمايتها قانونيا، مثلها مثل براءات الاختراع والعلامات التجارية”.
وأوضحت سموها، في كلمتها، أن المؤسسات التعليمية ومراكز البحث العلمي ذات المستوى الرفيع هي في نهاية المطاف محركات التنمية الاقتصادية التي تستشرف حاجات المجتمع التنموية المستقبلية، من خلال طرحها لبرامج وتخصصات دراسية جديدة لإعداد كوادر بشرية مؤهلة قادرة على تلبية الاحتياجات، إضافة إلى كونها راعية ومنتجة للإنسان المبدع الخلاق.
وأكدت سمو الأميرة سمية بنت الحسن اعتزاز الجامعة بأنها توفر بيئة تعليمية تشجع الطلبة على التفكير والإبداع والتميز وتؤهلهم للدخول مباشرة إلى سوق العمل، منتجين مبدعين قادرين على المنافسة محليا وإقليميا وعالميا.
ولفتت، في هذا الصدد، إلى أن المؤسسات التعليمية مطالبة بالعمل على إيجاد بيئة تعليمية وبحثية مناسبة تؤدي إلى تخريج فرسان تغيير يسهمون في تحقيق التنمية الشاملة المستدامة.
من جانبه، قال رئيس الجامعة الدكتور عيسى بطارسة، خلال حفل الافتتاح إن الجامعة حققت بأقل من 22 عاما وبدعم من سمو الأميرة سمية بنت الحسن رئيس مجلس الأمناء، جزءاً كبيراً من رسالتها الأساسية بأن تكون جامعةً رائدة في تخصصات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
واستعرض الدكتور بطارسة خطط الجامعة المستقبلية، والتي تتلخص في حرصها على تخريج نوعية خاصة من الخريجين لرفد سوق العمل بهذه النوعية، وتشجيع الابتكار ورعاية الموهبة ومتابعة المنتج الأكاديمي.
ولفت إلى أن الجامعة عملت على استقطاب أعضاء هيئة تدريس من خريجي الجامعات المتميزة، واستقطاب ودعم الطلبة المتميزين ومنحهم الفرصة للابتعاث للجامعات العريقة، وربط المنتج الأكاديمي بحاجات السوق ومواكبة التغيرات المتسارعة في هذا السوق، واعتماد سياسات إدارية متطورة عبر الهيئة الإدارية المؤهلة الدؤوبة وتوفير المختبرات والأجهزة الحديثة اللازمة للعملية التعليمية ومساندة الهيئة التدريسية والطلاب، إضافة إلى اعتماد (ايبت)، نسعى للحصول على الاعتماد من جامعة (لان كاستر) البريطانية في تخصص إدارة الأعمال.
وقال الدكتور بطارسة إن التركيز في المستقبل القريب سوف يكون على الدراسات العليا والبحث العلمي ومراكز التميز، واستحداث تخصص الماجستير في نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد بداية العام القادم، فضلا عن دراسة لاستحداث تخصص هندسة نظم الشركات بالتعاون بين جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا والجامعة الألمانية الأردنية.
وأضاف أن الجامعة تسعى أيضا إلى البدء، خلال فترة تتراوح بين سنتين إلى أربع سنوات، بمنح درجة الدكتوراه في علم الحاسوب، ويليها في الهندسة الكهربائية، مشيرا إلى أن الجامعة بما لديها من هيئة تدريسية مؤهلة، وطلبة دراسات عليا متميزين لديها الجاهزية لاستحداث عدد من المراكز البحثية في المستقبل في مجالات محتوى اللغة العربية، وحوسبة الهواتف الخلوية، والطاقة الشمسية، وريادة الأعمال، وتصميم الدوائر الدقيقة.
وشاهد جلالته، خلال الحفل، فيلما يبرز أهم نشاطات الجامعة، ويظهر أهمية التخصصات التي تحتضنها في مواءمة سوق العمل، إذ تمنح الجامعة درجة البكالوريوس في تخصصات علم الحاسوب، وعلم الرسم الحاسوبي، والهندسة الإلكترونية، وهندسة الحاسوب، وهندسة الاتصالات، وإدارة الأعمال، ونظم المعلومات الإدارية. وهندسة القدرة والطاقة الكهربائية، وهندسة البرمجيات، والمحاسبة، كما تمنح درجة الماجستير في علم الحاسوب، وإدارة البيئة، والهندسة الكهربائية، وامن نظم المعلومات والجرائم الرقمية، وإدارة الأعمال الدولية بالتعاون مع جامعة لانكستر في المملكة المتحدة.
كما تسلم جلالة الملك هدية رمزية من الجامعة، وهي نسخة من شهادات الاعتماد التي حصلت عليها الجامعة من مجلس الاعتماد الأمريكي للهندسة (إيبت) في تخصصات هندسة الإلكترونات وهندسة الحاسوب وهندسة الاتصالات وعلم الحاسوب، علما بأن جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا هي الجامعة الوحيدة في الأردن التي حصلت على هذا الاعتماد في هذه التخصصات.
واطلع جلالته خلال الحفل على قصتي نجاح للمهندس سامر الترزي، أحد خريجي جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا للتعريف بشركته الناشئة، الفرق الحمراء، وأخرى متعلقة بتصميم الدارات الإلكترونيات الدقيقة في الأردن قدمها المهندس حازم مرار.
وتوفر شركة الفرق الحمراء، وفق المهندس الترزي، تطبيقا لمِنَصّة على شبكة الإنترنت تتيح لذوي العلاقة بتسويق منتجاتهم بشكل مباشر من دون وسيط أو دفع أي رسوم أو عناءٍ في البحث في شبكة الإنترنت. واختير هذا التطبيق من الشركة العالمية لدعم الشركات الناشئة في وادي السيليكون، في الولايات المتحدة الأمريكية.
وتعد شركة جولدن للإلكترونيات، كما قدم لها المهندس حازم مرار، الوحيدة من نوعها في الأردن لتصميم الملكية الفكرية في مجال الإلكترونيات الدقيقة وتطويرها، وذلك بالتعاون مع شركة أيترويكس، وبدعم من الشركة العالمية لتصميم الدارات الإلكترونية الدقيقة سنوبسيز، لتصميم الدارات المتكاملة.
وقال إنه تمّ نشر ما يزيد على خمسة عشر بحثاً علمياً من خلال مختبر الدوائر الدقيقة في الجامعة في سنة واحدة، إضافة إلى إتاحة الفرصة لإجراء تجارب علمية وتدريبية.
كما أطلع جلالة الملك على تصميمين نفذتهما الجامعة تم تطوير احدهما بالتعاون مع مركز الملك عبدالله الثاني للتصميم والتطوير (كادبي).
وتضمن التصميم الأول الذي طور بالتعاون مع كادبي، وفق مصمميه الدكتور بلال صبابحه، والطالب كرم أبو غالية من جامعة الأميرة سمية، والدكتور أنور العساف، والمهندس حمزة الزعبي من كادبي، طائرة عمودية ثلاثية الدفع من دون طيار قادرة على الإقلاع العمودي والهبوط بكلفة منخفضة، بهدف إجراء مسوحات جويّة، ومن خصائصها أنها قادرة على التحليق بارتفاعات منخفضة وسرعة منخفضة أيضاً، وإمكانية استخدامها في مختلف الأجواء والتضاريس، وقدرتها على الحركة في أي اتجاه أفقي.
كما تضمن التصميم الثاني، حسب مصمميه الطلبة رند حنون، وهند الحمود، وحسام معتوق ( لعبة حاسوبية ) طورت كمشروع تخرج لعدد من طلبة الجامعة بعنوان “اندلاع الحرب العظمى فيرود”، وهي لعبة إطلاق نار متطورة متعددة اللاعبين، والتي تعد شهادة لتميّز هؤلاء الطلبة في الرسوم المتحركة والبرمجة، حيث تعمل اللعبة الفريدة من نوعها في الأردن على تكامل البرمجة الحاسوبية مع الأعمال الفنية الإبداعية المسلَّية.
وحضر حفل الافتتاح رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة، ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور أمين محمود، ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عزام السليط.
والتقى جلالة الملك في ختام الحفل عددا من طلبة الجامعة الذين شاركوا في مسابقة ( إيه سي ام ) لمنطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط، التي عقدت في شرم الشيخ الأسبوع الماضي، حيث حصد فريق الجامعة، الذي تأهل لنهائيات كأس العالم للبرمجة التي ستعقد في روسيا تموز القادم، جوائز أفضل المبرمجين المتميزين.